الثورة – أسماء الفريح:
حذرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني اليوم من أن الآلاف من سكان قطاع غزة يواجهون خطر المجاعة وطالبت بإدخال المساعدات الإنسانية وخاصة إلى المناطق الشمالية.
يذكر أن محكمة العدل الدولية كانت أمرت الاحتلال الإسرائيلي في أيار الماضي بوقف عدوانه على مدينة رفح وفتح المعابر لدخول المساعدات الإنسانية لقطاع غزة ولاسيما أن منعه دخول المساعدات والإمدادات المنقذة للحياة إلى القطاع المحاصر، يفاقم الكارثة الإنسانية فيه ويضع الفلسطينيين وجهاً لوجه مع الموت.
وذكرت وكالة وفا أن الجمعية أوضحت أن المساعدات الإنسانية التي يتم إنزالها جواً لم تلب الاحتياجات اللازمة، لخفض نسب الجوع ولذلك يتوجب فك الحصار وفتح المعابر، وإدخال المساعدات إلى جميع مناطق قطاع غزة مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طواقم الإغاثة بشكل متعمد ومتواصل.
وكان تقرير دولي، نشر أمس، حذر من استمرار المخاطر العالية لحدوث مجاعة بأنحاء القطاع في ظل استمرار الحرب والقيود المفروضة على الوصول الإنساني، مشيراً إلى أن نحو 96% من سكان غزة “2.1 مليون شخص” يواجهون مستويات مرتفعة من انعدام الأمن الغذائي الحاد، متوقعاً استمرار هذا الوضع حتى أيلول 2024.
وذكر تقرير “التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي”، أن كل قطاع غزة يُصنف بأنه في حالة طوارئ وهي المرحلة الرابعة من التصنيف التي تسبق المجاعة (المرحلة الخامسة).
وأفاد بأن أكثر من 495 ألف شخص (22% من السكان) يواجهون مستويات كارثية من انعدام الأمن الغذائي الحاد في المرحلة الخامسة، التي تواجه فيها الأسر نقصاً شديداً للغذاء والتضور جوعاً واستنفاد القدرة على المواجهة.
وكان التحليل الذي أجراه التصنيف في شباط الماضي قد توقع احتمال حدوث المجاعة في مناطق شمال غزة بنهاية أيار الماضي.
وفي محافظات جنوب غزة، قال التقرير إن الوضع تدهور في أوائل أيار، مع نزوح أكثر من مليون فلسطيني بعد العدوان البري والبحري على أنحاء قطاع غزة وتوسيعه إلى دير البلح وخاصة مخيم النصيرات.
وذكر التقرير أن الوصول الإنساني إلى محافظات الجنوب التي يوجد بها مليونا شخص، قد تقلص بشكل ملحوظ مع إغلاق معبر رفح الحدودي والعراقيل عند معبر كرم أبو سالم مبيناً أن تركز السكان في مناطق تفتقر إلى حد كبير للمياه والصرف الصحي والنظافة والرعاية الصحية وغيرها من البنية الأساسية، يزيد مخاطر تفشي الأمراض ما ستكون له آثار كارثية على التغذية والحالية الصحية لقطاعات كبيرة من السكان.
وتابع التقرير الدولي أن أحدث البيانات تفيد بأن أكثر من نصف الأسر اضطرت، من أجل شراء الطعام، إلى استبدال ملابسها بالمال، فيما لجأت ثلث الأسر إلى جمع النفايات لبيعها مشيراً إلى أن أكثر من نصف الأسر أفادت بعدم وجود طعام لديها في أغلب الأحيان، وتقضي أكثر من 20 بالمئة من الأسر أياماً وليالي كاملة دون تناول أي طعام.
ولفت إلى تراكم أكثر من 330 ألف طن من النفايات في المناطق المأهولة بالسكان أو بالقرب منها في مختلف أنحاء غزة، ما يشكل مخاطر بيئية وصحية كارثية.
ووفق الأمم المتحدة، فإن خبراء من 19 وكالة تابعة للمنظمة الدولية وأربعة بلدان مانحة يعملون في التصنيف المتكامل لمراحل الأمن الغذائي وتتبع الجوع، ويقومون بدق ناقوس الخطر قبل الانتشار المحتمل لسوء التغذية الحاد لتجنب تحوله إلى ظروف أكثر خطورة تهدد الحياة.