مناورة أم ترتيب أولويات.. بكين تطمئن واشنطن عدم نيتها شن هجوم على تايوان 

الثورة- نور جوخدار :

على الرغم من غياب العلاقات الدبلوماسية الرسمية بين تايوان والولايات المتحدة إلا أن واشنطن تبقى من أبرز الداعمين الدوليين لتايوان وأكبر مورد للأسلحة لها، ورغم ذلك لا يوجد أي معاهدة دفاعية تلزم الولايات المتحدة بالتدخل إذا هاجمت الصين الجزيرة.

وخلال الفترات الماضية اعتمدت واشنطن سياسة “الغموض الاستراتيجي”، إذ تلتزم قانونياً بتزويد تايوان بوسائل الدفاع عن نفسها، لكنها لم توضح ما إذا كانت ستتدخل عسكرياً في حال تحركت بكين ضد الجزيرة.

ومنذ نحو خمس سنوات، تكثف الصين ضغوطها العسكرية والسياسية على تايوان، معتبرة الجزيرة “جزءاً مقدساً” من أراضيها.

في مقابلة مع قناة “فوكس نيوز” من ألاسكا قبيل لقائه بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن محادثة هاتفية مع نظيره الصيني شي جين بينغ، تطرقا خلالها إلى ملف تايوان. وأكد ترامب أن شي أخبره بعدم نية بكين بشن أي عملية عسكرية ضد الجزيرة خلال فترة رئاسته، لكنه حذره قائلاً: “أنا صبور، والصين صبورة أيضاً”.

ردت وزارة الخارجية التايوانية على تصريحات ترامب، وقالت تايوان يجب أن تعتمد على نفسها لضمان أمنها، وقال المتحدث هسياو كوانغ وي: إن الحكومة تراقب عن كثب التفاعلات بين كبار المسؤولين الأمريكيين والصينيين، وأضاف “يجب أن يتحقق أمن تايوان من خلال جهودها الذاتية، ولذلك كرست بلادنا نفسها لتعزيز قدراتها على الدفاع عن نفسها وصمودها. وستواصل بلادنا العمل الجاد لتحقيق ذلك”.

في المقابل، أعادت الخارجية الصينية التأكيد على أن “مسألة تايوان شأن داخلي” يجب أن يقررها الشعب الصيني، مشددة على أن عودة الجزيرة إلى الصين “جزء من النظام الدولي لما بعد الحرب العالمية الثانية”.

المتحدثة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ ردت على تصريحات رئيس مكتب الشؤون الخارجية لمنطقة تايوان الصينية، والتي قال فيها إنه بعد الحرب العالمية الثانية، حلت “معاهدة سان فرانسيسكو” محل البيانات السياسية مثل “إعلان القاهرة” و”إعلان بوتسدام”، وإن المعاهدة لم تُسلّم تايوان إلى جمهورية الصين الشعبية، وقالت إن الوثائق الدولية، من “إعلان القاهرة” إلى “إعلان بوتسدام”، ووثيقة استسلام اليابان، وغيرها تثبت سيادة الصين على تايوان، ووصفت أي محاولة لتشويه الحقائق بأنها “خطابات مشوهة ومضللة”.

وفي تقرير نشرته صحيفة نيزافيسيمايا الروسية طرح فيه الكاتب فلاديمير سكوسيريف تساؤلات حول ما إذا كانت تصريحات ترامب تعكس تغيراً في الموقف الصيني من تايوان وهل بكين تراجعت فعليا عن استخدام القوة في مضيق تايوان.

وأوضح التقرير أن موعد المحادثة بين الرئيسين الأميركي والصيني ظل غامضاً، بينما تجنبت السفارة الصينية في واشنطن الإشارة إلى المحادثة بين الرئيسين وذلك في البيان التي أصدرته يوم الجمعة الماضي والتي طالبت فيه الحكومة الأميركية الالتزام بمبدأ الصين الواحدة، والتعامل بحكمة مع القضية التايوانية، والحفاظ على الاستقرار في مضيق تايوان”.

رئيس مركز دراسات آسيا والمحيط الهادي في معهد بريماكوف، ألكسندر لومانوف، اعتبر أن تصريحات شي “صحيحة وليست ملفقة”، موضحاً أن بكين لا ترغب في اندلاع أزمة في مضيق تايوان خلال السنوات الثلاث المقبلة، قبل المؤتمر الـ21 للحزب الشيوعي في خريف 2027، والذي يتطلب “مناخاً من الاستقرار والتماسك”، وفقاً للصحيفة.

وكان وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث قد اتهم الصين خلال مؤتمر الأمن في سنغافورة (شانغريلا) بالتدرب على غزو تايوان. وردت بكين سريعاً محذرة واشنطن من “اللعب بالنار” عبر استخدام ورقة تايوان لكبح صعودها.

وأشار لومانوف إلى أن رفض واشنطن السماح للرئيس التايواني لاي تشينغ-تي بالهبوط في نيويورك أثناء جولته بأميركا اللاتينية يعكس رغبة ترامب في مراعاة “حساسيات بكين”، ويشير إلى تراجع القلق الصيني من احتمال اندلاع أزمة في مضيق تايوان نتيجة لذلك.

وفي ما يتعلق بالعوامل التي تدفع الصين لإجراء عديد من المناورات العسكرية قرب تايوان وحولها، أشار لومانوف إلى أن الوضع لم يتغير، فالحكومة التايوانية ترفض الحوار ضمن إطار مفهوم “الصين الواحدة”، في حين يسعى الحزب الحاكم لتعزيز استقلال الجزيرة تدريجيا.

رغم الأجواء السياسية التي توحي بتهدئة مؤقتة، يرى مراقبون أن احتمالات الصدام العسكري تبقى مطروحة، ودعا موقع “وور أون ذا روكس” الأميركي إدارة ترامب إلى تعزيز حضورها العسكري في المحيطين الهندي والهادي، مؤكداً أن واشنطن يجب أن تحافظ على حرية الحركة في حال أقدمت بكين على غزو الجزيرة، حسب التقرير.

آخر الأخبار
قطرة دم.. شريان حياة  الدفاع المدني يجسد أسمى معاني الإنسانية  وزير السياحة يشارك في مؤتمر “FMOVE”  التحول الرقمي في النقل: إجماع حكومي وخاص على مستقبل واعد  وزير النقل لـ"الثورة": "موف" منصة لتشبيك الأفكار الريادية وتحويلها لمشاريع      تنظيم شركات المعلوماتية السورية  ناشطو "أسطول الصمود" المحتجزين يبدؤون إضراباً جماعياً عن الطعام حوار مستفيض في اتحاد العمال لإصلاح قوانين العمل الحكومي مناقشات استراتيجية حول التمويل الزراعي في اجتماع المالية و"IFAD" الشرع يبحث مع باراك وكوبر دعم العملية السياسية وتعزيز الأمن والاستقرار العميد حمادة: استهداف "الأمن العام" بحلب يزعزع الاستقرار وينسف مصداقية "قسد" خطاب يبحث في الأردن تعزيز التعاون.. و وفد من "الداخلية" يشارك بمؤتمر في تونس حضور خافت يحتاج إلى إنصاف.. تحييد غير مقصود للنساء عن المشهد الانتخابي دعم جودة التعليم وتوزيع المنهاج الدراسي اتفاق على وقف شامل لإطلاق النار بكل المحاور شمال وشمال شرقي سوريا تمثيل المرأة المحدود .. نظرة قاصرة حول عدم مقدرتها لاتخاذ قرارات سياسية "الإغاثة الإسلامية" في سوريا.. التحول إلى التعافي والتنمية المستدامة تراكم القمامة في مخيم جرمانا.. واستجابة من مديرية النظافة مستقبل النقل الرقمي في سوريا.. بين الطموح والتحديات المجتمعية بعد سنوات من التهجير.. عودة الحياة إلى مدرسة شهداء سراقب اتفاقية لتأسيس "جامعة الصداقة التركية - السورية" في دمشق قريباً