الثورة – وفاء فرج:
ازرعوا الفطر المحاري ولو تحت الدرج، أو بسقيفة الحمام، أو بخندق في الحديقة، هو بديل آمن للحم، ويمكن ان يكون مشروعاً ناجحاً جداً بتكاليف بسيطة، كل كيلو تبن يعطي كيلو فطر، ومدة المشروع من البداية للنهاية من ٤٥ -٦٠ يوماً، ويبدأ جني المحصول بعد أقل من شهر من الزراعة، وبالتالي السؤال المطروح، فما هي الأهمية الاقتصادية لهذه الزراعة وكيفية زراعتها؟.
الخبير الزراعي والتنموي أكرم عفيف أوضح لـ”الثورة”: أنه تم العمل على زراعة الفطر المحاري منذ فترات طويلة وبدأت زراعته بالعام 2007.
ويضيف: مع بداية 2011 وبداية الأزمة السورية كان لدي القناعة مثل الكثير من الناس أن الأزمة ستطول وستنعكس على الأمن الغذائي، وبالتالي كان علينا البحث عن بدائل للحم، فكان هناك تربية الفري بالأقفاص، وأخيراً تم أخذ القرار والعمل على زراعة الفطر المحاري، الذي يعتبر بديلاً آمناً عن اللحم للمصابين بأمراض الكولسترول وشحوم وجلطات وأمراض القلب،إذ يعتبر تناول اللحوم العادية أحد أهم أسبابها، إضافة إلى أن الفطر المحاري مفيد لمرضى السرطان كونه قلوي، وبالتالي من أجل كل هذه العوامل تم اختيار الفطر المحاري كون مستلزماته متوفرة في سوريا بدءاً من التبن وأكياس النايلون وغيرها.
تكاليف قليلة
وبين أنه لا يحتاج لمواد مستوردة وتكاليفه قليلة جداً لا تتجاوز للكيلو بين 7- 8 آلاف ليرة سورية، ويباع في السوق بين 40- 50 ألف ليرة، إضافة إلى سهولة التعامل زراعياً مع الفطر، إذ يمكن وضعه في مكان مظلم ورطب، وفي أي مكان يمكن أن يزرع، وحتى ضمن الحديقة بحفر خندق.
ونوه بأنه يتوجب تحقيق بعض الشروط حسب الأماكن في سوريا، فهناك أماكن بعد الشهر العاشر وقبل نهاية الرابع، إذ تتوقف الزراعة، وأماكن أخرى يمكن أن يمتد فترات أطول كون الجو بارد إذ تكون درجة الحرارة تحت 25 درجة وفوق 10 درجات مئوية، وبالتالي الظروف ملائمة لزراعة الفطر المحاري.
وبين عفيف أن الناس أحبت هذه الزراعة فتوجهت لها، إلا أنه كان هناك مشكلة أن الناس ليس بمقدورها تأمين المستلزمات الزراعة من تبن وليس لديها مكان، وبالتالي هذه المشكلة تم تحويلها لمشروع فرصة، الذي كان في أثنائها تكلفته 200 ألف ليرة سورية، ويحقق كل يوم 100ألف ليرة كحد أدنى، وأعتقد أن اليوم التكلفة أكبر، إلا أنه يحقق مبالغ أكبر.
وأوضح أن المشروع يتضمن تجهيز أكياس محصنة ومن ثم بيعها وتحقيق ربح معين، وفي حال قام بتحضير 100كيس باليوم، فإنه يحقق 200 ألف ليرة باليوم.
الليرة تتضاعف
ولفت عفيف إلى أهمية المشروع ومردوده الكبير، فالليرة تتضاعف وهو من ضمن المشاريع المرغوبة، وقال: أشجّع الناس على هذه الزراعة، والأبواب متوفرة في سوريا،إذ ينتج اتحاد غرف الزراعة والبحوث العلمية الزراعية ومخابر خاصة أيضاً، مبدياً استعداده ضمن مبادرة المشاريع الأسرية، ومجموعة الفطر المحاري لمساعدة أي واحد يحتاج إلى الخبرات في منطقته، وتقدم الخبرات والاستشارات مجاناً.
وأوضح أنه حتى الآن لم يتم التصدير في سوريا كون إنتاجه واستهلاكه في الخارج أكثر، وحتى إن استهلاكه داخلياً غير شعبي، ولذلك هذا الأمر يحتاج لمساعدة الإعلام في تسليط الضوء على أهميته الاستهلاكية الغذائية والاقتصادية، نتيجة انخفاض تكاليف إنتاجه وظروف إنتاجه أسهل من الفطر المشروم، أو عش الغراب، أو غيره، وبالتالي لابد من العمل عليه حتى يتحول ويتم ربطه بسلسلة الإنتاج وبالسوق الداخلية والخارجية، التي يجب العمل عليها، موضحاً أننا ما زلنا في البدايات وهي جيدة، والناس بدأت بإنتاج الفطر المحاري في منازلها.