الثورة ـ لينا شلهوب:
باشرت مديرية التجارة الداخلية وحماية المستهلك في ريف دمشق استخدام أجهزة قياس جودة الزيت التي استلمتها مؤخراً من وزارة الاقتصاد والصناعة، وذلك في خطوة جديدة لتعزيز الرقابة على المواد الغذائية المتداولة في الأسواق.
ويمثّل هذا الإجراء تطوراً مهماً في آليات ضبط الأسواق، إذ يساهم في الكشف السريع والدقيق عن مدى صلاحية زيوت القلي المستخدمة في المحال والمنشآت الغذائية، بما يضمن حماية المستهلك ورفع سوية العمل الرقابي.

تفاصيل الإجراء وأبعاده
بيّن مسؤول دورية رقابية محمد ناصيف لـ”الثورة” أن دوريات المديرية تقوم حالياً باستخدام هذه الأجهزة خلال جولاتها اليومية، ما يتيح لها التحقق الفوري من جودة الزيت، والكشف عن أي تجاوزات تتعلق باستخدام زيوت تالفة أو غير مطابقة للمواصفات الصحية، وتعد زيوت القلي من المواد الأكثر عرضة للتلف نتيجة الاستخدام المتكرر، وهو ما قد يسبب أضراراً صحية خطيرة، لذلك فإن الاعتماد على أجهزة قادرة على قياس مؤشرات الجودة بدقة يمنح فرق الرقابة أداة فعالة تتجاوز الطرق التقليدية التي كانت تعتمد على الملاحظة فقط.
وأشار أحد عناصر الدورية أحمد الخطيب إلى أهمية هذا الإجراء كونه يضع معايير علمية في قلب العمل الرقابي، ويجعل قرارات الضبط أقرب إلى الموضوعية والشفافية، كما يحدّ من محاولات الغش التي قد يلجأ إليها بعض أصحاب المحال بهدف تخفيض التكاليف على حساب صحة المستهلك، إضافة إلى ذلك، يسهم هذا التطور في تعزيز ثقة المواطنين بالجهات الحكومية المعنية بضبط الأسواق، ويرفع مستوى الالتزام لدى العاملين في القطاع الغذائي.

آراء المعنيين
أحد موظفي مديرية التجارة الداخلية (فضل عدم ذكر اسمه) أوضح أن الأجهزة الجديدة تعد نقلة نوعية في عمل الدوريات، لأنها تختصر الوقت وتمنح نتائج مباشرة، ما يعني القدرة على اتخاذ الإجراءات اللازمة فوراً، فضلاً عن أن المديرية تعمل على تدريب عناصرها على الاستخدام الأمثل لهذه الأجهزة لضمان الاستفادة القصوى من إمكاناتها.
ومن جانب آخر، يرى بعض أصحاب المحال أن وجود هذه الأجهزة يعزز العدالة، إذ يضع جميع العاملين تحت معيار واحد، ويمنحهم فرصة لإثبات التزامهم بالشروط الصحية، وقال أحدهم: نحن نحرص على جودة الزيت، وهذه الأجهزة تساعدنا في طمأنة الزبائن وتأكيد التزامنا.
صوت المواطنين
عبّر عدد من المواطنين منهم هيثم كرباج وعماد زاعور وغيرهم من جرمانا، عن ارتياحهم لهذه الخطوة، معتبرين أنها تسهم في الحد من المخاطر الصحية التي قد تنتج عن استهلاك أطعمة مقلية بزيوت غير صالحة، وأشار أحدهم إلى أن الرقابة الدقيقة على الزيت ضرورة، لأننا لا نستطيع التحقق بأنفسنا من جودته، ونثق بالإجراءات التي تعتمد على أجهزة علمية.
المنعكسات المتوقعة
على المستوى الصحي، يؤكد الخبير في مجال الصحة الدكتور نادر أبو الخير طبيب داخلية، أنه من المتوقع أن ينعكس هذا الإجراء إيجاباً في تقليل حالات التسمم والمشاكل المرتبطة بتناول أغذية مقلية بزيوت متدهورة.
أما على المستوى الاقتصادي، فسيؤدي ذلك إلى رفع معايير المنافسة بين المحال، وتشجيع أصحاب المنشآت على الالتزام باستخدام مواد ذات جودة أعلى.
وعلى المستوى الاجتماعي، سيعزز الثقة بخين المواطن والجهات الرقابية، ويحدّ من الشعور بالتسيّب في الأسواق.
وأضاف الدكتور أبو الخير، يمثل اعتماد أجهزة قياس جودة الزيت خطوة عملية نحو تطوير منظومة الرقابة التموينية، ويدعم جهود حماية المستهلك من خلال الاعتماد على وسائل حديثة وموثوقة، ومن شأن هذا التطور أن يرسخ ثقافة صحية في المجتمع، ويؤسس لبيئة غذائية أكثر أماناً وجودة.