الثورة – نيفين أحمد :
شارك أبطال الدفاع المدني (الخوذ البيضاء) اليوم في مبادرة نبيلة للتبرع بالدم، هذه الحملة التي نُظمت بالتعاون والتنسيق مع بنك دم المزة وبنك دم الجامعة في مدينة دمشق، لم تكن مجرد استجابة لحاجة طبية، بل كانت رسالة قوية مفادها أن العطاء يتدفق في عروق من نذروا أنفسهم لإنقاذ الأرواح، ليست مجرد قطرات بل أمل متجدد..
يُعد التبرع بالدم إجراء طبياً تطوعياً بسيطاً لكن أثره يتجاوز حدود الزمان والمكان ليلامس حياة الملايين حول العالم. فكل وحدة دم يتم التبرع بها والتي لا تتجاوز 450 مل لديها القدرة على إنقاذ حياة ما يصل إلى ثلاثة أشخاص. هذه الحقيقة وحدها كفيلة بأن تضع هذا العمل في مصاف أعظم الأعمال الإنسانية. في المستشفيات هناك مرضى ينتظرون على قوائم الأمل من مصابي الحوادث الذين فقدوا كميات كبيرة من الدم إلى مرضى السرطان الذين أنهكهم العلاج الكيميائي والأمهات اللاتي يواجهن مضاعفات خطيرة أثناء الولادة وصولًا إلى من يعانون من أمراض الدم المزمنة. بالنسبة لهؤلاء كل قطرة دم هي فرصة جديدة للحياة وبصيص نور في نهاية نفق المعاناة.
من قلب الميدان إلى شرايين العطاء
مشاركة رجال الدفاع المدني المعروفين بتضحياتهم الجسيمة في أصعب الظروف، تضفي على هذه المبادرة بعداً خاصاً، هؤلاء الأبطال الذين اعتادوا انتشال الأرواح من تحت الأنقاض يمدون أيديهم اليوم ليقدموا جزءاً من دمائهم، مؤكدين أن مهمتهم في إنقاذ الحياة لا تقتصر على ساحات الإنقاذ فحسب، بل هي ثقافة متجذرة في وجدانهم يدركون بعمق معنى أن تكون في أمس الحاجة إلى مساعدة، ويعرفون قيمة كل ثانية في حياة إنسان يصارع من أجل البقاء. هذه المبادرة تعزز النظام الصحي وتدعم بنوك الدم التي تواجه تحديات مستمرة لتلبية الاحتياجات المتزايدة، كما أنها ترسخ قيم التضامن والتكافل بين أفراد المجتمع. عندما يتبرع فرد بدمه فإنه لا يقدم سائلًا حيوياً فحسب، بل يمنح أملًا ملموساً لعائلة تنتظر شفاء مريضها ويساهم في بناء مجتمع أكثر تعاطفاً وترابطاً.