الثورة – بسام الرحال
شهدت بلدة زيدل جنوبي حمص صباح اليوم الأحد جريمة قتل راح ضحيتها رجل وزوجته داخل منزلهما، في حادثة أثارت صدمة لدى الأهالي، خاصة بعد العثور على عبارات ذات طابع طائفي في موقع الجريمة، ما يشير إلى محاولة لزعزعة الاستقرار في المنطقة.
وحول تفاصيل الجريمة التي شهدتها البلدة، أوضح قائد قوى الأمن الداخلي في محافظة حمص، العميد مرهف النعسان، عبر منشور نشرته وزارة الداخلية على معرفاتها الرسمية، أنه تم العثور على رجل وزوجته مقتولين داخل منزلهما، وقد تعرّضت جثة الزوجة للحرق، إضافة إلى العثور على عبارات ذات طابع طائفي في موقع الحادث.
وأضاف العميد النعسان أن الجهات المختصة باشرت فوراً إجراءاتها القانونية، من تطويق الموقع وجمع الأدلة إلى فتح تحقيق موسّع لكشف ملابسات الجريمة وتحديد الفاعلين وملاحقتهم لتقديمهم إلى القضاء.
وأكد العميد إدانته الشديدة لهذه الجريمة التي تهدف بوضوح إلى إشعال الخطاب الطائفي وزرع الفتنة بين أبناء المجتمع، داعياً الأهالي إلى ضبط النفس والابتعاد عن أي ردود فعل، مشدداً على أن قوى الأمن الداخلي تتابع عملها بمسؤولية وحياد لضبط الجناة والحفاظ على أمن واستقرار المنطقة.
وعقب الجريمة شهدت بعض أحياء مدينة حمص توترات، تضمنت إطلاق نار عشوائي وحرق سيارات ومحال تجارية، ما دفع قوى الأمن الداخلي لإعلان حظر تجوال في المدينة اعتباراً من الساعة الخامسة مساء وحتى الخامسة من صباح الغد، بالتزامن مع تعزيز انتشارها في بلدة زيدل وعدة مناطق من ريف حمص الجنوبي.
ويأتي هذا الانتشار المكثف ضمن إجراءات تهدف إلى ضمان الأمن والحفاظ على الاستقرار، ومنع أي محاولة لاستغلال الحادثة لإثارة الفتنة أو الإخلال بالنظام، وفق وزارة الداخلية.
حمص تتوحد لضبط الأمن
كما عقدت محافظة حمص اجتماعاً طارئاً لبحث المستجدات في المدينة واستعراض الإجراءات اللازمة لتعزيز الاستقرار ومنع أي مظهر من مظاهر الفوضى.
وشارك في الاجتماع قيادات من الجيش العربي السوري، إضافة إلى الأمين العام للمحافظة فراس طيارة، ومدير الشؤون السياسية عبيدة أرناؤوط، إلى جانب وفد من عشائر حمص ومدير الأوقاف ومفتي المحافظة.
وشدد المجتمعون على أهمية توحيد الجهود الرسمية والمجتمعية للحفاظ على أمن المدينة وسلامة أهلها، مؤكدين على أهمية الحوار والتعاون لتجاوز التحديات.
من جهته، قال مدير مركز حمص الإعلامي، أسامة أبو زيد، في تصريح لصحيفة “الثورة”: “إن الجريمة المروّعة التي شهدتها بلدة زيدل جنوبي حمص، والمترافقة مع شعارات ذات طابع طائفي، جاءت في توقيت حساس يتزامن مع اقتراب ذكرى انتصار الثورة السورية ومساعي الدولة لرفع العقوبات الاقتصادية والانفتاح على مرحلة تعافٍ مدعومة إقليمياً ودولياً”.
وأضاف أبو زيد أن “الهدف من هذا العمل الإجرامي هو إشعال النعرات الطائفية وزعزعة الاستقرار المجتمعي، بما يعرقل الجهود المبذولة لإعادة النهوض الاقتصادي، ويخدم محاولات خلق أزمات فرعية تشغل الرأي العام عن ملفات استراتيجية يجري العمل على حسمها، مثل ملف “قسد” في الشمال الشرقي والتطورات في السويداء”.
وأكد مدير مركز حمص الإعلامي أن مواجهة هذه المحاولات لا تكون إلا عبر الوعي وضبط النفس، وترك المجال للأجهزة الأمنية لمتابعة التحقيقات وملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة، مشدداً على أن تفويت الفرصة على المتربصين مسؤولية مشتركة لحماية أمن المجتمع واستقراره.
وفي غضون ذلك، تناقل ناشطون من المدينة عبر مواقع التواصل منشورات عبّروا فيها عن تضامنهم مع أسرة الضحيتين، مؤكدين ضرورة تجنب أي ردود فعل انفعالية أو أعمال تخريب، داعين إلى ترك المجال للأجهزة الأمنية لاستكمال تحقيقاتها وكشف ملابسات الجريمة، ومحاسبة المسؤولين عنها.