الثورة – غصون سليمان:
لم يكن مفاجئا حجم المعلومات والمعطيات التي أفصح عنها المتحدث باسم إدارة مكافحة المخدرات أنور عبد الحي فيما يخص خريطة انتشار تحت الأرض وفوقها، بقدر ما كانت المفاجأة الأكبر هو أن تتحول سوريا من دولة عبور ولسنوات طويلة إلى دولة منتجة ومصدرة وصلت مخاطرها خارج حدود الوطن إلى دول الجوار والخليج العربي خلال السنوات الأربعة عشرة الماضية ، ولعل الأخطر هو انتشار هذه الآفة بين أبناء المجتمع في المدارس والأماكن العامة والخاصة عن طريق تجار الأزمة والمروجين والمروجات حتى باتت شبكة متداخلة ومعقدة ليس من السهل تفكيك شيفراتها.
من هنا تأتي أهمية الحديث و ماذكره المتحدث عبد الحي من خلال الإضاءة على الجهود التي بذلتها الحكومة ، وفق
مسار مهني أمني انضباطي في سياق العمل على مدى ستة أشهر متواصلة في محيط بيئة خصبة للمخدرات صنعها نظام الأسد المخلوع .
أما كيف تعاملت إدارة مكافحة المخدرات مع هذا الواقع الصعب وما هي النتائج التي أفرزته الفترة الماضية ؟
تنظيفها من المخدرات
هنا يوضح السيد أنور عبد الحي في تصريحاته المتواصلة في هذا الشأن إن الإدارة العامة لمكافحة المخدرات ومنذ اليوم الأول لتحرير سوريا وضعت الخطط ورسمت الاستراتيجيات وحددت الأهداف لتنظيف سوريا من المخدرات التي خلفها النظام البائد، مشيرا أنه من خلال عمليات الرصد والمتابعة الحثيثة و الجهود المستمرة التي قامت بها الجهات المعنية واستطاعت الانتهاء من أهم مرحلة وهي ضبط مصانع المخدرات في البلد ،بمعنى أن سوريا بعد تحريرها لم تعد مصنعة للمخدرات .بعد أن تم ضبط مخازن وكميات كبيرة من المواد الأولية والكبتاغون .
ومما ذكره على سبيل المثال لا الحصر ، تم ضبط 320 مليون حبة كبتاغون –
121طنا من المواد الأولية ،
1826كغ حشيش
2030غ كوكايين
759 هيروين بودرة
هذه الأرقام لاشك أنها تعكس واقعا جديدا يجب التخلص من مآسي الماضي والتطلع نحو المستقبل بما يضمن أمان وسلام سوريا وأبنائها .
تضافر الجهود
وفي شق العمليات المشتركة ومدى أهمية العملية التعاون مع الأجهزة الأمنية السعودية، وإن كان هناك تعاون مع أجهزة عربية ودولية أخرى في سياق مكافحة المخدرات؟ وإذا كنا سنسمع بعمليات عابرة للحدود في هذا السياق؟
حول هذا السؤال يوصف السيد عبد الحي
بأن المخدرات هي جريمة عابرة للحدود والقضاء عليها والحد من انتشارها يحتاج تضافر الجهود على كافة المستويات الوطنية والإقليمية و الدولية، ومن هذا المنطلق جاء التعاون الأمني بين سوريا والسعودية في مجال مكافحة المخدرات والذي أثمر عن عملية جرى فيها ضبط 200 ألف حبة كبتاغون في محافظتي حلب وإدلب كانت هذه العملية بتنسيق وتعاون فعال مع وزارة الداخلية السعودية
خطط المكافحة
وعن خطط إدارة مكافحة المخدرات في إعادة تأهيل المدمنين ودمجهم بالمجتمع من جديد؟
نوه عبد الحي لما يجري عليه العمل الآن من تفعيل مركزين لمعالجة المدمنين مركز في دمشق وآخر في حلب، وتم وضع
خطة لافتتاح مركز في كل محافظة
وفيما يتعلق بخطة الإدارة لملاحقة تجار
المخدرات الكبار في الدول المجاورة الذين يستغلون سوريا للإنتاج أو التصدير من خلالها لدول عربية أو أجنبية؟
اشار أيضا إلى أن التواصل مع دول جوار وتبادل المعلومات قائم ، وهناك تحديث دوري للمعلومات في مجال الرصد والمتابعة وملاحقة التجار العابري للحدود.
ما تقدم يعكس بكل قوة رؤية سوريا الجديدة في التخلص من كل مآسي فصول المخدرات التي طغت وازدهرت في السر والعلن لصالح مجموعة فاسدة من حاشية النظام المخلوع ،فيما الضحايا هم أبناء المجتمع ولاسيما شبابها عدة المستقبل .