الثورة ـ بتول عبدو:
تشارك سوريا بمؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار والابتكار، تحت شعار “مفتاح الازدهار”، والذي يستمر حتى 30 الشهر الجاري، ويتضمن المؤتمر جلسات مغلقة لمناقشة وتبادل الأفكار والخبرات حول موضوعات حيوية، مثل تأثير الذكاء الاصطناعي والروبوتات على الإنتاجية، وتكوين الثروة في ظل تزايد عدم المساواة، والآثار الجيواقتصادية لندرة الموارد، والتحولات الديموغرافية التي تعيد تشكيل القوى العاملة المستقبلية، إلى جانب استراتيجيات تحقيق التوازن بين النمو الاقتصادي والاستدامة البيئية، وفقاً لوكالة الأنباء السعودية “واس”.
و يستقطب المؤتمر أكثر من 8000 مشارك و650 متحدثاً بارزاً من خلال 250 جلسة حوارية، ويشارك في نسخة هذا العام أكثر من 20 رئيس دولة، إلى جانب رؤساء شركات عالمية وصناديق استثمارية كبرى، لمناقشة سبل تعزيز التعاون الاقتصادي واستكشاف فرص جديدة في ظل التحولات العالمية الراهنة.
وحول الأهمية الكبيرة لمشاركة سوريا الأولى في هذا الحدث الاقتصادي الرائد، يعدد الخبير المالي والمصرفي الدكتور عبدالله قزاز الفوائد الكثيرة التي تعود على سوريا وشعبها، ويقول: يمكن أن تفتح المشاركة أمام سوريا فرصاً لجذب الاستثمارات الأجنبية الضخمة، ما يساعد في تعزيز الاقتصاد المتعطش لها والتي تدعم الاحتياطيات الأجنبية في البلد كونها ستضخ كميات كبيرة من القطع الأجنبي عند بدء التأسيس (ضخ رؤوس أموال جديدة بالقطع الأجنبي في الاقتصاد، وبالتالي تعزيز دور القطاع الخاص في الاقتصاد السوري، ومن ثمّ خلق فرص عمل جديدة).
علاقات وفرص
ويبين د.قزاز أن المشاركة في مثل هذه الفعاليات تتيح لسوريا بناء علاقات مع دول أخرى في المنطقة، ما يسهم في تحسين الوضع السياسي والاقتصادي، وفك العزلة عن سوريا الناجمة عن العقوبات السابقة التي كانت مفروضة عليها، وبالتالي هي فرصة ذهبية لسوريا في الوصول لأسواق جديدة لم نصل إليها من قبل، وتعريف الدول المشاركة على فرص الاستثمار المتاحة فيها لجذب المستثمرين الذين يبحثون عن أسواق جديدة، ومن خلال بناء علاقات مع دول أخرى، يمكن لسوريا أن تفتح أسواقاً جديدة لتصدير منتجاتها، ما يعزز الميزان التجاري.
منصة استثمارية
يضيف د.قزاز أنه يمكن لسوريا أن تستفيد من الاطلاع على أحدث الاتجاهات في مجالات التكنولوجيا والابتكار، ما يساعد في تحديث بنيتها التحتية التكنولوجية المتهالكة، كما يمكن الاستفادة من خبرات هذه الدول في تطوير قطاع الاتصالات المنهك بسبب إهمال النظام المخلوع، وسيطرة أشخاص محسوبين عليه على هذا القطاع لسنوات عديدة، ويمكن أن تكون هذه المشاركة منصة لعرض الفرص الاستثمارية المتاحة في سوريا، وقد تساعد المبادرة الاستثمارية المقامة حالياً في السعودية في توفير الدعم اللازم لجهود إعادة الإعمار في سوريا، خاصة بعد سنوات من حرب النظام المخلوع على الشعب السوري الثائر ضده.
نظام الشراكة
ويقترح الخبير المالي د.قزاز على الوفد المشارك طرح فكرة نظام الشراكة بين القطاعين العام والخاص(PPP)، الذي يسمح للشركات الكبرى (العربية والأجنبية) بتنفيذ مشروعات مقابل استثمار طويل الأمد أو تقاسم الأرباح.
كمثال على ذلك: شركة قابضة تبني محطة كهرباء، وتستثمر فيها لعشر سنوات قبل نقل الملكية للدول، كما يمكن للشركات القابضة من دول الخليج، الصين، أو روسيا الدخول في تحالفات مع شركات سورية، وأهم نقطة في مجال إعادة الإعمار هو طرح فكرة إنشاء “صندوق سوريا للإعمار” الذي يضم مساهمات حكومية وعربية وأجنبية، ويستثمر في مشروعات البنية التحتية.
بشكل عام، نستطيع القول: إن المشاركة قد تمنح سوريا فرصة للتفاعل مع المجتمع الدولي، وتعزيز موقعها الاقتصادي في المنطقة، وقد تعزز الثقة في الاقتصاد السوري، ما يشجع الشركات المحلية والدولية على الاستثمار.