خطوات الجيش إلى الشمال والجزيرة تكمل إستراتيجية التحرير…بين التخبط والإفلاس .. واشنطن تناور بأوراق محروقة.. وأنقرة تتوه في تعرجات إدلب
يبدو ان مؤشرات قرب الحسم العسكري باتت الاقرب الى الواقع في الشمال السوري عقب ارتفاع منسوب التمادي الاميركي السافر واستمرار واشنطن بفرض بطشها على المدنيين وسيطرتها في الجزيرة السورية ومحاولات اردوغان المأزوم باللعب على حبال المناورة والمراوغة هناك بعد اقراره بفشله بشأن تعهداته في منطقة الاتفاق المزعوم بشأن ادلب التي تشهد تصعيداً يومياً من قبل ارهابيي «جبهة النصرة» ادوات عدوانه ، ليبقى ملفا الجزيرة السورية وادلب رهن الارادة السورية التي دحرت الارهاب في اكثر من مكان على الجغرافيا السورية وستسكمل انتصاراتها وبات تخليص المنطقتين من بطشهم وارهابهم مجرد وقت.
في هذا الاطار وبعد ان بات الفشل عنواناً واضحاً لتعهدات اردوغان بشأن ادلب عقب تصريحات الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، التي شدد خلالها على أن تركيا لم تتمكن من تطبيق بنود اتفاق إدلب الذي يمنع وجود «النصرة» الارهابية في منطقة الاتفاق تتكشف تفاصيل تماهي المصالح الارهابية المشتركة لاردوغان المأزوم وحليفته الارهابية «النصرة» من خلال قيام قوات النظام التركي المحتلة بتسيير دورية عسكرية لها في إدلب، بمرافقة سيارات تابعة لـ»جبهة النصرة» و»فيلق الشام» الارهابيين.
وكانت قد عرقلت سابقاً «جبهة النصرة» تسيير الدوريات التركية في إدلب، بسبب عدم التنسيق معها وعدم إخبارهم بمسارها، وفيما بعد سمحت «النصرة» للقوات التركية المحتلة بإعادة تسيير دورياتها شرط أن تخبرهم بتوقيتها والطريق الذي ستسلكه.
في المقابل يتواصل مسلسل الاغتيالات والتفجيرات بين الفصائل الارهابية المسلحة في إدلب التي يدفع ثمنها المدنيون وترتفع معها وتيرة التفجيرات الملغومة التي تطول تحالف واشنطن المزعوم في الجزيرة السورية، حيث سجل أمس ثلاثة انفجار بعبوات ناسفة في محافظة إدلب، بعد يوم من تسجيل أربعة تفجيرات في مدن رئيسية عدة في المحافظة.
كما استهدفت سيارة مفخخة دورية لـ»التحالف الدولي» على الطريق الواصل بين ناحية الشدادي وبلدة الـ 47 الواقعة جنوبي مدينة الحسكة شرق الفرات ، دون وقوع قتلى أو إصابات بين عناصر «التحالف الدولي» حسب مزاعم التحالف الارهابي، وفي وقت سابق تعرضت مجموعة تابعة لـ»التحالف الدولي» لتفجير في مدنية منبج شمالي سورية تسبب بوقوع قتلى في صفوف المجموعة.
وسط هذه التطورات التي تكشف حجم التخبط التركي في ادلب وهزيمة تحالف واشنطن المزعوم شرق الفرات طفا على السطح مجدداً الخلاف التركي الروسي بشأن المسارات التي ينبغي اتخاذها من قبل اردوغان لإنهاء الوضع القائم في إدلب واتضح ذلك خلال المؤتمر الصحفي المشترك الذي جمع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في روسيا أمس الاول ، حيث بدا الافلاس التركي واضحاً من خلال طرح اردوغان المأزوم الذي يخفي تحته نيات خبيثة بعيدة المنال بتطبيق نموذج جرابلس وعفرين في إدلب الذي كان خارجاً عن كل السياقات السياسية والميدانية القائمة ، فضلاً عن اعترافه بعجزه عن تطبيق تعهداته بشأن ادلب خلال لقائه بالرئيس الروسي عندما زعم أنه بسبب بعض التنظيمات الإرهابية في إدلب عملنا غير سهل، وهناك خطر واقعي لا يزال موجوداً.
على المقلب الآخر يعود مجدداً ملف الجزيرة السورية الى الواجهة وسط معلومات تؤكد أن الدولة السورية وحلفاءها مستعدون لإخراج القوات الأمريكية المحتلة من سورية عبر عمليات عسكرية بعد تمادي اميركا الوقح هناك التي تحتل جزءاً من المنطقة، وتركيا التي تسعى لاستكمال مشروعها التوسعي المفلس.
واكدت مصادر مطلعة ان هذه المعلومات تعتبر بمثابة الانذار الاخير لواشنطن وتركيا وتؤكد قرب انطلاق عملية تحرير الجزيرة السورية ، مشيرة الى ان هذا الامر اتضح قبل أسابيع عندما عقد اجتماع عسكري ثلاثي سوري إيراني عراقي، في العاصمة دمشق وكان فحواه التأكيد أن الدولة السورية وحلفائها مستعدون لإخراج القوات الأمريكية من سورية عبر عمليات عسكرية إذا لزم الأمر.
وما يشير الى ارتفاع حالة الذعر لدى الجانب الاميركي بعد هذه المعلومات قيام القوات الأمريكية بتعزيز تواجدها العسكري في المنطقة حسب مصادر تابعة للتنظيمات الارهابية بأن نحو 100 شاحنة دخلت منتصف ليل الأحد الاثنين تحمل على متنها مساعدات لوجستية وأخرى عسكرية وآليات وعربات، مضيفة أن مدرعتين اثنتين تابعتين لقوات «حلف الناتو» تمت مشاهدتها في قاعدة كوباني في الجزيرة السورية.
بين كل تلك المؤشرات التي تسلط الضوء على الارباك الاميركي التركي أشارت المصادر الى أن الموقف الأمريكي هو الأضعف في الجزيرة السورية كون الجيش العربي السوري وحلفائه متواجدين من الجنوب والغرب، وسط تغطية ودعم روسي لأي تحرك من شأنه إخراج الولايات المتحدة من المنطقة، في ظل حالة من التخبط في القرار الأمريكي حول بقاء أو انسحاب القوات ما يجعل الوجود الأمريكي في نهاياته.
وعليه فان هذه المعلومات تأتي اليوم حسب المصادر في سياق مرحلة الضغط النفسي على الولايات المتحدة قبيل الدخول بالمرحلة العسكرية الميدانية التي ستنهي الوجود الاميركي هناك.
بين الفشل التركي والذعر الاميركي تواصل التنظيمات الارهابية المسلحة صب نار ارهابها الاسود على المدنيين حيث لم تتوقف التنظيمات الارهابية المنتشرة في ريف حماة الشمالي عن خرق اتفاق ادلب والاعتداء على المدنيين بالقذائف الصاروخية.
الثورة- رصد وتحليل
التاريخ: الأربعاء 10-4-2019
رقم العدد : 16953