الثورة – جهاد الزعبي:
“أبشري حوران” مبادرة تطلقها محافظة درعا لإقامة المشاريع الاستثمارية والخدمات، والدفع بها نحو الأمام بعد الدمار الذي حصل لها خلال سنوات الثورة.
النهوض بالواقع الاستثماري والتنموي
تتركز أهمية المبادرة التي سيتم من خلالها دعوة رجال الأعمال على النهوض بالواقع الاستثماري والتنموي بالمحافظة كونها تمتلك معبراً حدودياً مع الأردن، وتنتج كميات كبيرة من الخضار المتنوعة، والمواقع الأثرية والسياحية ولديها أيد عاملة مدربة وقريبة من العاصمة دمشق.
المواطن عابد بردان قال لصحيفة الثورة: درعا لم تكن يوماً هامشاً في معادلة سوريا، بل بوابة وطنية وجغرافية وثقافية لا غنى عنها، لذلك لابد من توجيه الاستثمارات نحوها.
وطالب الدكتور في كلية الاقتصاد محمد فقيه بوضع رؤية اقتصادية عملية تنهض بالمحافظة، وتعالج جذور الركود، وتقدّم فرصاً حقيقية للمستثمرين، وذلك عبر عدة معطيات:
*تحويل معبر نصيب الحدودي من ممر للعاصمة إلى محور تجاري، ومركز لوجستي، ومحطة لحاويات النقل، والتخليص الجمركي، وخدمات النقل والشحن، وزيادة الاستثمارات في المنطقة الحرة السورية الأردنية.
كما أنها تفتقر إلى مدينة صناعية وزراعية فاعلة، وبحاجة إلى إقامة مشاغل للصناعات الخفيفة و ورش الصيانة .
بالأرقام
أكد المزارع ماهر برمو على أهمية إقامة سوق هال مركزي مشترك ينصف الفلاح من جشع التجار وحلقة الوسيط
منوهاً بأن الفلاح يبيع البندورة بـ 1500 ليرة، والتاجر يبيعها بـ 4000 في دمشق، والفارق الكبير بالسعر يذهب للوسيط، لا للمنتج.
وتنتج المحافظة 400 ألف طن بندورة و80 ألف طن البطاطا، و12 ألف طن بصل وثوم، و30 ألف طن رمان، و25 ألف طن عنب، وعشرات الآلاف من الأطنان من الخضار المتنوعة، مثل الخيار والكوسا، والفليفلة والباذنجان ، والفواكه مثل الدراق والخوخ والمشمش ، وهي تغذي عدة محافظات بالخضار الصيفية والشتوية.
السياحة والآثار
وقال الآثاري ياسر أبو نقطة أن المواقع الأثرية ثروة منسية، مؤكداً أن درعا تضم آثاراً عظيمة، مثل: بصرى الشام، ومدرج درعا البلد، ومسيكة، وتل شهاب، وزيزون، ووادي اليرموك، وإزرع.. لكنها بلا استثمار ولا تخديم، ولا ترويج، ولا صيانة.
وأضاف: من الضروري ترميم المواقع الأثرية والسياحية وتحويلها لمناطق تنموية، وإطلاق منتجعات واستراحات شعبية ريفية في المناطق السياحية، وتأهيل أدلة سياحيين، وتثبيت لوحات تعريفية للمواقع السياحية والأثرية.
وفي مجال التعليم العالي والاستثمار في العقل أفاد محمد كيوان، أن درعا خرّجت نخباً علمية مشهود لها، لكن العمل الأكاديمي فيها فردي ومبعثر، ولهذا لا بد من ترخيص جامعات عامة وخاصة بمستوى عالمي، وتحسين وضع الكليات الجامعية الحالية وزيادة عدد الكليات بما يتناسب مع حاجة المحافظة، ودعم مراكز أبحاث علمية زراعية وطبية تخدم خصوصية المنطقة.
عوامل جذب
ولجذب المستثمرين ورجال الأعمال “الحورانة” قال المستثمر المهندس قاسم المسالمة: رأس المال الحوراني يُضخ في دمشق، لا في درعا لعدة أسباب، وأهمها الأمن والأمان، والقرب من سوق التصريف.. لذلك لابد من تقديم حوافز قانونية وضريبية لجذب المستثمرين أبناء المحافظة، وتوفير تسهيلات في الترخيص وتثبيت بيئة قانونية شفافة.
وأشار إلى أن الإدارة في درعا كما باقي المحافظات لا تزال تعمل بعقلية “المكتب والراتب”، والخبرات غائبة، والمبادرة معدومة.
وطالب بإعادة هيكلة وتأهيل الجهاز الإداري في دوائر المحافظة، واعتماد الكفاءة أساسا للتعيين، لا الولاء، وجذب المستثمرين عبر إعفاءات ومميزات، ووضع خريطة استثمارية متكاملة للمحافظة، وكذلك تسهيل إجراءات الترخيص للمنشآت الصناعية والحرفية.
درعا.. لا تطلب شفقة، بل بيئة استثمار عادلة، فمن يستثمر في مستقبل سوريا يجب أن يبدأ من درعا بوابتها الجنوبية بميزاتها الفريدة “أبشري حوران” مبادرة تستحق الدعم.