تختتم اليوم الأربعاء منافسات ذهاب الدور ربع النهائي من النسخة الـ 64 من دوري أبطال أوروبا لكرة القدم بإجراء مباراتين في ملعبي أولد ترافورد في مانشستر ، ويوهان كرويف أرينا في أمستردام، حيث تتطلع أندية برشلونة الإسباني ومانشستر يونايتد الإنكليزي وجوفنتوس الإيطالي وأجاكس أمستردام الهولندي لتحقيق الفوز وقطع خطوة نحو النهائي الذي سيستضيفه ملعب (واندا ميتروبوليتانو) في مدريد، وحمل الكأس ذات الأذنين خلفاً لريال مدريد، بطل النسخ الـ 3 الماضية والذي ودّع البطولة من ثمن النهائي. وفي ربع النهائي تنافست 4 فرق إنكليزية ( ليفربول ومانشستر يونايتد ومانشستر سيتي وتوتنهام هوتسبير) وآخر إسباني (برشلونة) وهولندي (أجاكس) وإيطالي (جوفنتوس) وبرتغالي (بورتو).وإنكلترا هي الدولة الوحيدة التي تضمن وجودها في نصف النهائي، حيث تضمن مواجهة توتنهام ومانشستر سيتي تأهل فريق إنكليزي على الأقل لهذا الدور. منافسات ذهاب ربع النهائي انطلقت أمس وتستكمل اليوم، حيث يحل برشلونة ضيفاً على مانشستر يونايتد في أول مواجهة تجمع هذين العملاقين منذ ثمانية أعوام. وبرشلونة، هو الصامد الوحيد بين الفرق الإسبانية في البطولة التي سبق وتوّج بها 5 مرات آخرها في 2015، وهذا الموسم يحلم الفريق الكاتالوني بالتتويج بثلاثية الدوري الإسباني وكأس الملك والتشامبيونزليغ. ولمواصلة الطريق نحو النهائي القاري، على برشلونة أن يفك النحس الذي لازمه على ملعب أولد ترافورد الذي لم يفز عليه في آخر 6 مباريات. أما مانشستر يونايتد، الذي أحياه النرويجي أولي غونار سولسكاير، بعدما تولى تدريبه خلفاً للبرتغالي جوزيه مورينيو، فيأمل في زيادة عدد ألقابه بالبطولة الأوروبية الأعرق على مستوى الأندية إلى 4، كما يتطلع للثأر من برشلونة الذي خسر أمامه آخر نهائي له بالبطولة عام 2011.
وفي نفس الوقت يحل جوفنتوس ضيفاً على أجاكس في ملعب يوهان كرويف بالعاصمة الهولندية، علماً بأن مشاركة النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو، مع جوفنتوس مازالت محل شك.فكريستيانو أصيب مع منتخب بلاده في تصفيات كأس الأمم الأوروبية وقد يغيب عن مواجهة أجاكس الذي أطاح بحامل اللقب ريال مدريد. وتجمع هذه المباراة أجاكس واليوفي لأول مرة منذ 16 عاماً.وبتأهله لربع النهائي بات جوفنتوس على بعد خطوة من بلوغ نصف النهائي الثالت له في آخر 5 أعوام، في حين أن أجاكس لم يبلغ هذا الدور منذ موسم 1996/1997.
ويشعر جوفنتوس، بأن الفرصة سانحة هذا الموسم، لتحقيق حلم عشاق النادي من خلال الفوز بلقب دوري أبطال أوروبا للمرة الأولى في الألفية الحالية، ولاسيما أنه يملك من الإمكانيات ما يمكنه من الذهاب بعيداً في البطولة. ووصل جوفنتوس إلى الدور ربع النهائي بعد تخطيه أتلتيكو مدريد بمجموع مباراتي الذهاب والإياب 3/2، وفي الوقت ذاته فإن الفريق المضيف الذي أقصى حامل اللقب ريال مدريد من ثمن النهائي، لديه ما يشغل باله أيضاً. وتمكن المدرب إريك تن هاغ هذا الموسم من الوصول إلى توليفة شابة مناسبة يمكنها المضي قدماً والمنافسة على الألقاب، مطعمة ببعض عناصر الخبرة التي تقدم بدورها الإفادة اللازمة للنجوم الواعدة.لكن تن هاغ متخوف بعض الشيء من إمكانية توخي لاعبيه للحذر المبالغ فيه في القسم الأول من معركة جوفنتوس، خصوصاً هؤلاء الذين يبعدون عن عقوبة الإيقاف والغياب عن لقاء الإياب بمسافة بطاقة صفراء واحدة. ويخوض أجاكس اللقاء الأول بغياب المغربي نصير مزراوي للإيقاف، وهو غياب يمكن تداركه في الخط الدفاعي، لكن هناك 5 لاعبين لن يغامروا كثيراً في هذا اللقاء، نتيجة خوفهم من الغياب عن مباراة الإياب في تورينو. اللاعب الأول هو قائد الفريق وقلب دفاعه ماتياس دي ليخت (20 عاماً) الذي يتمتع بطول فارع (189 سم)، وإتقان شديد لعمليات الرقابة الفردية، علماً بأن تقارير صحفية ربطت اسمه بالانتقال إلى برشلونة الذي سيلعب له في الموسم المقبل، زميل دي ليخت وقائد وسط أجاكس فرانكي دي يونغ. وهناك أيضاً المخضرم دالي بليند الذي استعاد نجوميته بعد تجربة غير ناجحة مع مانشستر يونايتد، والأمر نفسه ينطبق على الظهير الأيسر الآخر، الدولي الأرجنتيني نيكولاس تاغليافيكو، الذي ينافس بليند على موقع في التشكيلة الأساسية. ويبقى نجم الوسط صاحب الأدوار الهجومية حكيم زياش عنصراً لا غنى عنه في تشكيلة أجاكس، وغيابه عن مباراة الإياب سيشكل ضربة مؤلمة للفريق الهولندي الساعي للفوز بلقبه القاري الأول منذ عام 1995.
وفيما يتعلق بمباراة البارسا ومان يونايتد، تحول ليونيل ميسي نجم برشلونة إلى الجلاد الأكبر للأندية الإنكليزية في منافسات دوري أبطال أوروبا، لكونه أكثر لاعب سجل أهدافاً في مرمى الإنكليز في تاريخ بطولة الكأس ذات الأذنين. وهز ميسي شباك أندية البريميرليغ 22 مرة في 30 مباراة أمام أندية آرسنال، تشيلسي، مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي وأخيراً توتنهام هوتسبير في مرحلة المجموعات بالموسم الجاري. في المقابل كان الساحر الأرجنتيني عاجزاً عن هز شباك ليفربول في مباراتي الفريقين بدور الـ16 لموسم 2006/2007. وبات أمام ميسي فرصة لزيادة رصيده في شباك الأندية الإنكليزية عندما يحل فريقه ضيفاً على مانشستر يونايتد ، كما يطمع أيقونة البارسا في ترك بصمة بملعب أولد ترافورد الذي لم يسبق أن هز شباكه. وزار ميسي معقل مانشستر يونايتد مرة واحدة في قبل نهائي دوري الأبطال لعام 2008، والتي انتهت بفوز مانشستر يونايتد 1/0.إلا أن النجم الأرجنتيني سبق أن سجل هدفين خلال 4 مواجهات ضد المان يونايتد، ولكن في ملاعب محايدة، أولهما في نهائي البطولة لعام 2009 والذي أقيم في ملعب الأولمبيكو، والثاني في نهائي نسخة 2011 الذي أقيم في ملعب ويمبلي.
في المقابل، تلقى اليونايتد هدية من إسبانيا، ترشده إلى كيفية هز شباك البارسا. وربما منحت مواجهة فياريال وبرشلونة، التي أقيمت الثلاثاء الماضي، الأمل للنرويجي أولي غونار سولسكاير، مدرب اليونايتد. ورغم تفوق برشلونة بهدفين في بداية المباراة، إلا أن الفريق الكناري نجح في العودة وتسجيل 4 أهداف متتالية، ليتقدم على البارسا 4/2 ،وأدرك برشلونة التعادل في الدقائق الأخيرة من المباراة. وحملت الأهداف الـ4 التي سجلها فياريال بشرى سارة لمانشستر يونايتد، قبل موقعة أولد ترافورد، تؤكد أن الطريق إلى شباك الحارس الألماني مارك أندريه تير شتيغن، ليس صعباً كما كان يعتقد. ويأمل رجال سولسكاير في محاكاة الغواصات الصفراء، بالوصول إلى شباك تير شتيغن أكثر من مرة، مع تجنب تلقي الفريق لأهداف على ملعبه، للذهاب إلى نيوكامب في الإياب بأفضلية للتأهل. ويقف ميسي بقوته العاتية أمام أحلام الفريق الإنكليزي، إذ يشهد الموسم الحالي تألقاً لافتاً للدولي الأرجنتيني على كافة المستويات.
ولا يتوقف البرغوث عن هز شباك الخصوم، مهما بلغت قوتهم، باستثناء بعض المباريات القليلة، لاسيما أمام ريال مدريد، في الموسم الحالي. دون ذلك، بات ميسي مصدر قلق دائم لكافة المنافسين، محلياً وأوروبياً، إذ يملك حتى الآن 43 هدفاً خلال مشاركته في 40 مباراة مع الفريق الكاتالوني بكل البطولات. ولا يتوقف تألق ميسي، على الجانب التهديفي، بل هناك تمريراته الحاسمة، التي بلغت 18 هذا الموسم، ليشارك فعلياً في 61 هدفاً مع البارسا. وتبقى المعادلة الصعبة أمام سولسكاير وفريقه، هي كيفية إيقاف بطش ميسي داخل أولد ترافورد، والإجابة ينتظرها عشاق الشياطين الحمر قريباً.
التاريخ: الأربعاء 10-4-2019
رقم العدد : 16953