الثورة – هلا ماجد
فور دخول الرئيس السوري، أحمد الشرع، بوابة “البيت الأبيض”، وبدء اجتماعه المغلق مع نظيره الأميركي، دونالد ترامب، ظهرت تصريحات المسؤولين الأميركيين تباعا.
الرئيس الأميركي ترامب استقبل الرئيس الشرع في مبنى “West Executive Building” داخل “البيت الأبيض”، في لقاء هادئ بعيداً عن تغطية الإعلام المعتادة.
هذه الزيارة الاستثنائية تأتي في وقت حساس، حيث يسعى الطرفان لعقد صفقات واتفاقيات في أجواء مغلقة بعيدة عن الأسئلة الصحفية التي قد تعرقل المساعي السياسية.
توّجه واشنطن بهذا اللقاء يعكس رفع ملف سوريا من هامش السياسة الدولية إلى طاولة القرار الأميركي، وهو مؤشر على إعادة تعريف العلاقات بين البلدين على مستوى القادة وليس عبر الوسطاء، وفق ما يراه مراقبون.
ويعتبر هذا اللقاء هو تتويجاً لسلسلة من اللقاءات التي أجراها الشرع مع الرئيس الأميركي ترامب، إذ جرى اللقاء الأول في مايو/أيار 2025 في السعودية على هامش جولة ترامب الإقليمية، بحضور ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، وكان اللقاء الثاني خلال اجتماع الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر/أيلول 2025 في نيويورك.
شراكة استراتيجية ورفع للعقوبات
بعد دقائق من بدء اجتماع الطرفين، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ومكتب مراقبة الأصول الأجنبية تعليق العمل بقانون “قيصر” جزئياً لمدة 180 يوم، والسماح بتصدير السلع الأميركية للاستخدام المدني داخل سوريا دون الحاجة إلى تراخيص، باستثناء التعاملات مع روسيا وإيران.
كما أكّد متحدث الخارجية الأميركية، أن الولايات المتحدة تمنح سوريا فرصة للعظمة من خلال السلام والاستقرار، مشيراً إلى تحول سوريا من تبعية إيران إلى شريك في مكافحة الإرهاب كخطوة جديدة في السياسة الأمريكية.
بدوره، السيناتور جو ويلسون ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس النواب، بريان ماست، الذي وصف اللقاء مع الشرع، لقاء محارب لمحارب، أشادا بالزيارة، مؤكدين أن سوريا باتت تمثل فرصة تاريخية للسلام والازدهار، وأن انضمام سوريا رسمياً للتحالف الدولي ضد تنظيم “داعش” يعزز الشراكة بين البلدين.
كما وصف السفير الأميركي السابق، روبرت فورد، الحكومة السورية بأنها حليف مهم، مُثنياً بجهود مبعوث بلاده الخاص إلى سوريا، توم باراك، في تعزيز العلاقات.
كذلك، أكدت الباحثة كارولين روز في معهد “نيو لاينز”، أن زيارة الشرع تمثل علامة فارقة تدفع نحو مرحلة جديدة من التعاون الأمني ودعم الاستقرار الإقليمي، وتحث شركاء دوليين على تخفيف العقوبات وتشجيع الاستثمار داخل سوريا.
زيارة الرئيس الشرع تشكّل محطة تاريخية في العلاقات السورية–الأميركية، مع تعزيز التعاون الأمني ومحاربة الإرهاب، إلى جانب دعم جهود إعادة الإعمار والتنمية. كما تمثّل خطوة حقيقية نحو إقامة شراكة جديدة تسعى لإنهاء سنوات الصراع ولإرساء أسس السلام وإعادة سوريا إلى الساحة الدولية بعد عقود من القطيعة، فهل تكون سوريا هي حجر الأساس في شرق أوسط جديد؟