الثورة:
على خلفية الأحداث والتصعيد العسكري الأخير في محافظة حلب، أعلن وزير الدفاع اللواء مرهف أبو قصرة، التوصل إلى اتفاق على وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار بكل المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرقي سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فورياً”.
جاء ذلك، عقب لقاء الوزير أبو قصرة، مع قائد قوات “قسد” مظلوم عبدي، في دمشق اليوم.
وقال وزير الدفاع في تغريدة على منصة “إكس”: “التقيت قبل قليل بالسيد مظلوم عبدي في العاصمة دمشق، واتفقنا على وقفٍ شاملٍ لإطلاق النار بكل المحاور ونقاط الانتشار العسكرية شمال وشمال شرقي سوريا، على أن يبدأ تنفيذ هذا الاتفاق فورياً”.
وكانت قوات “قسد” استهدفت الليلة الماضية حواجز قوى الأمن الداخلي في محيط الشيخ مقصود بحلب، ما أسفر عن استشهاد عنصر وإصابة أربعة آخرين.
كما استهدفت بقذائف الهاون والرشاشات الثقيلة الأحياء السكنية في محيط الشيخ مقصود والأشرفية، وانتشر قناصتها على أسطح عدد من المباني السكنية في الحيين، وامتدت الاعتداءات إلى حيي الميدان وبستان الباشا في حلب، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين بينهم نساء وأطفال وتم نقلهم إلى مستشفى الرازي.
وارتقى مدني وأصيب أربعة آخرون بقصف صاروخي لقسد على حي سيف الدولة، فيما أصيبت سيدة في حي الشيخ طه بنيران قناصة قسد المتمركزين في حي الشيخ مقصود.
وكانت وكالة سانا، قد نقلت في وقت سابق، عن مصدر عسكري قوله أن قوات الجيش اكتشفت أمس نفقاً لقوات قسد يربط مواقعهم بمكان خلف مواقع الجيش والأمن بمحيط حي الأشرفية، وتم تفجيره، مشيراً إلى أن “قسد” أعدت النفق من أجل القيام بأعمال تخريبية واستخدمته للتسلل والقيام بعمليات ضد قوات الجيش والأمن. ولفت المصدر إلى أنه بعد اكتشاف قوات الجيش النفق وتفجيره قامت “قسد” بإرسال عناصرها بلباس مدني واشتبكت مع حواجز الأمن الداخلي بالعصي والحجارة لإشغالهم قبل أن تتسلل عناصر مسلحة من قبلها وتستهدف الحواجز.
وإثر ذلك بدأ الجيش بنشر الحواجز لإغلاق الطرق المؤدية للمنطقة وأعاد الانتشار في محيطها.
من جانبها، أوضحت إدارة الإعلام والاتصال في وزارة الدفاع أن تحرّكات الجيش العربي السوري تأتي ضمن خطة إعادة انتشاره على بعض المحاور شمال وشمال شرق سوريا، وذلك بعد الاعتداءات المتكرّرة لقوات قسد واستهدافها للأهالي وقوى الجيش والأمن، وقيامها بمحاولة السيطرة على نقاط وقرى جديدة، مؤكدة الالتزام باتفاق العاشر من آذار، وعدم وجود نوايا لعمليات عسكرية.
وأشارت إلى أن الجيش يقف أمام مسؤولياته في الحفاظ على أرواح الأهالي وممتلكاتهم، وكذلك حفظ أرواح أفراد الجيش وقوى الأمن من اعتداءات قوات قسد المتكرّرة.
وفي وقت سابق من اليوم، قال محافظ حلب عزام الغريب عبر منصة “فيس بوك”: بعد ليلة صعبة مرّت على مدينتنا نُطمئنكم أن الأوضاع اليوم أكثر هدوءاً واستقراراً ولا صحة لما يُشاع عن فرض حظر تجوّل فالحياة مستمرة بشكل طبيعي في مختلف أحياء المدينة.
وأوضح الغريب، أن العطلة التي أُقرّت تشمل المدارس والجامعات والدوائر الرسمية فقط، وجاءت إجراءً احترازياً لحماية المواطنين وتسهيل الحركة في بعض المناطق، مضيفا: نُتابع المستجدات بشكل مباشر مع الجهات المركزية، وهناك اجتماع مهم اليوم في دمشق خُصص لبحث الأوضاع في حلب واتخاذ ما يلزم من إجراءات. كما نُشير إلى المتابعة المباشرة والحثيثة من السيد الرئيس لتطورات المدينة، واهتمامه الدائم بتأمين كل ما يلزم لضمان أمن الأهالي، ونحن على تواصل دائم معكم، وملتزمون بكل ما يضمن سلامة حلب وأهلها.
وسبق أن أكد الغريب، أن قوى الأمن الداخلي وقوات وزارة الدفاع تسعى للحفاظ على أمن وسلامة المواطنين، وأن إعادة انتشار قوات الجيش والأمن على أطراف المدينة، جاءت بعد الانتهاكات المستمرة التي قامت بها “قسد” خلال الفترة الماضية، بمساندة فلول خارجة عن القانون كانت لجأت إليها.
وبين المحافظ أن الحكومة سعت جاهدَةً إلى التحلي بالصبر والالتزام باتفاقية العاشر من آذار، ولا يزال المجال مفتوحاً للحوار، لافتاً إلى أن الحكومة تسعى مع الأطراف المعنية إلى التهدئة ووقف الاشتباكات.
وفي العاشر من آذار الماضي توصلت الدولة السورية إلى اتفاق مع قوات سوريا الديمقراطية يقضي باندماجها ضمن مؤسسات الجمهورية العربية السورية، ويؤكد على وحدة الأراضي السورية ورفض التقسيم.