بقلم: سفير جمهورية الصين الشعبية في دمشق “شي هونغوي”:
انعقدت الدورة الكاملة الثالثة للجنة المركزية العشرين للحزب الشيوعي الصيني ببكين في الفترة ما بين يومي 15 و18 يوليو 2024، وألقى فيها الأمين العام للجنة المركزية شي جينبينغ خطاباً مهماً. كانت أهم النتائج لهذه الدورة الكاملة هي مراجعة واعتماد “قرار اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني بشأن تعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل لدفع التحديث الصيني النمط”، والذي اقترح أكثر من 300 إجراء إصلاحي مهم، تتضمن تعزيز تطوير نظام الاشتراكية ذات الخصائص الصينية وتحديث منظومة حوكمة الصين وقدرة الدولة على الحوكمة، وتم تعزيز الترتيبات المنهجية في الصين بشكل شامل لتعميق الإصلاحات ورسم مخطط كبير جديد للتحديث على النمط الصيني.
خلال الفترة الحرجة التي تدفع فيها الصين القضية العظيمة المتمثلة في بناء دولة قوية وتجديد شباب الأمة، حلل “القرار” بشكل عميق الأوضاع الجديدة والمشكلات الجديدة التي يواجهها تعزيز التحديث الصيني النمط، وخطط بشكل علمي لمزيد من تعزيز تعميق الإصلاح على نحو شامل حول التحديث الصيني النمط، وأظهر للعالم أيضاً مسؤوليات الصين.
يعد الانفتاح رمزاً مميزاً للتحديث الصيني النمط. سيلزم الجانب الصيني التمسك بالسياسة الوطنية الأساسية للانفتاح على الخارج، والمثابرة على تعزيز الإصلاح من خلال الانفتاح، ورفع قدرة الانفتاح في عملية توسيع التعاون الدولي اعتماداً على تفوق بلادنا من حيث السوق بالغة الضخامة، من أجل بناء نظام اقتصادي جديد منفتح على مستوى أعلى. يتعين توسيع الانفتاح المؤسسي بخطوات راسخة، وتعميق إصلاح نظام التجارة الخارجية، وتعميق إصلاح نظام إدارة الاستثمار الأجنبي والاستثمار في الخارج، وتحسين تخطيط الانفتاح الإقليمي، واستكمال آلية دفع البناء المشترك لـ”الحزام والطريق” بجودة عالية.
التحديث الصيني النمط هو تحديث يسير على طريق التنمية السلمية، وسينتهج الجانب الصيني السياسة الخارجية السلمية المستقلة بثبات، ودفع بناء مجتمع مصير مشترك للبشرية، وتطبيق القيم المشتركة للبشرية جمعاء، وتنفيذ مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية، والدعوة إلى تعددية الأقطاب العالمية المتصفة بالمساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية المتسمة بالشمول والمنفعة العامة، وتعميق إصلاح آلية عمل الشؤون الخارجية، والمشاركة في قيادة إصلاح منظومة الحوكمة العالمية وبنائها، والحماية الحازمة لسيادة البلاد وأمنها ومصالحها التنموية.
حالياً أصبحت الصين ثاني أكبر اقتصاد وأكبر دولة صناعية وأكبر تاجر للسلع وثاني أكبر مستهلك للسلع في العالم، وقد نجحت في القضاء على الفقر المدقع وأنشأت أكبر نظام للضمان الاجتماعي في العالم وتعد أكبر محرك للنمو الاقتصادي العالمي. كما تعزز الصين التنمية عالية الجودة بمستوى عالٍ من الانفتاح على العالم الخارجي، وتشارك بدور فعال في تقسيم العمل والتعاون الصناعي العالمي، وتحولت من سياسة “صنع في الصين” إلى “ابتكرَ في الصين”، بما يخدم مصالح العالم.
تتمتع الصين وسورية بصداقة تقليدية طويلة الأمد، وقد أصبحت علاقتهما الثنائية أقوى مع مرور الوقت، وفي عام 2023، أعلن كل من الرئيس شي جينبينغ والرئيس الأسد عن إقامة شراكة استراتيجية بين الصين وسورية، إيذاناً ببداية جديدة للقيام بخطوات كبيرة للأمام في العلاقات الصينية السورية في العصر الجديد. وفي الوقت الحالي، وتحت القيادة الحكيمة للرئيس بشار الأسد، تعمل سورية بقوة على حماية استقلالها الوطني وسيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها، وتعمل بكل جد على تعزيز التنمية وإعادة الإعمار. تعتبر الصين سورية شريكاً متعاوناً يسير جنباً إلى جنب على طريق التحديث. وستعمل الصين على تعزيز التحديث الصيني النمط من خلال تعميق الإصلاحات بشكل شامل، الأمر الذي سيجلب بالتأكيد فرصاً جديدةً للصين وسورية لتوسيع التعاون في شتى المجالات. وبالتطلع إلى المستقبل، فإن الصين مستعدة للعمل مع كافة الأطراف، بما في ذلك سورية، لتعزيز التحديث ذي الخصائص الفريدة وتقديم مساهمات إيجابية بشكل مشترك لبناء مجتمع مصير مشترك للبشرية.