الثورة – متابعة عمار النعمة:
انطلقت احتفالية أيام الثقافة السورية بعنوان “الثقافة رسالة حياة” بمناسبة الذكرى الـ٦٦ لتأسيس الوزارة” وذلك على مسرح الأوبرا بدار الأسد للثقافة والفنون بحضور رسمي وثقافي وإعلامي.
في البداية قُدم فيلم وثائقي لما قامت به وزارة الثقافة من نشاطات ثقافية وفنية ومسرحية وسينمائية، ومن دعم مستمر للمثقفين والمبدعين، إيماناً منها بدور الثقافة وعراقة سورية وارثها الحضاري.
وتضمنت الاحتفالية أمسية موسيقية أحيتها الفرقة الوطنية السورية للموسيقا العربية بمشاركة طلاب وخريجي المعهد العالي للفنون المسرحية، بالإضافة إلى إقامة مديرية الفنون الجميلة معرضاً استعادياً في صالة المعارض بالدار للفنانين الراحلين سعيد تحسين وخالد معاذ بمناسبة مرور ١٢٠ عاماً على ولادتهما وأعمالهما المعروضة هي من مقتنيات وزارة الثقافة- المتحف الوطني بدمشق.
وقالت وزير الثقافة الدكتورة ديالا بركات في كلمة لها: تعد أيام الثقافة السورية مناسبة سنوية نسلط فيها الضوء على غنى وتنوع الإنتاج الثقافي السوري في الماضي والحاضر، واليوم في الذكرى السادسة والستين لتأسيس وزارة الثقافة نجدها فرصة لإظهار هذا النتاج في مجالات المعرفة والإبداع الفكري، ولاسيما في الأدب والموسيقا والفنون التشكيلية والمسرح والسينما وإحياء التراث.
وأضافت: لاشك أن تلاقي الثقافات وتمازجها كان من أبرز عوامل تطور البشرية ووصولها إلى ما هي عليه اليوم، فكل الحضارات عبر التاريخ كانت استمرارا لبعضها كمداميك البناء رغم انتقال مراكز إشعاعها في جغرافيا العالم الواسع.
ومجتمعنا السوري هذا المزيج الراقي لم يأل جهداً عبر آلاف السنين في تشكيل ورفع البنيان الحضاري الذي وصلت إليه البشرية اليوم، لا بل كنا بناة مداميكه الأولى، ابتداء من الأبجدية التي نرى تسلسلها محفوظا حتى اليوم في أغلب لغات العالم الغربي مروراً بالنوتة الموسيقية والفكر والفلسفة التي انتشرت في أرجاء الأرض.
وقام كل من وزير الثقافة الدكتورة ديالا بركات، ووزير الإعلام الأستاذ زياد غصن بتكريم ثلة من المبدعين السوريين، وهم الفنانة السينمائية انطوانيت عازرية، والكاتب الدكتور حسين جمعة، والموسيقي القدير رياض سكر، والفنان المسرحي زهير العربي، والإعلامي الناقد سعد القاسم، والفنان القدير سليم صبري، والموسيقار الكبير صفوان بهلوان، والفنان التشكيلي عصام درويش، والباحث المسرحي مصطفى عبود.
الاحتفالية التي تتميز هذا العام بكونها تغطي كامل الجغرافيا السورية، تعكس بداية تعافي القطاع الثقافي السوري، وتشمل ما يقارب ٢٤٠ نشاطاً ثقافياً في جميع المجالات، ومنها الموسيقية والمسرحية والتشكيلية والسينمائية والفكرية والأثرية والتراثية.
وفي تصريح لصحيفة الثورة قال الأديب الدكتور حسين جمعة: إن التكريم هو حالة ثقافية وحضارية، مشيراً إلى أن هناك من يحرضنا على تقديم الأجود وهي وزارة الثقافة، لافتاً إلى أن يوم التكريم هو محطة لإعادة تقويم ما قمنا به وما ينبغي أن نقوم به.
وأضاف د.جمعة: عملت ٥٠ عاماً وقدمت ما يزيد عن ٥٠ كتاباً، مابين الأدب والشعر والثقافة.. وبالتالي نحن نحتاج لمراجعة ما قدمناه، لأن يكون لهذه الثقافة الأفضل، فهي التي نعتز بالانتماء لها وهي الثقافة السورية التي تؤصل ذاتها، المتجددة والتي تسعى دائماً نحو الأفضل.
كما أكد الإعلامي سعد القاسم أن استمرارية هذه الاحتفالية والأنشطة الثقافية بعد الحرب ولاسيما ما تعرض له القطاع الثقافي من خسارات، هذا يدعو إلى التفاؤل بمستقبل أفضل معبراً عن سعادته بهذا التكريم.