أعيت ظاهرة شغب الملاعب من يداويها, واستعصت على من يدأب للقضاء عليها واجتثاثها من جذورها,وتنتشر هذه الظاهرة في جميع الدوريات بلا استثناء وعلى رأسها الدوريات الأوروبية, على الرغم من جميع الإجراءات الوقائية والتشدد في فرض العقوبات التأديبية والغرامات المالية,ولايمكن لأحد أن يعتبر الشغب مبرراً أو مقبولاً في حال من الأحوال, لأنه لا يجدي أولاً وله عواقب وخيمة ثانياً,ولا يعكس القيم المجتمعية ثالثاً,وإن كان ردة فعل على الشعور بالغبن أو الظلم التحكيمي, لكنه يأتي عنيفاً , يصيب الروح الرياضية العالية في مقتل.
لا يمكن القضاء على هذه الظاهرة في ملاعبنا قضاءً مبرماً, بل يمكن الحد منها وتطويقها واحتواؤها, والعمل على تغيير تربتها واصلاح مناخها وسلب كل مقوماتها وذرائعها,وتعميم ثقافة الفوز والخسارة بين الجماهير من جهة, وبين اللاعبين والمدربين والإداريين من جهة ثانية, اضافة لتوخي أعلى درجات الحيطة والحذر عند انتقاء الطواقم التحكيمية والمراقبين, وخصوصاً في المباريات الحاسمة, والمباريات التي تجري بين الأندية المتنافسة على القمة أو الساعية للهروب من شبح الهبوط ,ولا ننسى أهمية أو حتمية الحزم في تطبيق اللوائح الانضباطية والتأديبية على اللاعبين والمدربين والإداريين باعتبارهم الشرارة التي تشعل فتيل الشغب.
قد لا يكون الشغب طارئاً على ملاعبنا لكنه مستهجن تعافه النفوس وتمجه القلوب وتستنكره الأفهام, وإن كان في أدنى درجات وجوده وأقلها خطراً, فإن ذلك باعث أكثر صرامة على ملاحقته ومتابعته والنيل منه , قبل أن يتفشى ويتحول من ظاهرة إلى حالة.
مازن أبوشملة
التاريخ: الاثنين 29-4-2019
الرقم: 16966