الثورة – خاص
أجرى السيد الرئيس أحمد الشرع، سلسلة لقاءات موسّعة مع فعاليات دينية وأهلية ومدنية في مدينة حلب، ضمن زيارته الرسمية للمدينة التي جاءت عقب مشاركته في فعالية “حلب مفتاح النصر” يوم الثلاثاء 27 أيار، والتي لاقت تفاعلاً شعبياً واسعاً، نظراً لما حملته من رمزية ورسائل سياسية واجتماعية عميقة.
وشملت اللقاءات التي عقدها الرئيس وفوداً من علماء ومشايخ محافظة حلب، بالإضافة إلى ممثلين عن الطائفة المسيحية، إلى جانب عدد من العاملين في القطاع الإنساني. وتم خلال اللقاءات بحث الواقع الخدمي والمعيشي في المدينة، إضافة إلى التحديات التي تعترض جهود الإعمار وإعادة الحياة إلى العاصمة الاقتصادية للبلاد.
وكان الرئيس الشرع قد أطلّ من قلعة حلب التاريخية خلال فعالية “حلب مفتاح النصر”، في خطاب مؤثر استعاد فيه ملاحم الصمود والمقاومة التي سطّرها أهالي المدينة، قائلاً: “يا أبناء حلب، يا من كتبتم بالدماء الزكية سطور المجد، ونسجتم من الصبر أشرعة الإقدام، وصغتم من عرق الكفاح قلائد العزة والرفعة”.
وأشار إلى رمزية المدينة قائلاً: “نلتقي اليوم على ثرى حلب الشهباء، المدينة التي لم تنحنِ لريح، ولم تخضع لعاصفة، بل كانت الجدار المنيع والقلعة الصامدة في وجه الطغيان”، واستحضر الرئيس وعده الذي قطعه قبل عامين حين قال: “أراكم في حلب”، مضيفاً: “ها نحن نوفي بالعهد، عدنا إليكم، ونبشّركم بأن حلب ستكون أعظم منارة اقتصادية في سوريا”، مؤكداً أن هذه المرحلة هي بداية معركة التنمية، بعد أن انتهت معركة التحرير.
وأضاف الشرع: “من قلب حلب أعلن للعالم أن حربنا مع الطغاة انتهت، وبدأت معركتنا ضد الفقر”، مشدداً على أن إعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي والاجتماعي يمثلان التحدي الأكبر في المرحلة القادمة.
وفي ختام كلمته، خاطب الرئيس السوريين قائلاً: “انظروا كيف عاد اسمكم يُذكر في المحافل، وكيف أصبح السوري محل التقدير بعد أن كان مشرداً ومظلوماً. إن ما تحقق لم يكن مجاملة، بل استحقاق نلتموه ببطولاتكم، وها نحن أمام فرصة تاريخية، لنكون عماد الاستقرار في زمن الأزمات”.
وتأتي زيارة الرئيس الشرع إلى حلب في لحظة مفصلية، إذ كانت هذه المدينة أول محطة له خارج محافظة إدلب بعد بدء عملية “ردع العدوان”، ليعلن من على أسوار قلعتها أن حلب ستبقى بوابة للنصر، لا للماضي، بل لمستقبل تُبنى فيه سوريا على قيم المواطنة، والمساواة، والسيادة، ودولة القانون.