الثورة- هبه علي:
اجتمعت صحفيات سوريات وطالبات إعلام بدعم من الاتحاد الأوروبي، أمس، في قلب دمشق في “بلو هاوس غاليري، ضمن ورشة عمل نظمتها مبادرة “ميديا كونيكت”.
الورشة لم تكن مجرد لقاء، بل منصة حوارية لكسر الصمت حول العنف القائم على النوع الاجتماعي والتحديات التي تواجه الصحفيات في بيئة خطرة.

تحديات مهنية وحماية رقمية
هديل عرجة، الصحفية السورية ومؤسسة موقع “تايني هاند” ومنظمة الورشة، أوضحت أن الورشة ركزت على “العنف القائم على النوع الاجتماعي والتعرض للصحفيات والتحديات”.
كما تضمنت جلسة قدمتها عن “كيفية رواية القصص الصحفية بطريقة أكثر إنسانية للوصول إلى الجمهور”.
وأكدت عرجة أن هذه الورشة تأتي ضمن مبادرة “16 يوماً لمكافحة العنف ضد المرأة”، والتي تمتد من 25 تشرين الثاني وحتى 5 كانون الأول، بهدف التوعية ودعم الصحفيات والنساء عموماً ضد العنف الرقمي.
وأشارت إلى تزامن الحدث مع “يوم الحوار العالمي” الذي يعقد لأول مرة في سوريا بعد سنوات من انعقاده في بروكسل، وهو ما وصفته بـ”حدث مهم جدا تستضيفه سوريا”.

الأمن الرقمي ضرورة
من جهته، شدد يحيى صبيح، مدرب الحماية الرقمية الدولي، على الأهمية القصوى للأمن الرقمي لصحفيات يعملن في “واحدة من أخطر البيئات الإعلامية في العالم”.
وأوضح أن الصحفيات يتعرضن لتهديدات رقمية مستمرة تؤثر على سلامتهن الشخصية ومصادرهن وعائلاتهن، مؤكداً أن “الأمن الرقمي ليس رفاهية بالنسبة لهن، بل ضرورة مهنية وحياتية”.
صبيح كشف عن أن الاستهداف الإلكتروني لصحفيات الثورة شائع، ويشمل اختراق الحسابات، ومراقبة الاتصالات، والابتزاز الرقمي، وتشويه السمعة، وسرقة المعلومات، وتتبع الموقع الجغرافي، وكل هذه الممارسات، بحسب صبيح، تستخدم كأدوات للضغط أو الإسكات أو الترهيب.
مهارات لمواجهة التهديدات
وأكدت عرجة أن هذه الورشة جاءت لتزويد الصحفيات بالمعرفة والمهارات العملية اللازمة لحماية هوياتهن الرقمية وتأمين حساباتهن وأجهزتهن.
الهدف كان واضحاً” منع الوصول غير المصرح به للمعلومات الحساسة، وحماية المصادر والشهود، بالإضافة إلى تعليم المشاركات كيفية التعرف على أساليب الهندسة الاجتماعية والاستهداف”.
تهدف الورشة في نهاية المطاف إلى تمكين الصحفيات من مواجهة العنف الرقمي القائم على النوع الاجتماعي، ومواصلة عملهن الصحفي بأمان أكبر في ظل هذه التحديات المتزايدة.