باحث أمريكي يحمّل واشنطن والناتو مسؤولية بدء حرب باردة مع موسكو…«أفانغارد» الروسي يصيب أميركا بالذعر.. والغرب يدق ناقوس الخطر
تسبب وضع مجمع أفانغارد الصاروخي بالخدمة في قوات الصواريخ الإستراتيجية الروسية بإثارة حالة من الذعر والهلع في الولايات المتحدة، حسبما ذكر تقرير لصحيفة دي فيلت الألمانية أمس.
ووفقا للصحيفة الألمانية الواسعة الانتشار، فإن الخبراء العسكريين في الولايات المتحدة وأوروبا دقوا ناقوس الخطر، بعدما أعلنت روسيا قبل يومين عن نجاح آخر 3 اختبارات إطلاق على هذا المجمع الصاروخي العابر للقارات الذي لا مثيل له في العالم ودخوله الخدمة العسكرية الفعلية في القوات الاستراتيجية.
وشددت الصحفية الألمانية على أن التهديد الرئيسي لمجمع أفانغارد يكمن في أنه من الصعب اكتشافه، لأن الرادارات المتوافرة في الخدمة عند القوات الأمريكية غير قادرة على كشفه ومتابعة سير طيرانه المتعرج والمتغيّر الارتفاعات، حسب الصحيفة.
وقال كبير مهندسي البنتاغون، الرئيس السابق لوكالة ناسا الفضائية، مايكل غريفين: يجب على الرادارات أن تلاحظه وتكشفه ليس على بعد مئات، بل آلاف الكيلومترات كي يمكن درء خطره.
ووفقا لهذا المهندس الكبير فإن الوضع معقد بسبب المساحات المفتوحة للجزء الغربي من المحيط الهادئ والعدد غير الكافي من الجزر التي يمكن تركيب محطات رادار فيها.
وخلص غريفين للقول: لا توجد أماكن كثيرة يمكن وضع منشآت الرادار فيها، وحتى إذا وجد بعضها فمن المرجح أن تصبح أهدافاً سهلة للصواريخ الروسية.
وفي السياق ذاته اعتبر الخبير في مركز الفضاء الألماني ديرك زيمبر أن المجمع الصاروخي الروسي الفرط صوتي آفانغارد، تهديد حقيقي تماماً للغرب، إذ لا توجد لديه وسائل لتصدي لمثل هذا النظام القتالي.
وفقاً لهذا الخبير المعروف، فإن درء تأثير مجمع آفانغارد الصاروخي العابر للقارات هو مهمة صعبة للغاية.
وقال الخبير الألماني لمحطة راديو»دويتشلاند فونك»: هذا أمر صعب حقا، بالطبع أجريت دراسات مختلفة ويستمر العمل على ابتكار وسائل لمواجهة مثل هذه الأنظمة القتالية الجبّارة، وفي الوقت الحالي لا توجد وسائل فعالة للتصدي لها.
وبالإضافة إلى ذلك أكد زيمبر على عدم وجود وسائل لدى واشنطن لمواجهة هذا السلاح الروسي الفرط صوتي.
وأعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الـ 26 كانون أول الجاري الانتهاء من الاختبارات الناجحة على هذا النوع الجديد من الأسلحة الروسية، وقال في اجتماع مع أعضاء الحكومة: بناء على تعليماتي، أعدت المؤسسات الصناعية التابعة لوزارة الدفاع وأجرت اختباراً نهائياً لهذا النظام، وقد اكتملت للتو، وانتهت بنجاح تام.. المجمع الجديد سيوضع في خدمة الجيش الروسي في عام 2019.. سيتم نشر الفوج الأول من هذه المجمعات في قوات الصواريخ الاستراتيجية، إنه حدث كبير في مسار القوات المسلحة، وربما في البلاد، لقد ظهر نوع جديد من الأسلحة الاستراتيجية في روسيا.
وأكد الرئيس بوتين أن أفانغارد وهو مجمع صاروخي تفوق سرعته سرعة الصوت سيضمن بشكل موثوق أمن روسيا لعقود قادمة.
بموازاة ذلك حمّل الكاتب والخبير الأمريكي تيد كاربنتر بلاده وحلفاءها المسؤولية عن أزمة العلاقات بين الغرب وروسيا، مؤكدا أن موسكو لا تقوم إلا بالرد على الخطاب الغربي العدواني ضدها.
وقال الكاتب الذي يشغل منصب كبير الباحثين في معهد «كاتونا» بواشنطن في مقال نشرته مجلة «أمريكان كونسيرفاتيف» أمس: عندما يدرس المؤرخون العقود القليلة الأولى من عصر ما يسمى بعد نهاية الحرب الباردة، فإنهم سيصابون بمفاجأة على الأرجح، بالنظر إلى السياسات العبثية والاستفزازية للولايات المتحدة وحلفائها من الناتو ضد روسيا»، كما كتب المؤلف.
وحسب رأيه، أدت التصرفات العديدة الخاطئة التي ارتكبها الغرب إلى بدء حرب باردة جديدة، وفي الوقت نفسه كان هناك خطر بأن تصبح هذه الحرب ساخنة في الآونة الأخيرة.
وكالات – الثورة
التاريخ: الأثنين 31-12-2018
رقم العدد : 16874