الثورة – وفاء فرج:
وصف خبراء اقتصاديون ومصرفيون لقاء السيد الرئيس أحمد الشرع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، في واشنطن، بأنه يمثل نقطة تحول حاسمة في مسار التعافي الاقتصادي السوري.
مشيرين إلى أن سوريا دخلت مرحلة “تحول غير مسبوق” تتطلب إنهاء جدار العزلة وتطوير التشريعات لمواكبة متطلبات الاستثمار الدولي، خاصة وأن الاقتصاد السوري يعاني من تراجع حاد في الناتج المحلي الإجمالي وتدهور في البنية التحتية.
رئيس غرفة تجارة دمشق المهندس عصام غريواتي، يرى أن ما تشهده سوريا حالياً يشكل نقطة تحول اقتصادية غير مسبوقة في تاريخها الحديث. مشيراً إلى أن الإجراءات الداخلية المتخذة على صعيد الاستثمار والتجارة الخارجية تسير في إطار واضح، وتظهر آثارها الإيجابية على الرغم من بطئها.
وشدد غريواتي على أن جدار العزلة الاقتصادية الذي كانت تعيشه سوريا انتهى وانكسر إلى غير رجعة وأشار إلى أن هناك الكثير من الاحتياجات المالية والمادية لإعادة بناء وتطوير البنى التحتية والمرافق العامة، والتي تتطلب جهات تمويل بصيغة التعاقدات العالمية المعروفة، وذلك لتجنب دخول سوريا في نفق الديون مهما كانت شروطها.
وأكد أن الاقتصاد السوري سيدخل ميدان السباق نحو جذب الاستثمارات الخارجية بمجرد دخول سوريا لأنظمة التحويل العالمي وإلغاء العقوبات بجميع مسمياتها، وستكون هذه الاستثمارات “طوق النجاة والرافعة الأساسية لزيادة الناتج المحلي الإجمالي والفردي”.

أساس النجاح
ولفت غريواتي إلى أن أساس نجاح سوريا في تحسين درجات تصنيفها المالي والاقتصادي تجاه الخارج، وفي مقدمتها المنظمات المالية العالمية مثل صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، يكمن في وضوح التشريعات، وإقفال ملفات الفساد السابقة، والتطوير الإداري والمالي والنقدي.
وختم حديثه بالتأكيد على أن الأهم هو البدء والانفتاح، وأن التفصيلات تأتي لاحقاً.
انتصار دبلوماسي
بدوره قال عضو مجلس إدارة غرفة تجارة دمشق السابق مصان نحاس: أن لقاء الرئيس أحمد الشرع مع المديرة العامة لصندوق النقد الدولي، كريستالينا جورجييفا، في واشنطن، يمثل خطوة بالغة الأهمية و”انتصاراً كبيراً” للسياسة السورية، كونه يكسر جدار العزلة الاقتصادية التي عانت منها البلاد.
وأوضح نحاس أن الحكومة السورية تسعى بشكل دائم للحصول على الدعم الفني واللوجستي والمالي من المؤسسات الاقتصادية العالمية، مشيراً إلى أن هذا اللقاء مهم جداً لأنه يأتي بعد عزلة كبيرة عاشتها سوريا مع المؤسسات الدولية، مما أدى إلى انهيار الاقتصاد السوري وتراجع الناتج المحلي.
وشدد نحاس على أن القيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس الشرع، تسعى اليوم لجذب استثمارات تصل إلى مليارات الدولارات، مما يخفف الضغط على المواطنين ويرفعهم عن خط الفقر، مؤكداً ضرورة تماشي هذا الدعم مع إصلاحات اقتصادية داخلية في سورية.
ورأى أن اللقاء يأتي في ظل عقوبات أمريكية وأوروبية صارمة جداً على سوريا، وعلى رأسها تجميد الأصول البنكية، معتبراً أن الانفتاح على هذه الدول واللقاءات الهامة للرئيس الشرع تؤدي إلى الإيجابية لهذا الوطن.
ولفت نحاس إلى أن الرئيس الشرع أكد على رفض الاعتماد على المساعدات، وتحويل سوريا من بلد يتلقى المساعدات إلى بلد يجذب المستثمرين في كافة أنحاء العالم، وهو ما أكدته السيدة جورجييفا بالتنسيق مع دول الخليج لتمويل الإصلاحات.
نحاس بين أن هذا اللقاء يؤثر إيجاباً على جلب الاستثمارات الخليجية واتفاقيات تمويل بمليارات الدولارات إلى سوريا، ويعزز المسار السياسي نحو حكومة مستقرة، ويسهم في عودة رؤوس الأموال المهاجرة ويقلل الهجرة من سوريا إلى الخارج.