الثورة – خاص:
أعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، اليوم السبت، مقتل محمد سعيد ايزادي، أحد كبار قادة “فيلق القدس” التابع لـ “الحرس الثوري الإيراني”، إثر غارة استهدفت شقة سكنية في مدينة قم وسط إيران، ووصف كاتس ايزادي بأنه “العقل المدبر للعلاقات الإيرانية مع التنظيمات الفلسطينية”، مؤكداً أن العملية تأتي ضمن سلسلة استهدافات مباشرة للبنية القيادية الإيرانية.
محمد سعيد ايزادي تولى لسنوات رئاسة “فرع فلسطين” داخل فيلق القدس، وهو الذراع المسؤولة عن التنسيق والدعم للفصائل الفلسطينية المسلحة، وعلى رأسها حركتا “حماس” و”الجهاد الإسلامي”، وتمحور دوره حول بناء شبكة تمويل وتهريب السلاح بين إيران ولبنان وسوريا وقطاع غزة، كما كان من أبرز مهندسي ما يُعرف بـ”محور المقاومة”.
قاد ايزادي “الوحدة الفلسطينية” انطلاقاً من الأراضي اللبنانية، تحت إشراف مباشر من قيادة “حزب الله”، وكان مسؤولاً عن إدارة غرف عمليات الدعم العسكري، واللوجستي، والتدريبي للفصائل الفلسطينية، خاصة بعد العام 2014، حيث توسع نشاط إيران في غزة ولبنان وسوريا.
لعب محمد سعيد إيزادي دوراً محورياً في ترسيخ الوجود الإيراني داخل سوريا خلال عهد نظام الأسد، خصوصاً في الفترة ما بعد عام 2012، وكان حلقة وصل رئيسية بين قيادة “فيلق القدس” والدوائر الأمنية التابعة للنظام البائد، وعمل على تسهيل نقل الأسلحة إلى الجبهة الجنوبية من سوريا ومنها إلى قطاع غزة، مروراً بجنوب لبنان، كما أشرف على برامج تدريبية لعناصر فلسطينية داخل قواعد إيرانية في سوريا، لا سيما في محيط دمشق ومنطقة الكسوة.
وبحسب تقارير أمنية غربية، فإن إيزادي لعب دوراً في إنشاء البنية التحتية التابعة لإيران في الجنوب السوري، بما فيها نقاط تمركز استخبارية ساهمت في رصد تحركات داخل الأراضي المحتلة، وارتبط اسمه بالعديد من شحنات السلاح التي نُقلت عبر مطار دمشق الدولي، قبل أن تُستهدف لاحقاً بغارات إسرائيلية.
وكشفت وثائق نشرتها إسرائيل أن إيزادي كانت تربطه علاقة شخصية قوية بيحيى السنوار، قائد “حماس” في قطاع غزة، وفي إحدى الرسائل السرية عام 2021، طالب السنوار إيزادي بتمويل قدره 500 مليون دولار لشن عمليات موسعة ضد إسرائيل، وهو ما وافق عليه الأخير رغم الأزمة الاقتصادية الإيرانية، قائلاً إن “الحرس الثوري سيواصل دعم حماس مهما كان الثمن”.
وكانت فرضت وزارة الخزانة الأميركية، وكذلك الحكومة البريطانية، عقوبات مباشرة على محمد سعيد إيزادي في ديسمبر 2023، باعتباره قائد الفرع الفلسطيني في فيلق القدس، ومسؤولاً عن العمليات الخارجية. واتُّهم بقيادة شبكة معقدة لتمويل الإرهاب عبر شركات واجهة ونظام تهريب متعدد الجنسيات.
تأتي تصفية إيزادي ضمن سلسلة استهدافات نفذتها إسرائيل منذ يونيو الحالي، والتي طالت أكثر من 30 قائداً عسكرياً إيرانياً رفيعاً، بينهم رئيس أركان الجيش الإيراني محمد باقري، وقائد “الحرس الثوري” حسين سلامي، وقائد مقر “خاتم الأنبياء” غلام علي رشيد، وتؤشر هذه العمليات على تحول في العقيدة الإسرائيلية نحو تصفية البنية القيادية الحاكمة للحرس الثوري.