الثورة:
تعرضت العاصمة دمشق، مساء أمس، لاعتداء إرهابي غادر تمثل في إطلاق صاروخين من نوع “كاتيوشا” استهدفا حي المزة 86، ما أسفر عن إصابة عدد من المدنيين وتسبب في أضرار مادية جسيمة في المنطقة.
وزارة الدفاع أكدت، في بيان لها، أن فرقها المختصة تمكّنت من تحديد مصدر إطلاق الصواريخ، الذي كان من محيط حي كفرسوسة، وذلك بعد فحص دقيق للأجهزة العسكرية البدائية التي اُستخدمت في الهجوم.
وبحسب إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع، تم تحديد أن الهجوم تم باستخدام صواريخ “كاتيوشا”، وهي صواريخ كانت قد أُطلقت من أطراف العاصمة باتجاه الأحياء السكنية في منطقة المزة.
الهجوم أسفر عن إصابة امرأة بجروح من الدرجة المتوسطة، تم نقلها إلى أحد مستشفيات دمشق لتلقي العلاج، وفقاً لتصريحات مديرية الإسعاف والطوارئ في وزارة الصحة، كما تم تسجيل أضرار مادية واسعة في المنطقة المستهدفة.
وفي سياق التحقيقات، أكدت الوزارة أنها عثرت على أجهزة عسكرية بدائية الصنع كانت قد استخدمت في عملية إطلاق الصواريخ.
هذه الأجهزة كانت تحتوي على تقنيات غير متطورة، ما يثير تساؤلات حول الجهة التي تقف وراء الهجوم، ويعزز التقديرات بأن مجموعات إرهابية أو خلايا نائمة قد تكون متورطة في هذا العمل الإجرامي.
وزارة الدفاع أكدت في بيانها أنها لن تتوانى عن ملاحقة المسؤولين عن هذا الاعتداء، وستتخذ إجراءات رادعة بحق كل من يعبث بأمن العاصمة وحياة المدنيين.
كما دعت إلى التعاون مع قوى الأمن الداخلي في ملاحقة الخلايا الإرهابية التي قد تكون وراء هذا الهجوم.
من جهتها، أكدت محافظة دمشق أنها تتابع مجريات التحقيقات مع قوى الأمن الداخلي، وهي على استعداد للقبض على الجناة وتقديمهم للعدالة.
وأكدت أن الأمن الداخلي يواصل تتبع الفاعلين من “الخلية الآثمة” التي تقف وراء الاعتداء، معبرة عن تضامنها مع أهالي المزة وطمأنتهم بأن الجهود تبذل لضمان سلامة العاصمة.
هذا الهجوم يعد بمثابة جرس إنذار جديد حول التهديدات الأمنية التي لا تزال تواجهها العاصمة دمشق. وعلى الرغم من الجهود الكبيرة التي تبذلها قوات الجيش السوري في محاربة الإرهاب والتطرف، فإن مثل هذه الهجمات تظل تمثل تحدياً حقيقياً للأمن الوطني.
وزارة الدفاع عبّرت عن جاهزية الجيش السوري لمواجهة هذه التهديدات، مؤكدة أنها ستواصل العمل على كشف المتورطين في هذا الهجوم، ولن تتردد في اتخاذ كل التدابير الضرورية لضمان سلامة المدنيين.
الاعتداء على حي المزة يعكس من جديد حجم التحديات التي تواجه العاصمة دمشق في ظل محاولات بعض الجماعات لإرباك استقرار المدينة وزعزعة الأمن فيها، لكن من خلال الرد السريع والمباشر من قبل الجهات العسكرية والأمنية، يتضح أن هناك عزماً على قطع الطريق أمام هذه المحاولات، وحماية حياة المدنيين واستقرار العاصمة.
وفي ظل هذه الظروف، تبقى رسالة وزارة الدفاع واضحة: “لن نتوانى عن ملاحقة كل من يحاول العبث بأمن البلاد”.