الثورة – سيرين المصطفى
تشهد مدينة إدلب بوادر لتحسين قطاع السياحة فيها بعد سنوات من الانقطاع بسبب الحرب، أشار إليها انطلاق مؤتمر الكارلتون والزيارة التي أجراها وزير السياحة مازن الصالحاني، برفقة معاون الوزير لشؤون الجودة والفنادق، فرج القشقوش، والتي شملت مواقع أثرية وسياحية عدة في المنطقة.
تتمتع إدلب بمواقع أثرية وأخرى ذات طبيعة خلابة وأماكن ذات قيمة تاريخية، مما يؤهلها لأن تكون وجهة سياحية بامتياز. ضمن هذا السياق، نذكر في هذا التقرير بعضاً من أبرز هذه المواقع، في مقدمتها متحف إدلب الذي افتتح في عام 1989، ثم أُغلق عام 2013 بسبب الحرب، وأعيد افتتاحه أمام الزوار في عام 2018.
يتكوّن المتحف من طابقين رئيسيين، يحتوي كل طابق على مجموعة من الصالات والأجنحة التي تُعرض فيها القطع الأثرية والنقوش التاريخية، بدءاً من عصور ما قبل التاريخ، مروراً بحضارات ممالك ما قبل الميلاد، ثم الآثار الكلاسيكية للرومان والبيزنطيين، وختاماً بالتحف الأثرية الإسلامية.
إلى جانب المتحف، تنتشر في أرياف إدلب العديد من المواقع الأثرية ذات الأهمية، منها قرية البارة، وهي قرية أثرية في سوريا، وتقع بين جبال الزاوية في محافظة إدلب شمال غرب سوريا. أطلق الرومان عليها اسم “كابرو بيرا”، وتضم العديد من الآثار التي تعود إلى فترات زمنية متنوعة. من بين هذه الآثار، توجد بيوت حجرية لاتزال أجزاء منها قائمة، ومن أشهرها منزل يعرف باسم دير سوباط.
كما تُعد سرجيلا واحدة من أبرز القرى الأثرية في جبل الزاوية، جنوب غرب إدلب، وتبعد عنها حوالي 3 كم، كما تبعد نحو 20 كم عن مدينة أريحا. تعكس هذه القرية واقع الحياة الريفية في شمال سوريا خلال الفترتين الرومانية والبيزنطية، حيث تشير آثارها إلى نمط متكامل ومميز من الحياة والنشاط البشري في تلك الحقبة.
ومن المعالم التاريخية المهمة أيضاً قلعة حارم الواقعة في مدينة حارم، والتي تُعد من أبرز القلاع التاريخية في المنطقة. ويُضاف إلى ذلك موقع أثري في قرية كفر لوسين بريف إدلب الشمالي، وكذلك قرية بابسقا الأثرية الواقعة شمال جبل باريشا وعلى بعد 53 كم إلى الغرب من مدينة حلب.
أما من الناحية الطبيعية، فتُعتبر منطقة عين الزرقا قرب دركوش من أجمل المناطق الطبيعية في إدلب، وهي نبع مائي ذو لون أزرق مميز تحيط به الغابات والمنحدرات الصخرية، ويعد مكاناً مثالياً للنزهات العائلية. كذلك تُعد قرى جبل الزاوية، وقرية القنية من المناطق ذات الطبيعة الساحرة التي تستحق الزيارة.
كل هذه المقومات التاريخية والطبيعية، إلى جانب الجهود الرسمية المتزايدة، تعزز من فرص إدلب لاستعادة مكانتها كوجهة سياحية مهمة في سوريا، في حال توفرت الظروف المناسبة وتم دعم هذه المبادرات بشكل مستدام.