الثورة – عبد الحميد غانم:
في إطار جهود تعزيز التحول الرقمي في سوريا ودعم الشركات المحلية للوصول إلى الأسواق العالمية، استقطب معرض “سيريا هايتك” شركات تقنية محلية وعربية ودولية، حيث عرض المشاركون أبرز الحلول الرقمية وأنظمة تخطيط الموارد المؤسسية التي تتيح تحسين الإنتاجية وتنظيم العمليات، إلى جانب فتح آفاق جديدة لدخول أسواق التصدير وبناء شراكات استراتيجية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني.
ويعقد “سيريا هايتك” على أرض مدينة المعارض في دمشق، خلال الفترة بين 20 و24 من الشهر الجاري، بمشاركة 233 شركة محلية وعربية ودولية، من دول سوريا ولبنان والأردن وقطر والسعودية ومصر وبريطانيا وتركيا والإمارات وسلطنة عُمان.
وعلى هامش المعرض التقت صحيفة “الثورة” عدداً من المشاركين للاطلاع على أبرز التقنيات والمنتجات المعروضة.
“ERP”.. نقلة نوعية
يقول أمير أبو زيد، مندوب إحدى شركات أنظمة تخطيط التكنولوجيا، إن تبني أنظمة تخطيط الموارد المؤسسية (ERP) يشكل نقلة حقيقية للشركات السورية، إذ يحول العمليات الورقية إلى منظومة رقمية متكاملة تربط جميع الجوانب التشغيلية.
وأوضح أن نظام “ERP” يربط مختلف أقسام الشركات بنقطة مركزية واحدة، ما يسهم في تفادي الأخطاء وتسريع التحول الرقمي في المخازن والمبيعات والمشتريات والحسابات. وأضاف: “ERP يكشف السلوكيات الخاطئة والأخطاء، ويبلغ المعنيين بالمشكلات بشكل محدد ودقيق، دون تحميل الموظفين عبئاً كبيراً من الإشعارات”.
وكشف أبو زيد عن وجود فريق عمل سوري يمتلك خبرة تمتد لأكثر من 14 عاماً في التعامل مع الشركة السويسرية المطورة للنظام، ويقدم دعمه الفني من مكاتب الشركة في دمشق وحمص.
الثقافة الرقمية
وحول أبرز العقبات، أكد أبو زيد أن التحدي الرئيس يكمن في حداثة هذه التقنيات بالسوق السورية، حيث لا يزال نظام “ERP” غير واضح للكثيرين. وللتعامل مع هذا التحدي، تعمل الشركة على إطلاق دورات تدريبية تمنح شهادات “SIP” في المحاسبة وإدارة الموارد والمخازن لتمكين المتدربين من التعامل مع النظام بكفاءة.
ولفت إلى أن خدمات الشركة تستهدف جميع الشركات والجمعيات والمصانع الصغيرة والمتوسطة، معتبراً أن تبني هذه الأنظمة يشكل بوابة حقيقية أمام الشركات السورية لدخول مجال التصدير.
وأضاف: “الشركات السورية كانت مقيدة في الحقبة السابقة ولا تمتلك الخبرة في التصدير إلى أوروبا وأميركا. اليوم، عبر تطبيق هذه الأنظمة، يمكن لأي مصنع أن يبرهن للشركات الخارجية أنه يمتلك نظاماً يضمن جودة الإنتاج والتنظيم، ما يمنحها الثقة المطلوبة”.
وأضاف: “إذا أرادت الشركة الانتقال إلى مرحلة جديدة وفهم أرباحها الحقيقية وتحسين جودة إنتاجها، فإن أنظمة ERP هي المفتاح. إنها نظام مراقبة شامل يساعد أصحاب الأعمال على كشف المشكلات بدقة واتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب”.
اتفاقية سورية – سعودية
وفي خطوة تعكس تطور العلاقات الاستراتيجية بين سوريا والسعودية، أعلن الرئيس التنفيذي لإحدى الشركات السعودية العاملة في مجال الأمن السيبراني، ثامر بن خالد الضفيري، توقيع أول وأكبر اتفاقية سعودية – سورية في مجال الأمن السيبراني.
وقال الضفيري إن “التعاون الاستراتيجي والمواءمة بين رؤى حكومتي البلدين” شكلت دافعاً قوياً للقطاع الخاص السعودي للاستثمار في السوق السورية، مضيفاً أن شركته تتجه اليوم لتعزيز حضورها في مجال الأمن السيبراني بسوريا، واصفاً السوق السورية بأنها “واعدة جداً” وتتمتع بفرص غنية في مجالات تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي وأمن الذكاء الاصطناعي.
وأوضح أن الاتفاقية تشمل محاور عدة، أبرزها حماية الفضاء السيبراني السوري، وهي أول اتفاقية من نوعها بين البلدين في هذا القطاع الحيوي، إلى جانب شراكات مع القطاعين العام والخاص، لافتاً إلى توقيع مجموعة من الاتفاقيات مع عدد من الوزارات والقطاعات الخاصة السورية.
كما تتضمن الاتفاقية نقل وتوطين التقنيات، حيث تعمل الشركة على إدخال أحدث التقنيات وتوطينها في سوريا، والاستثمار في رأس المال البشري من خلال بناء وتأهيل الكفاءات السورية في مجال الأمن السيبراني، إضافة إلى المساهمة بتطوير منتجات سورية في هذا القطاع، وخلق شركات ريادية عبر السعي “الحثيث” لبناء شركات سورية رائدة في مجال الأمن السيبراني، وفق الضفيري.
وأكد الضفيري أن توجهات القيادة السعودية حفزت القطاع الخاص على الاستثمار في مختلف القطاعات، من البنية التحتية والمقاولات إلى التقنية والطاقة.
وأعرب عن تفاؤله بمستقبل السوق السورية، قائلاً: “نؤمن أننا سنسهم بفاعلية في مشاركة السوريين بإعادة الإعمار، وخصوصاً في مجال الأمن السيبراني وبناء شركات تقنية نوعية”.