عفرين وجبل الجليد

ثورة أون لاين- بقلم رئيس التحرير: علي قاسم
بين رعونة أردوغان وصفاقة السياسة الأميركية خيط رفيع يكاد يتماهى مع المشهد وتراكماته، بحيث يستحيل فيه الفصل بين أيهما الأسبق إلى ارتكاب الحماقة التي سبق أن تم التحذير من الوقوع في محظورها،

وبدت عملية تقاسم الأدوات وتوزيع الأدوار التي بدأت منذ سنوات تنتهي إلى حيث يبدو ثمن التحالف مع أميركا مكلفاً وباهظاً، إن اختلفت التسمية أو تباين شكل الطربوش الذي جاء تحته .‏

فأردوغان الذي جمع النصرة الإرهابي ومشتقاته من التنظيمات الأخرى وتبنى حضورها الميداني والسياسي يقابله الأميركي الذي موّل ودعم وسلّح خليطاً من المرتزقة التي لا تقل من حيث المبدأ خطورة عن المجموعات الإرهابية، وإن كان تبنيه لداعش لا يزال فاعلاً وقائماً وحاضراً بوضوح في كل تجليات الدور الأميركي وأبعاده.‏

الفارق بين الاثنين أن كلاً له حساباته ومعادلاته ومرتزقته التي يريد تعويمها، وما يعجز عنه نظام أردوغان كان يتكفل به الأميركي، وما يعوز الأميركي أو يخرج عن نطاق سيطرته كان يتولى مهمة التنفيذ التركي وبتفويض أميركي متفق عليه.‏

عفرين كأي مدينة سورية وكأي بلدة أو قرية أو قطعة أرض سورية ليست امتيازاً لأحد، وليست موضعاً لتصفية الحسابات، وليست أساسا لمعادلات تبدو أبعد وأخطر في ظل تعامي الجميع عن الحقيقة الواضحة، وأنها في نهاية المطاف ليست ملعباً يتبارى فيه الآخرون وليست لعبة يتسابق فيها الغانمون والحالمون والواهمون والمتوهمون لتبديل الطرابيش، فالفارق بين الأميركي والتركي وبين الإرهابي والمرتزق يكاد يكون في حصيلته النهائية فارقاً بالشكل، والسباق يقوم فيه على من له قصب السبق لكي يكون الأسوأ.‏

فالوجود والحضور بأي شكل عدوان موصوف، سواء كان التركي أو الأميركي، والأداة تتكامل بين مرتزقة بالتوصيف وبين إرهابيين بالأصل والجذر والتبعية، حيث يضيق الفارق ويتلاشى الهامش الذي يتوارى خلفه وتدور من حوله دهاليز الحسابات والمعادلات المنقوصة والخاطئة في الشكل والمضمون، وهي ترسم على تقاطعات لا وجود لها، أو تتوهم فرضيات لا يمكن أن يتطابق فيها حسابات بيدر الإرهاب مع حقل إنتاج المرتزقة وتخصيب القتلة.‏

في المشهد المقابل يبدو الكثير من الإرهاصات الناتجة متخمة بما تحمله من بذور لا تكتفي بما تم، أو ما يمكن أن يحصل في حسابات المواجهة، بحكم أنه مجرد رأس جبل جليد يكبر تحت ضغط التورمات التي يتقاذفها الأميركيون مع أدواتهم، وخصوصاً إذا كان ما يجري في أقل الاحتمالات يحمل بذور صراع يمتد في العمق، وتكون المواجهة فيه مفتوحة على جبهات لا يمكن التكهن بنتائجها.‏

فالأميركي يتقاسم مع التركي الحاجة إلى تصدير أزماته الداخلية ويبحث عن أوراق جانبية ويفتعل معارك هامشية، هدفها أبعد من كل ما يجري تصديره وتسويقه وفهمه، حيث يتشارك الجانبان مهمة تعطيل المسار السياسي وإيجاد الذرائع لإبقاء المنطقة تحت وابل النار، وفي حده الأدنى الحفاظ على وتيرة التصعيد والمواجهات، والحفاظ على العلاقة والحبل السرّي الذي يربطهما بالإرهاب.‏

a.ka667@yahoo.com

آخر الأخبار
رفع الوعي والتمكين الاقتصادي.. لمناهضة العنف القائم على النوع الاجتماعي  انطلاق مؤتمر ريادة الأعمال العالمي في درعا.. وتأكيد على دور الشباب في التنمية وفد وزارة الإعلام السورية يشارك في انطلاق أعمال اللجنة الدائمة للإعلام العربي بالقاهرة مطار دمشق.. 90 ألف فرصة عمل تزرع الأمل في المجتمع السوري قوات الاحتلال الإسرائيلي تمنع أهالي الحميدية من صيانة خط ضخ المياه الرئيسي "موصياد" التركية تختتم برنامج الاستثمار والتعاون لتعزيز الشراكة الاقتصادية مع سوريا الدورة الأولى لمهرجان ضاحية الشام.. حضور جيد وملاحظات على الأسعار والعروض الرئيس أحمد الشرع يستقبل وفداً من "الكونغرس" الأميركي في دمشق الطاقة البديلة تتقدم في سوريا.. ارتفاع أسعار الكهرباء يسرّع التحول قطاع الأقمشة يواجه تحديات جمركية ويطالب بحماية المنتج المحلي بطاقة 1.2 مليون طن.. معمل فوسفات حمص يستأنف الإنتاج بعد توقف 10 سنوات ارتفاع إصابات التهاب الكبد A بعدة محافظات.. والصحة تؤكد: الوضع تحت السيطرة توسعة معبر "نصيب- جابر".. اختبار حقيقي لتعافي التجارة السورية- الأردنية رغم تراجع الكلف.. مطاعم دمشق تحافظ على أسعارها المرتفعة وتكتفي بعروض "شكلية" رماد بركان إثيوبيا يعرقل حركة الطيران ويؤدي إلى إلغاء رحلات جوية الليرة تحت وطأة التثبيت الرسمي وضغوط السوق الموازية تحرك سريع يعالج تلوث المياه في كفرسوسة ويعيد الأمان المائي للسكان "اتفاقية تاريخية" لتطوير مطار دمشق.. رسائل الاستثمار والتحول الاقتصادي أردوغان يطرح التعاون مع كوريا الجنوبية لإعادة إعمار سوريا السيدة الأولى تمثل سوريا في قمة "وايز" 2025..  خطوة نحو تعزيز التعاون الدولي وتنمية التعليم