الثورة- نور جوخدار:
مع اختتام اجتماعات الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من زعماء أوروبيين في واشنطن بدأت الترتيبات لعقد قمة سلام ثنائية بين الرئيسين الروسي والأوكراني على أن تتبعها قمة ثلاثية يشارك فيها ترامب بنفسه، مما تزايدت التساؤلات أين ستعقد القمة هل في دولة أوروبية أو دولة عربية؟.
في تقرير نشرته صحيفة غازيتا الروسية أشارت فيه إلى أن مكان اللقاء لا يزال محل نقاش، فقد اقترحت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجا ميلوني أن يعقد في روما، بينما طرح الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مدينة جنيف، ووفقاً لمصادر قناة سكاي نيوز أبدى كل من زيلينسكي وترامب موافقتمها بروما أو الفاتيكان، في حين يرجح أن يفضل بوتين جنيف.
وأكد وزير الخارجية السويسري إغنازيو كاسيس استعداد بلاده لاستضافة القمة ومنح الرئيس الروسي حصانة رغم صدور مذكرة توقيف بحقه من المحكمة الجنائية الدولية، شرط أن يحضر في إطار مؤتمر سلام، كما عرضت كل من إيطاليا وسويسرا استعدادهما لاستضافة اللقاء، كما أن دبلوماسيي الاتحاد الأوروبي يدرسون مواقع أخرى محتملة، من بينها بودابست وهلسنكي.
في المقابل، صرحت سفارة روسيا في المجر بأنها لا تمتلك أي معلومات حول التحضيرات لعقد لقاء محتمل بين الرؤساء الثلاثة في بودابست.
صحيفة ملييت التركية تحدثت عن احتمال عقد القمة في مطار أتاتورك بإسطنبول نظراً لموقعه الاستراتيجي وتجهيزاته الأمنية العالية والإعلامية، إضافةً إلى خبرة تركيا السابقة في استضافة جولات تفاوض بين موسكو وكييف.
وفي السياق، طرحت النائبة العامة السابقة لشبه جزيرة القرم ناتاليا بوكلونسكايا عقد القمة على الأراضي القرمية، معتبرة أنها “أرض شهدت أحداثاً تاريخية عالمية تمثل بداية عصور وتغيرات جديدة.
وعرض المستشار النمساوي كريستيان شتوكر استضافة الاجتماع، مذكراً بـ”التقليد الطويل” لفيينا في احتضان المفاوضات الدولية، حيث تستضيف المدينة مقار العديد من المنظمات مثل أوبك والوكالة الدولية للطاقة الذرية ومنظمة الأمن والتعاون في أوروبا.
لكن في المقابل، يرى مراقبون أن الكرملين قد لا يقبل بهذين الخيارين، خاصة أن موسكو لم تعد تنظر إلى سويسرا كدولة محايدة بعد انضمامها للعقوبات الأوروبية ضد روسيا، كما أن العلاقات بين موسكو وفيينا تدهورت بشكل كبير خلال السنوات الأخيرة.
إلى جانب المقترحات الأوروبية، برزت أسماء دول عربية عدة، مثل السعودية التي لعبت دورا في الوساطة وعمليات تبادل الأسرى بين الجانبين، ، كما استضافت جولة مفاوضات بين الوفدين الروسي والأمريكي، فيما رُشحت الإمارات بفضل علاقاتها مع موسكو من جهة وشراكاتها الاستراتيجية مع الغرب من جهة أخرى، ودورها في ملفات إنسانية مشابهة، كما برزت قطر بوصفها صاحبة خبرة في الوساطات الدولية المعقدة مثل الملف الأفغاني.
بالتوازي مع النقاش حول مكان القمة، برزت قضية “تبادل الأراضي” بين روسيا وأوكرانيا كأحد الملفات المطروحة خلال لقاء ترامب وزيلينسكي في البيت الأبيض. فقد عرضت خريطة تُظهر المناطق الخاضعة لسيطرة موسكو، لكن زيلينسكي اعترض على النسب المئوية الواردة فيها، مؤكداً أن مسألة الأراضي “لن تُحسم إلا بين كييف وموسكو”.
تعود فكرة “تبادل الأراضي” إلى صيف 2024 حين سيطرت القوات الأوكرانية على مناطق في مقاطعة كورسك الروسية، غير أن موسكو استعادت تحرير المقاطعة بمساندة قوات كورية شمالية والتقدم نحو فرض منطقة عازلة في مقاطعة سومي الأوكرانية، ما أنهى آمال كييف باستخدام ورقة كورسك في المفاوضات.