سخرية جماعية بعد انتخابات الكرة.. هل فقد الجمهور ثقته ؟

الثورة – سومر الحنيش:

في قاعة المؤتمرات ظهر يوم الخميس الفائت، بدا المشهد مألوفاً، أوراق انتخابية، وجوه معروفة، ودورة انتخابية جديدة لاتحاد كرة القدم، فاز فيها فراس تيت برئاسة الاتحاد، بـ(42) صوتاً، مقابل (23) صوتاً، لمنافسه الكابتن جمال الشريف، لتصعد معه إلى المجلس، قائمة تضم أسماءً أثارت جدلاً واسعاً في السنوات الماضية، فادي دباس نائباً للرئيس، وعضوية يعقوب قصاب باشي، موفق فتح الله، تركي ياسين العلي، أحمد العلي الخالد، يوسف الربيع الحسن، محمد الغادري، مروان الخوري، سليم سبع الليل، ونانسي معمر.

لكن ما إن أُعلنت النتائج حتى بدا واضحاً أن الفوز داخل القاعة لم ينعكس خارجها، فالجمهور الذي كان ينتظر إشارات جدية للتغيير، قابل المشهد بعاصفة من السخرية والتهكم على منصات التواصل الاجتماعي، في تعبير صارخ عن فجوة تتسع أكثر فأكثر، بين الشارع الرياضي والقيادة الكروية.

من فاز فعلاً ؟

التفاعل على الصفحات الرياضية، خلال الساعات الأولى بعد إعلان النتائج، كان كافياً لفهم اتجاه الشارع، مئات التعليقات حملت مضموناً واحداً تقريباً “بعض الوجوه نفسها، والمشهد نفسه، فأين التغيير؟”.

ورغم اختلاف أسلوب التعليقات بين السخرية اللاذعة، والانتقاد المبطن، والمبالغات الساخرة، إلا أن الرسالة كانت واضحة، الجمهور لم يشعر بأن هذه الانتخابات تمثله أو تستجيب لرغبته في إصلاح الكرة السورية.

السخرية كانت موجهة بشكل واضح نحو اسمين تحديداً ، فمع كل فيديو، أو تصريح للشخصين المذكورين (صاحب الظل القصير) و (خليفة بيروجي، سارق الكحل من العين) اللذين يلاحقهما إرث ثقيل من الجدل والسخط الشعبي خلال السنوات الماضية، ترى عاصفة انتقادات وسخرية كبيرة، ما جعل عودتهما إلى الواجهة تفتح الباب على موجة تعليقات تجاوزت حدود التهكم، ووصلت إلى حد الانفعال والغضب.

معركتان مختلفتان

يمكن القول: إن انتخابات الاتحاد كشفت عن مفارقة لافتة، في الصندوق فازت قائمة متماسكة ومدعومة من عدة أندية، في السوشال ميديا وفي الشارع لم تحظ هذه القائمة بأي ديمقراطية تقريباً.

وبينما صوّت (42) مندوباً، لصالح فراس تيت وقائمته، فإن آلاف التعليقات عبر فيسبوك وإنستغرام، صبّت في اتجاه واحد، رفض، استهجان، وأحياناً يأس من إمكانية إصلاح الرياضة، هذا التناقض يفتح الباب لسؤال أكبر وهو: هل ما زال الشارع الرياضي ممثلاً فعلاً ضمن الجمعية العمومية ؟

لماذا كل هذا الغضب ؟

عند تحليل ردود الفعل، يبدو أن الغضب ليس وليد اللحظة، هناك أسباب واضحة، وهي تاريخ مثقل بخيبات سابقة، فالأشخاص الذين ذكرناهم، باتوا رمزاً لمرحلة يراها الجمهور مليئة بالأخطاء الإدارية والقرارات الجدلية والفساد.

أضف الى ذلك، فجوة الثقة مع الجمهور التي يبدو أنها ستبقى، فخسائر المنتخب، ضعف الدوري، غياب البنية التحتية، كل ذلك جعل الجمهور يعتبر أن الوجوه القديمة تعني استمرار المشهد نفسه.

والأهم هو قوة السوشيال ميديا، كمنصة محاسبة، فلم يعد الجمهور يكتفي بالمشاهدة، اليوم كل تصريح أو ظهور لأي مسؤول يتحول خلال دقائق إلى موجة تحليل أو نقد أو سخرية، فعند الجمهور تسقط كل الأقنعة والواسطات والمحسوبيات، ويبقى العمل والإنجاز هما الحكم، ومن يطالع التعليقات يدرك تماماً عن ماذا نتحدث، ففي أحد التصريحات لأحد الأسماء الواردة أن : “الكرة السورية ما تزال منذ (15) عاماً في المكان نفسه”، لتنهال عليه التعليقات الساخرة التي حمّلته المسؤولية، باعتباره كان جزءاً من المنظومة ذاتها طوال الفترة التي ينتقدها !

صندوق الانتخابات أم ثقة الشارع ؟

لا يمكن تجاهل أن القائمة جاءت وفق آليات انتخابية معترف بها، لكن أيضاً لا يمكن تجاهل أن الرياضة اليوم لا تُدار فقط داخل الاجتماعات، بل في المشهد العام الذي يصنع الرأي ويختبر الديمقراطية كل يوم، الاتحاد الجديد بقيادة “تيت” يقف اليوم أمام معادلة صعبة، وهي كيف سيستعيد ثقة جمهور لم يعد يصدق الكلام، ولا يثق بالوجوه القديمة، ولا يمنح الشرعية إلا لمن يثبت نفسه في الملعب والعمل ؟

ليس الهدف من رصد السخرية، التشهير أو التشفي، بل فهم الواقع، والواقع يقول إن الكرة السورية تحتاج إلى مصالحة حقيقية بين اتحاد يدير اللعبة، وجمهور يرى أن اللعبة فُقدت منه منذ سنوات، ويبقى السؤال الأهم: هل يستطيع الاتحاد الجديد أن يُحوّل السخرية إلى احترام ؟ أم إن الفجوة ستتسع أكثر مما هي عليه اليوم ؟ الأيام المقبلة وحدها تملك الإجابة.

آخر الأخبار
دمشق ...نظافة تتجمل في المركز وتتراكم في الأطراف معلمو ومعلمات الشمال بين مطرقة الغلاء وسندان نظام تعليمي منهك إلغاء الاختبار الترشيحي للطلاب الأحرار.. خطوة تربك البعض وتطمئن آخرين فوضى خطوط النقل بدمشق: المواطن والسائق يدفعان الثمن "مدوّنة السلوك".. اختبار الثقة بين رجل الأمن والمواطن الوزير الشيباني في عُمان لأول مرة لمناقشة التطورات الإقليمية والدولية سوريا تستعرض دورها الأمني والدبلوماسي في ورشة عمل بسويسرا سوريا تطالب باستعادة حقوقها داخل منظمة حظر الأسلحة سوريا محور ربط كهربائي ثلاثي.. مشروع عربي يعود إلى الواجهة رغم التحديات أول باخرة سورية نحو أميركا الجنوبية.. تدشين ممر تصديري إلى أسواق 450 مليون مستهلك منتخبنا يطمح للعبور من بوابة جنوب السودان لكأس العرب عودة ميمونة لبرشلونة للكامب نو برباعية قنوات رياضية عالمية على البث الأرضي في سوريا بايرن يبتعد في صدارة البوندسليغا سان جيرمان يستعيد صدارة الليغ آن فوز الجيش وأهلي حلب في دوري اليد جبلة يشكل الفريق الرديف للرجال صعود أربعة أندية لدوري الأولى لكرة الطائرة من شمالها إلى جنوبها.. "فداء لحماة" بارقة أمل لريف أنهكته سنوات الحرب والدمار حملة "فداء لحماة"... أكبر مبادرة إنسانية وتنموية منذ سنوات