الثورة- منهل إبراهيم:
تعد العلاقات بين إيران وروسيا معقدة ومتغيرة، حيث تتأرجح بين التحالف والتعاون والتنافس، وتشترك الدولتان في العديد من المصالح المشتركة، مثل معارضة النفوذ الأميركي، لكنهما تواجهان أيضاً تحديات وخلافات في بعض القضايا.
ونشرت صحيفة التايمز البريطانية تقريراً بعنوان “لماذا يدفع بوتين طهران نحو اتفاق ترامب النووي؟، والذي قالت فيه: إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يحافظ على توازن دقيق بين تحالفه مع إيران وتجنب المزيد من الصراع في الشرق الأوسط، مشيرة إلى استياء موسكو من التقارير التي تحدثت مؤخراً عن أن روسيا تمارس ضغوطاً على إيران لقبول اتفاق يحرمها من حق تخصيب اليورانيوم لأي غرض.
وصرحت وزارة الخارجية الروسية يوم الأحد الماضي، بأن أي تلميح إلى ضغوط من بوتين على طهران لإبرام مثل هذا الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة، هو جزء من “حملة قذرة ومسيّسة تهدف إلى تصعيد التوتر حول البرنامج النووي الإيراني”.
ومع ذلك فقد كشفت مصادر أميركية مطلعة لموقع أكسيوس الأميركي، أن بوتين أبلغ الرئيس الأميركي دونالد ترامب والمسؤولين الإيرانيين بأنه يُؤيد فكرة اتفاق نووي لا يسمح لإيران بتخصيب اليورانيوم، وقال أربعة مسؤولين، ثلاثة أوروبيين وإسرائيلي واحد: إنّ موسكو شجعت الإيرانيين على الموافقة على شرط “عدم التخصيب”، كما أن بوتين أعرب عن هذا الموقف في مكالمات هاتفية، الأسبوع الماضي، مع ترامب والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
ويشير تقرير التايمز إلى أنّ الإيرانيين على ما يبدو، رفضوا عرض بوتين، وأنّ روسيا تحاول ضمان مصالحها في المنطقة، فالصراع في المنطقة يشكل فرصة لعودة ارتفاع أسعار النفط، وهو أمر مفيد لروسيا كمنتج رئيسي، كما يصرف الانتباه عن الهجمات المستمرة على أوكرانيا، والتي أدانها الغرب.
وتؤكد التايمز أن بوتين تجنب تقديم ضمانات أمنية صريحة لإيران عندما اتفقا على شراكة استراتيجية في كانون الثاني 2025، وبعد أنْ شنت إسرائيل ضرباتها على إيران، خيبت روسيا آمال طهران واكتفت بالدعم اللفظي فقط، وقال خبراء لصحيفة التايمز البريطانية: إن موسكو ربما كانت تدفع باتجاه التوصل إلى اتفاق خشية تفكك إيران في حال تجدد الهجوم، ما قد يهدد المصالح الاقتصادية الروسية، ومنها الاستثمارات الكبيرة التي ضختها موسكو على مدار الأعوام الماضية، فضلاً عن خططها لبناء خط أنابيب للغاز الطبيعي من روسيا إلى إيران عبر أذربيجان، وهناك مشروع متعثر لموسكو للمساعدة في بناء مركز للغاز لتصدير الإمدادات إلى دول ثالثة.
وبالإضافة لتقرير صحيفة التايمز البريطانية فقد تحدثت تقارير أخرى لصحف ومواقع إعلامية غربية عن أن روسيا تمارس ضغوطاً على إيران لقبول اتفاق يحرمها من حق تخصيب اليورانيوم.
وفي وقت سابق أعلن الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان المصادقة على قرار مجلس الشورى الإيراني القاضي بتعليق التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وذلك في أعقاب الهجمات الإسرائيلية والأميركية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران.
وأثار استخدام مصطلح “تعليق” بدلاً من “إيقاف نهائي” تفسيرات بأن القرار مؤقت، ومشروط بتحقيق مطالب أمنية، وأفاد المتحدث باسم الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فريديريك دال، في تصريح لـ “بي بي سي”، بأن الوكالة تنتظر تفاصيل إضافية من الجانب الإيراني بشأن القرار.
وفي تصريح لوكالة الطلبة الإيرانية (إسنا)، قال النائب الإيراني علي رضا سليمي: إن القرار يشمل منع دخول مفتشي الوكالة الدولية إلى المنشآت النووية في إيران، كما اتهم رئيس مجلس الشورى محمد باقر قاليباف الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ”تسريب معلومات حساسة” إلى إسرائيل، وفي منشور عبر منصة “إكس”، كتب قاليباف: “الوكالة التي لم تدن حتى بشكل محدود الهجوم على منشآتنا النووية”.