في معرض «آكيتو» رأس السنة السورية.. إحياء للتراث والحضارة وإرث الأجداد

في مبادرة ثقافية وفنية تحمل بعدا حضاريا وهدفا إنسانيا، انطلقت احتفالية «آكيتو» بالتعاون بين مجموعة جوليا دومنا وغاليري ألف نون في قصر الشهبندر وسط دمشق القديمة التي تحكي حجارتها وأوابدها مجدا لايزال شامخا وشاهدا على العراقة والأصالة وغنى التراث السوري المادي واللامادي وتنوعه «أوابد، أقواس، تعانق الكنائس والمساجد، المهن اليدوية» وشعب خبر معنى المحبة والتسامح والقيم السامية.
ضم المعرض لوحات ومنحوتات لفنانين تجاوز عددهم 25 فنانا وفنانة، كل بث مكنونات نفسه لإيمانه بأن الفن رسالة حضارية إنسانية تجتمع الشعوب وتتآلف في محرابها.
وعندما تجتمع فنون الرسم والنحت وسط آبدة دمشقية وتصدح فيها أصوات الآلات الشرقية «القانون، المزمار، الدف» احتفالا برأس السنة السورية أو مايعرف بـ» الآكيتو» والذي يصادف اليوم الأول من نيسان 2019، بداية العام 6769 في التقويم السوري، فنحن نفخر بتراثنا الذي ننهل منه كل يوم علوما ومعارف ربما يجهلها الكثيرون.
ويبين الفنان بديع جحجاح أن عيد الآكيتو الذي اخترعه السوريون يرتكز على فكرة جوهرية وهي «من الموت تولد الحياة، الحياة تنتهي بالموت ضمن دائرة كونية لامنتهية تعرف بالماندالا السورية».
كما ان إطلاق اسم «آكيتو» على معرض فني في هذا الوقت تأتي من أهمية إعادة إحياء التراث الذي يعرفنا على هويتنا السورية الحقيقية التي تعرضت إلى التحريف والتزوير الممنهج الذي فرض علينا خلال فترات الاحتلال من عصر الاحتلال الروماني مرورا بالعثماني والفرنسي، وكان آخرها الحرب الظالمة التي شنت على سورية وكان من أهدافها تدمير الحضارة والفن والثقافة السورية التي تعكس تاريخها ودورها في بناء الحضارة الإنسانية.
وأضاف: إن إعادة إحياء تاريخنا وتراثنا اللامادي الذي مازال محمولا بذاكرتنا الشعبية وعاداتنا وتقاليدنا ولغتنا هي مسؤولية الجميع، وهذا ما دفع إلى تلك التشاركية والتعاون بين صالة ألف نون للفنون والروحانيات ومجموعة جوليا دومنا لإقامة هذه الاحتفالية لدعم الفن ومحاولة صون الكنوز السورية ضمن الدور المنوط بها في الحفاظ على الهوية الثقافية السورية.
وجدير ذكره أن كلمة «آكيتو» تعني عند السومريين الحياة، وعند الأكاديين الفرح، وبالسريانية تعني الاحتفال والفرح، وهي رمز للبداية الحقيقية للحياة، وظل التقويم السوري معتمدا كتقويم رسمي في كل دول العالم القديم حتى قام لويس الرابع عشر 1638_ 1715 باعتماد الأول من كانون الثاني كبداية للعام الميلادي عوضا عن الأول من نيسان.
دمشق – فاتن أحمد دعبول
التاريخ: الثلاثاء 2-4-2019
رقم العدد : 16946

آخر الأخبار
رئيس الهيئة المركزية للرقابة : لن نتوانى عن ملاحقة كل من يتجاوز على حقوق الدولة والمواطن   الرئيس الشرع: محاسبة مرتكبي مجازر الكيماوي حق لا يسقط بالتقادم   حشرات وعناكب بالألبان والأجبان   تشجيعاً للاستثمار .. محافظ درعا يتفقد آثار بصرى الشام برفقة مستثمر سعودي  إبراز المعالم الوقفية وتوثيقها في المحافل الدولية بالتعاون مع "الإيسيسكو" معرض دمشق الدولي..ذاكرة تتجدد نحو تنمية مستدامة  "خطوة خضراء لجمال مدينتنا".. حملة نظافة واسعة في كرناز 10 أطنان من الخبز... إنتاج مخبز بصرى الشام الآلي يومياً نداء استغاثة من مزارعي مصياف لحل مشكلة المكب المخالف قرابة  ١٠٠٠ شركة في معرض دمشق الدولي ..  رئيس اتحاد غرف التجارة:  منصة رائدة لعرض القدرات الإنتاجية تسهيلاً لخدمات الحجاج.. فرع لمديرية الحج والعمرة في حلب "الزراعة" تمضي نحو التحول الرقمي.. منصة إرشادية إلكترونية لخدمة المزارعين  اجتماع تنسيقي قبل إطلاق حملة "أبشري حوران "   مبادرة أهلية لتنظيف شوارع مدينة جاسم الدولرة تبتلع السوق.. والورقة الجديدة أمام اختبار الزمن السلوم لـ"الثورة": حدث اقتصادي وسياسي بامتيا... حاكم "المركزي"  يعلن خطة إصدار عملة جديدة بتقنيات حديثة لمكافحة التزوير عبد الباقي يدعو لحلول جذرية في السويداء ويحذر من مشاريع وهمية "الأشغال العامة".. مناقشة المخطط التنظيمي لمحافظة حماة وواقع السكن العشوائي "حمص خالية من الدراجات النارية ".. حملة حتى نهاية العام  محمد الأسعد  لـ "الثورة": عالم الآثار خالد الأسعد يردد "نخيل تدمر لن ينحني" ويُعدم واقفاً