الثورة – دمشق – علاء الدين محمد:
أمسية قصصية تنوع فيها القص، وتعددت الصور واختلف فيها الأسلوب، فلكل كاتب أسلوبه وطريقته في عرض وتقديم إبداعاته، لكن ما يهم المتلقي هو أن يحصل على متعة الحكاية والأحداث المشوقة التي تحدث عامل الدهشة لديه.
عنوان الأمسية التي شارك فيها كل من الكاتب عماد نداف وسوسن رضوان، وعبد الله النفاخ، ومحمد الحفري، في المركز الثقافي العربي بالمزة.
بدأ الكاتب نداف الأمسية بقصة مليئة بالألم مؤثرة، جعلنا نبحر معه في عوالمها ونعيش معه تفاصيلها لحظة بلحظة، من خلال هذه المشهدية.. الأطفال وهم يلعبون، والرجل الذي مزق زوجته بالسكين، أحداث تشد المتلقي أمام صورة متحركة، صورة تعطي معالمها تماماً، إضافة إلى مسألة مهمة حققتها القصة، وهي مسألة البعد الدلالي للمشهد، أي أن الكاتب كان فناناً في لعب الكرة، لكن عندما وقف هذا الموقف العاجز في القصة ولم يستطع تقديم أي مساعدة للمرأة التي ارتمت بين أحضانه وبللت ثيابه بدمائها، جراء الطعنات المتتالية من زوجها، وجدنا أنه لم يستطع تحريك الكرة.
أما القاصة رضوان فقدمت قصة تحت عنوان (خلوة وخطيئة) بلغة جميلة، وأسلوب ممتع لكنها طافحة بالمعاناة والألم، حاكت من خلالها قضايا إنسانية واجتماعية نعيشها، لكن للأسف كثير من المفاهيم والقيم التي تربينا عليها أصبحت في أيامنا هذه بعيدة كل البعد عن يومياتنا، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل على خلل اجتماعي ويجب تصويبه قبل فوات الأوان.
بدوره القاص الحفري قدم قصة واقعية تحدث من خلالها عن الكبت النفسي الذي يعانيه بطل حكايته، وعن الأنانية الفردية المطلقة الرفيق جاكب، أحداث مشوقة للحكاية وتحديداً عندما أجبر على الوقوف للاحتفاء بالضيف القادم مع الرفيق جاكب، أحداث مشوقة لكنها مؤلمة، وبالرغم من ذلك فإنها تترك ارتياحاً في نفس المتلقي.
القاص النفاخ قدم قصة تحت عنوان (بعض الحزن ترف)، تتحدث عن معاناة الإنسان الفلسطيني الذي هجر من دياره قبل أكثر من 75 عاماً وبقائه يعيش على أمل العودة، وإعادة أرضه المسلوبة، بطل القصة رجل مسن ولد في الشتات لكن والده هجر من فلسطين ومات وهو مازال يحن إليها، وفلسطين هو ذخر ما رددته شفتاه، فعندما دمر بيته في أحد المخيمات لم يهتم لكل هذا الدمار والخراب، الصورة العالقة في ذهنه هي صورة أبيه فقط.