الثورة – جهاد اصطيف
برز ملف المياه ليشكل هاجساً رئيسياً للسكان في حلب، خصوصاً مع توقف أحد أهم خطوط التغذية الرئيسية عن العمل لأكثر من أسبوعين، هذا العطل المفاجئ أعاد التذكير بمدى هشاشة البنية التحتية المائية في المدينة، وأهمية التدخلات الطارئة والداعمة التي تقوم بها المؤسسة العامة للمياه، لإبقاء شرايين الحياة متدفقة نحو الأحياء والقرى.
خط رئيسي خارج الخدمة
توقفت أعمال الضخ نحو أحياء الشيخ خضر، الشيخ فارس، الحيدرية وما حولها منذ أكثر من 15 يوماً، نتيجة عطل أصاب “الولب” المتصل بالسكر الرئيسي بقطر 600 مم، وهو ما شل عمل الخط بشكل كامل.
الأحياء المتضررة، التي تضم آلاف الأسر، اضطرت للاعتماد على صهاريج المياه الخاصة وشراء المياه بأسعار مرتفعة، ما زاد من الأعباء المعيشية على الأهالي.
يقول صالح . أ . ر، أحد سكان حي الشيخ فارس: كنا ننتظر يوميا عودة الضخ، لكن الأيام مضت بصعوبة، الأطفال وكبار السن هم الأكثر تأثرا، والليتر الواحد أصبح له ثمن مضاعف.
استيراد قطع جديدة
مصادر في المؤسسة العامة لمياه الشرب بحلب أوضحت أن العطل تطلب استبدال السكر الرئيسي بشكل كامل، وبالتنسيق المباشر مع منظمة اليونيسيف، تم استيراد سكر جديد مطابق لأحدث المواصفات العالمية خلال فترة قياسية.
ويتوقع أن تساهم هذه الخطوة في تحسين استقرار الشبكة المائية وضمان وصول المياه بشكل أكثر انتظاماً إلى الأحياء المتضررة.
مشاريع داعمة في الريف
بالتوازي مع إصلاح الأعطال داخل المدينة، شهد ريف حلب الجنوبي مشروعاً جديداً لتدعيم المنظومة المائية، إذ تم تدشين خزان مياه بسعة 150 متراً مكعباً في قرية بردة بمنطقة تل الضمان.
الخزان، المنجز بدعم من منظمة الرؤيا العالمية وبالتعاون مع مؤسسة مياه حلب، سيغدو مصدراً رئيسياً لتغذية عدة قرى محيطة، ما يعزز الأمن المائي في المنطقة.
لا يخفى أن حلب، كغيرها من المدن السورية، تدفع ثمن سنوات من التحديات التي أصابت بناها التحتية، ومع كل عطل أو انقطاع، يظهر حجم الحاجة لمشاريع إصلاح وتجديد متواصلة، بالتوازي مع الدعم الإنساني من المنظمات الدولية.
وبين أعطال مفاجئة ترهق الأهالي، ومشاريع جديدة تبث الأمل في الريف والمدينة، تبقى المياه في حلب قصة صراع يومي مع التحديات، جهود مشتركة بين المؤسسات المحلية والمنظمات الدولية تحاول قدر المستطاع إبقاء صنبور الحياة مفتوحاً، بانتظار حلول أكثر استدامة تضمن حق الجميع في الحصول على الماء.