الثورة- لينا شلهوب:
اندلع مساء اليوم حريق كبير في منطقة دف الصخر (دخلة مسبح الجواد) في مدينة جرمانا بريف دمشق، وسط ذهول واستياء الأهالي من عدم وجود استجابة فعلية من فرق الإطفاء، حيث تبيّن أن سيارة الإطفاء (الوحيدة) الموجودة في المدينة خالية من الوقود، ولا يتواجد حتى عناصر لتشغيلها أو التعامل مع الحريق.
بدأت ألسنة النيران في التمدد بسرعة، نظراً لارتفاع درجات الحرارة، وجفاف النباتات في المنطقة، ما زاد من خطورة الحريق وصعّب من إمكانية احتوائه بشكل فوري، الحريق طال مساحات من الأشجار وبعض الممتلكات المجاورة، وسط محاولات يائسة من الأهالي لإطفائه بوسائل بدائية.
يقول أبو محمد، أحد سكان الحي القريب من موقع الحريق: اتصلنا بالإطفاء فوراً، لكنهم أخبرونا أن السيارة غير قادرة على التحرك لأنها بلا وقود! كيف يُعقل أن تكون سيارة الإطفاء بلا استعداد؟
ويضيف بحرقة: نحن الذين اضطررنا لاستخدام المياه من أسطح المنازل والدلاء لمحاولة تطويق النار.
يقول أمجد الخطيب، أحد سكان جرمانا: ما حدث اليوم ليس مجرد حادث عرضي، بل نتيجة سلسلة من الإهمال المتراكم، نطالب بتشكيل لجنة تحقيق ومحاسبة من تسبب في ترك سيارة الإطفاء دون وقود وفي إهمال تجهيز فرق الطوارئ.
مصدر محلي من البلدية، أكد أن هناك بالفعل نقصاً حاداً في الكوادر البشرية ضمن قطاع الإطفاء في المدينة، والأكثر من ذلك لا يوجد سوى سيارة إطفاء واحدة في مدينة يقارب عدد سكانها حوالي 3 ملايين نسمة، إضافة إلى مشاكل في تأمين الوقود لها، مضيفاً: الوضع صعب، والتمويل محدود جداً، وهناك أعطال لم يتم إصلاحها منذ أشهر بسبب ضعف الميزانية.
في المقابل، علّق أحد الناشطين المحليين على الحادثة قائلاً: الخلل ليس فقط في نقص الوقود، بل في التخطيط والإدارة، ما حدث اليوم يفتح الباب لمحاسبة المسؤولين عن هذا التقصير الواضح في حماية حياة وممتلكات الناس.
بحسب خبراء محليين في مجال البيئة، فإن استمرار الحريق من دون تدخل سريع قد يؤدي إلى امتداد النيران إلى الأبنية السكنية القريبة، مما يشكل خطراً على الأرواح، إضافة إلى تلوث هوائي حاد، خاصة في الأحياء المجاورة ذات الكثافة السكانية المرتفعة، ناهيك عن تفاقم الغضب الشعبي نتيجة الشعور بالإهمال والتقصير من الجهات المسؤولة.
في ظل هذه الأحداث، وجهت فعاليات مدنية ومواطنون دعوات عبر وسائل التواصل الاجتماعي لضرورة التحرك العاجل من قبل محافظة ريف دمشق ووزارة الإدارة المحلية لتأمين فرق إطفاء بديلة.
يذكر أن فوج إطفاء دمشق يتوجه للمنطقة، حسب بعض التصريحات.
مرهونة بالصدف.
حادثة دف الصخر تعيد إلى الواجهة سؤالاً مؤلماً:
هل أصبحت سلامة المواطنين مرهونة بالصدف والارتجال؟
إن ما جرى اليوم في جرمانا ليس فقط حريقاً، بل شرارة في ثقة المواطن بإدارته المحلية، فهل من مستجيب قبل أن تتكرر الكارثة؟