الثورة – جهاد اصطيف:
وسط مؤشرات متنامية على استعادة الزخم الاستثماري، أنهت إدارة المدينة الصناعية في الشيخ نجار بحلب المرحلة الأولى من الاكتتاب على المقاسم الصناعية، والتي شهدت إقبالاً غير مسبوق من الصناعيين، وبلغ عدد طلبات الاكتتاب نحو 1900 طلب، ما يعكس تعافي قطاع الإنتاج في حلب وتزايد ثقة المستثمرين بالبيئة الصناعية المحلية .
مباشر أو عبر المزاد
وأوضح رئيس دائرة النافذة الواحدة في المدينة الصناعية بشار فتال، أنه وفق البيان الصادر عن الدائرة، فإن إدارة المدينة تلقت تساؤلات عديدة من الصناعيين حول نتائج الاكتتاب، مشيراً إلى أنه ووفق الشروط المعلنة، يسمح بالاكتتاب على أكثر من مقسم، فقط ضمن الفئة الثالثة “المقاسم الكبيرة”، بينما يقتصر الاكتتاب على مقسم واحد، فقط في الفئتين الأولى والثانية.
وأضاف: إن 73 مقسماً اكتُتب عليها من قبل صناعي واحد فقط، وسيخصص له مباشرة، بينما 197 مقسماً ستطرح في مزاد علني نظراً لتعدد المكتتبين عليها، في حين أن 77 مقسماً لم تشهد طلبات، وسيعاد طرحها مجدداً إلى جانب دفعات جديدة قيد التحضير.
وأكد أن عملية الاكتتاب تمت بشكل شفاف ومنظم، مع إلزام الصناعي بالحضور شخصياً أو عبر وكيل قانوني، وبدفع مبلغ تأمين يعادل 25 بالمئة من قيمة المقسم، يمكن استرداده فوراً في حال عدم الفوز بالمزاد.
نموذج واعد للبيئة الاستثمارية
تمثل مدينة الشيخ نجار الصناعية نموذجاً ناجحاً لإعادة تأهيل وتفعيل القطاعات الإنتاجية بعد سنوات من التحديات، وتتابع وزارة الصناعة عن كثب تطورات الاكتتاب والمراحل التنفيذية المقبلة للمقاسم الجديدة، وهي تعمل بشكل مباشر مع إدارة المدن الصناعية على تطوير الحوافز الاستثمارية وتذليل الصعوبات، وتسعى لتوفير بيئة استثمارية متكاملة تشمل البنى التحتية والخدمات اللوجستية والطاقة والتمويل، بما يحقق التنمية الصناعية المستدامة.
عدد من الصناعيين عبّروا عن ارتياحهم للإقبال الكبير على الاكتتاب، وأكدوا أن ذلك يعكس رغبة الصناعيين في العودة الجادة إلى العمل والإنتاج بعد سنوات من الصعوبات، مشيدين بالدور الإيجابي لإدارة المدينة الصناعية بالشيخ نجار في تسهيل الإجراءات وتحقيق الشفافية.
وأضافوا: حلب كانت وستبقى قلب الصناعة السورية، وما نراه اليوم من عودة المعامل وتشغيل خطوط الإنتاج وتوسع الاستثمارات، هو تأكيد على قدرة الصناعي الحلبي على النهوض من جديد، وهو ما يتطلب دعماً حكومياً مباشراً، ولاسيما في مجالات الكهرباء، التمويل، والخدمات التصديرية.
مطالبة بالمزيد من التسهيلات
وفي السياق ذاته، دعا عدد من الصناعيين المكتتبين إلى ضرورة تبسيط الإجراءات الجمركية للمستوردات الخاصة بالخطوط الإنتاجية، وتفعيل نافذة خاصة للمناطق الصناعية ضمن برامج الدعم الائتماني المقدم من المصارف، وأكدوا أن استقرار الكهرباء وتوفير المواد الأولية بأسعار مناسبة هو العامل الحاسم لنجاح أي مشروع صناعي، مشيدين بإيجابية الإدارة الحالية في التعامل مع المستثمرين وحرصها على سرعة التنفيذ.
تعكس نتائج الاكتتاب في المدينة الصناعية بالشيخ نجار عودة الثقة الصناعية وتعافي قطاع الإنتاج في حلب، وسط دعم حكومي متزايد، وتعاون بين الجهات الإدارية والاقتصادية، لتقديم بيئة جاذبة للمستثمرين، وتعد المراحل المقبلة من الاكتتاب والتوسع العمراني والخدمي حجر أساس في نهضة صناعية واعدة شمال البلاد.