من شمالها إلى جنوبها.. “فداء لحماة” بارقة أمل لريف أنهكته سنوات الحرب والدمار

الثورة – عمار أبو شاهين:

أطلقت محافظة حماة حملة “فداء لحماة” بهدف جمع 500 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الطارئة في القطاعات الأكثر تضرراً، في وقت تشير فيه تقديرات البنك الدولي إلى أن المحافظة تحتاج بين 14 و15 مليار دولار لإعادة الإعمار على المدى البعيد.

وتأتي هذه المبادرة برعاية من المحافظة وبدعم من منظمات إنسانية وغرف تجارية، في محاولة لتعويض غياب التمويل الدولي الكافي وتسريع عمليات التعافي.

وتُعد الحملة الجديدة امتداداً لحملات محلية مشابهة نُفذت خلال الأشهر الماضية في محافظات عدة، من بينها “الوفاء لإدلب” التي تجاوزت مساهماتها 208 ملايين دولار، و”ريفنا بيستاهل” بريف دمشق التي جمعت 76 مليوناً، و”أبشري حوران” بنحو 48 مليوناً، إضافة إلى مبادرات أخرى أعادت تأهيل مئات المدارس والمنشآت.

تحديات واسعة في الريف الحموي

يعتبر الريفان الشمالي والغربي لمحافظة حماة من أكثر المناطق التي تضررت خلال سنوات الثورة، إذ تعرضا لقصف مكثّف ومتواصل، ولا سيما خلال الحملة العسكرية التي شنّها النظام المخلوع وروسيا بين عامي 2019 و2020.

وشملت العمليات الجوية والبرية حينها قرى وبلدات واسعة امتدت من مورك واللطامنة وكفرزيتا وصولاً إلى كفرنبودة وسهل الغاب، ما أدى إلى دمار كبير في البنية التحتية والمرافق الحيوية.

ومع ارتفاع وتيرة الاستهداف، اضطر مئات الآلاف من السكان إلى النزوح نحو الشمال السوري، تاركين خلفهم أراضيهم وممتلكاتهم، فيما فرضت الميليشيات التي سيطرت على المنطقة وقائع جديدة شملت الاستيلاء على منازل الأهالي وتدميرها لاحقاً ومصادرة أرزاقهم وقطع الأشجار المثمرة بشكل متعمد.

وتشير بيانات صادرة عن المكتب الإعلامي للمحافظة إلى أن أضرار قصف النظام المخلوع في الريف الشمالي لحماة شملت تدمير أكثر من 70 في المئة من المدارس، ما أدى إلى حرمان نحو 120 ألف طالب من التعليم، كما فقدت المنطقة 58 في المئة من القرى شبكات المياه والكهرباء.

وفي الريف الغربي، وخاصة سهل الغاب، تظهر إلى جانب الدمار الهائل وتضرر البنية التحتية، تحديات بيئية وزراعية نتيجة تعطل 627 بئراً يحتاج معظمها إلى مضخات جديدة ومصادر طاقة، وهو ما يهدد محصول القمح والقطن الذي يشكل جزءاً مهماً من إنتاج سوريا.

أما في الجنوب، فلا تزال القرى التي شهدت دماراً واسعاً، مثل طلف وحربنفسه، تعاني ضعفاً في الخدمات الأساسية، حيث تشير الإحصاءات الرسمية إلى حاجة 7 مستشفيات لإعادة تأهيل كامل، إضافة إلى تعرض 311 كيلومتر من الطرق للتدمير وضرورة تنفيذ 24 مشروعاً للصرف الصحي.

أهمية الحملة والنتائج المتوقعة

تكمن أهمية “فداءً لحماة” في كونها وفاءً تاريخياً لمدينة دمرت عمداً قبل 43 عاماً، وتسعى الآن لإعادة بناء قطاعات حيوية بدعم دولي وخاص، وتمكين عودة النازحين إلى بلادهم، مما يعزز الاستقرار الوطني ويمنع تفاقم الأزمات.

وبحسب الملف التعريفي الصادر عن محافظة حماة، فإن مبالغ حملة “فداء لحماة” ستخصَّص وفق أولويات محددة، فقد رُصد مبلغ 155 مليون دولار لقطاع التعليم بهدف ترميم 500 مدرسة، بينما سيخصص 87.5 مليون دولار للقطاع الصحي لإعادة تأهيل سبعة مستشفيات، وتشمل الخطّة أيضاً تخصيص 75 مليون دولار للموارد المائية لإصلاح 627 بئراً متضررة.

وفيما يتعلق بالطرق والصرف الصحي، تبلغ المخصصات 155 مليون دولار لتأهيل الطرق المتضررة وتنفيذ 24 مشروع صرف صحي، كما سيخصص 20 مليون دولار لدعم القطاع الزراعي، و7.5 ملايين دولار لمشاريع الأوقاف، ضمن إطار توزيع مالي يستند إلى احتياجات القطاعات المتضررة في المحافظة.

كذلك تشمل الخطّة مشاريع استراتيجية مثل خط جر مياه حماة الثاني بتكلفة 3 ملايين دولار، وتوسعة محطة تصفية القنطرة بـ12 مليوناً، وتأهيل مستشفى حلفايا بـ12 مليوناً.

ومع اتساع فجوات الدمار في الريف الشمالي والغربي تحديداً، تبدو حملة “فداء لحماة” محاولة جدية لالتقاط خيط التعافي في محافظة لا تزال تعاني إرث الحرب الثقيلة، كما أن نجاح الحملة لن يقتصر على إعادة تأهيل مدرسة أو تشغيل بئر معطلة، بل قد يشكل اختباراً لجدوى المبادرات المحلية في إعادة الحياة إلى مناطق طال انتظارها للدعم.

وفي بلدات أنهكها الخراب وأرهقها التهجير والنزوح، يبقى السؤال مفتوحاً حول قدرة هذه الجهود على تحويل الوعود إلى واقع يلمسه الأهالي، وعلى إحياء ريف ما زال يحتاج الكثير ليقف مجدداً على قدميه.

آخر الأخبار
من شمالها إلى جنوبها.. "فداء لحماة" بارقة أمل لريف أنهكته سنوات الحرب والدمار حملة "فداء لحماة"... أكبر مبادرة إنسانية وتنموية منذ سنوات حلب بين الذاكرة والتبرعات.. جدل حول تسمية الشوارع حزمة مشاريع خدمية في عدد من المدن والبلدات بريف دمشق تنظيم ١٥ ضبطاً بعدد من المنشآت السياحية في اللاذقية بدء ري الأراضي للموسم الشتوي من مشروع القطاع الخامس بدير الزور تجهيز 22 حاضنة أطفال في مستشفى الهويدي بدير الزور مشاركون في "سيريا هايتك": فرص استثمارية واعدة بالسوق السورية الرقمية  الزراعة العضوية.. نظام زراعي إنتاجي آمن بيئياً   أجهزة قياس جودة الزيت تدخل أسواق ريف دمشق أربع آبار لمياه الشرب تلبية لاحتياجات سكان بصرى الشام ومعربة  بعد 15عاماً.. سوق الإنتاج بحلب أعاد افتتاح أبوابه بأكبر مهرجان للتسوق  "المركزي" يكشف عن إجراءات جديدة لإدارة السيولة ودعم القطاع المصرفي ضبط أربع سيارات محملة بمواد متفجرة وعضوية في بصرى الشام العودة إلى "سويفت".. اختبار حقيقي لجاهزية البنية المصرفية التسعير والسوق.. هل حان وقت إعادة ضبط الآلية؟ وحدة كردية أم انحسار استراتيجي؟.. سحب أوراق "قسد" وإعادة رسم التوازنات في دمشق  "أمازون": هجمات سيبرانية إيرانية تمهد لعمليات عسكرية مباشرة نقص حادّ بخدمات البنية التحتية في "بابا عمرو" بحمص  "نقل اللاذقية".. جودة بالخدمات وسرعة في إنجاز المعاملات