تجلسان متجاورتين على الرصيف فوق قطع من الكرتون أو «طراحة» ريفية في أحد أسواق مدينة حماة المعروفة، لا تستطيعان التغلب على أكثر أيام الشتاء قسوة إلا بالعمل خارج المنزل وبيع ما تُنتجانه من المؤونة التي صنعتاها بأيديهما ولكسب ثقة الزبون إنهما تعملان عملا مضافا، حيث يحفران في هذا الموسم الكوسا، أو يضعان الخبيزة في باقات ظريفة، أو يسطران ورق العنب فيأخذ الزبون مادته دون وجود وسيط، وكما قالت أم حسام: في الشتاء تحتاج النساء إلى مؤونة جاهزة وموثوقة و»شغل بيت» وأنا مع جارتي نصنع ما تنتجه أرضنا، ونعرض للبيع الفائض عن حاجة العائلة، وتقول الجارة: لا نستطيع البيع في القرية لأن معظم الناس تزرع زراعات متشابهة لذا فإن كثيرا منهم لديهم اكتفاء بالمادة لذلك نجلس في المدينة لساعات تقل أو تزيد عن ست ساعات نبيع فيها خلال الصيف وشهور الشتاء إلى أن يبدأ موسم الزراعة الجديد، وأضافت: نعمل في هذه الظروف رغم الصعوبات لكننا نريد أن نعيش بكرامتنا حتى لو على الرصيف، فهو رصيف في بلدنا.
في شارع آخر تبيع القرويات منتجات الحليب تقول إحداهن: أختي تربي في قرية المباركات خمسة عشر رأسا من الغنم وتخرج من الحليب قريشة وأبيعها إضافة لما نبيعه من جبن ولبن ولا نريد ان يتحكم بنا تجار السوق فيأخذونه رخيصا، وتضيف: لدينا عائلات كبيرة والجميع بحاجة إلى العمل ولا يهم المكان إن كان على الرصيف أم في بقالية أم في البيت.
الثورة – أيدا المولي
التاريخ: الثلاثاء 2-4-2019
رقم العدد : 16946
السابق