مهما كان رفيعاً.. يُحيلك إلى جمالٍ آخر

الثورة – لميس علي:

كيف يتم تفعيل الإحساس بالجمال داخلنا؟ لدرجة تدفعك بها أي مشاهدة جمالية بسيطة إلى تذكّر كل تفرّعات “التداعي” الجمالي الناتج عنها.

بصدفةٍ محضة، يحدث أن تلتقط موقفاً يومياً لربما بدا اعتيادياً وغير ملحوظ، لكن يسحبك إلى منطقة أخرى.. وهذه تفجّر داخلك الكثير من المشاعر الجميلة.. تصاحب سرب التذكّر.. كما لو أنه شريطٌ مسجل تستعيده بكل متعة وسعادة..كأن تتأمل منظر اكتمال “القمر” بدراً..حينها.. من منا لا يستعيد الأغنيات الفيروزية التي تختص بذكر “القمر”؟ وكلّما تذكّرنا إحداها ترافق معها خليطٌ من الذكريات والمشاعر.. فخيط الجمال مهما كان رفيعاً يُحيلك إلى جمالٍ آخر.

إحدى الدراسات النفسية وجدت أن الانغماس في مجتمع خيالي “خيالات أديبة، فنية” له فوائد كثيرة توازي تلك التي نحصل عليها حين الاندماج بالمجتمع الواقعي المحيط بنا، الحالة تشبه انغماسنا بهالات الفن الرحباني.

ولاحظت الدراسة أن مصاحبة الأعمال الأدبية أو الفنية والانصهار بها، كما لو أنها ملاذ، يشتمل على أنها هي بالفعل كذلك لجهتي: العالم الخارجي، والعالم الداخلي/ الذاتي للمرء الذي يجد بالإبداع “أدبي أو فني” عالماً موازياً ينشط فيه خياله.. وبالتالي فلش بوابة الخيالات على إمكانيات غير محدودة وفسح المجال لالتقاط الجمال أكثر، لأننا وبوسيلة الإبداع قادرون على تقشير طبقات تغطي أجمل ما فينا.. فمن غايات الفن الأدب توسيع مساحات الجمال حسياً وروحياً.

ألا يشبه كل ذلك تأثير الأغنية الفيروزية التي أحالنا إليها مشهد “القمر”..؟ وعن مسارات الجمال الناتجة عن جمعهما معاً يأتي السؤال:هل الموروث الثقافي “الجمعي” الذي يمنح القمر بُعداً جمالياً مهماً يجعلنا نستلطف رؤيته ونتفاءل باكتماله بدراً، كان سبباً ذكّرنا بالفن الفيروزي المرتبط بالقمر.. أم إن تلك الأغنيات، مثل: “يا قمر أنا وياك، نحن والقمر جيران، طلع القمر” وغيرها، زادت من تراكم الإحساس بالجمال لدينا الخاص بالقمر، وبالتالي أعادت تفعيل “اللاوعي” الجمعي..؟ كلا الاحتمالين صائبٌ.. فالفن دائماً كان من أكثر الأساليب نجاحاً في تكريس الجمال، محوّلاً الإحساس به عمليةً تراكميةً.. وكأنه يراكم فاعلية “الجمال” داخلنا.. تماماً كما يفعّل الإحساس بالحبّ..أليس الحبّ موقفاً جمالياً..؟ والفن هو أيضاً كذلك، بمعناه الإبداعي الأشمل.

ما يحفره الفن داخلنا يشبه ما تحدّث عنه نيتشه عن أن أسمى أنواع الجمال “ليس ذلك الذي يفتننا على الفور، بل الذي يتسلّل إلينا ببطء نحمله معنا ونحن لا نكاد نشعر به”.

آخر الأخبار
خطط وقائية واستجابة سريعة للدفاع المدني باللاذقية التحول الكبير في سوريا.. ماذا بعد زيارة الشرع التاريخية لـ "البيت الأبيض"؟ "تغيير العملة".. قرار استراتيجي يتقاطع مع الإصلاحات الاقتصادية كيف باتت سوريا تمارس دورها الدبلوماسي بحرية كاملة في أميركا؟ من فتح القنوات إلى تقليص الفساد... خطوات للاستفادة من تعليق قيصر نجاح العملة السورية الجديدة مرهون بالحوكمة والشفافية مالية دمشق تحت المجهر.. شبكة فساد أم حملة تطهير؟ التيار الذي أعاد الثقة.. حلب تضيء من جديد فرع للمديرية العامة للموانئ في طرطوس زلزال دبلوماسي.. سوريا نحو نظام إقليمي جديد تعليق "قيصر".. بوابة لإنعاش "التربية والتعليم" المنشآت العلفية والمراكز البيطرية بحلب تحت مجهر الرقابة لقاء الرئيس الشرع مع "النقد الدولي" تحول حاسم نحو الاقتصاد العالمي تفاهم بين جامعة حلب و"إنماء" لتعزيز التعاون في التنمية الزراعية الرئيس الشرع من واشنطن: الساحل في قلب الخطط التنموية والاستثمارية المقبلة صفوف مسبقة الصنع لمدرسة النجيح بدرعا الزراعة.. شراكات تنموية واستراتيجيات نحو أمن غذائي "مهرجان تسوّق حلب".. عودة الألق لسوق الإنتاج الصناعي والزراعي الهلوسة الرقمية.. شبح "الذكاء الاصطناعي الواثق" يهدد موثوقية التعليم تعزيز التعاون السوري الباكستاني في التعليم الطبي والتمريضي