يؤكد المزارعون بدرعا أن العملية الإنتاجية الزراعية التي انتعشت هذا العام بعد عودة الأمان للمحافظة يعترضها العديد من الصعوبات والمعوقات وهي تتمثل في ارتفاع أسعار الأسمدة والبذار وعدم توافر الكميات اللازمة من المازوت لتشغيل المحركات والآلات الزراعية حيث إن أكثر من 80 بالمئة من هذه المحاصيل الصيفية يتم ريها عن طريق الآبار الارتوازية.
وأشار المزارع محمد محمود إلى أن أسعار مختلف أصناف الأسمدة ارتفعت بشكل كبير ومكلف للفلاحين مثل سماد اليوريا والسوبر فوسفات والأسمدة المعدنية كالفوسفور والبوتاسيوم والمتوازن وذلك في السوق السوداء.
ومن الصعوبات كما يورد المزارع فؤاد أحمد ارتفاع أسعار مادة النايلون التي تستخدم في الأعمال الزراعية الخاصة بالري الحديث إذ يصل سعر الكيلو غرام حوالي 500 ليرة علماً أن حاجة الدونم الواحد المكشوف تزيد على 10 كيلوغرامات والمغطى مايقارب الـ 40 كيلوغرام.
وأردف الفلاح خليل حريري أن عدم توافر الكميات الكافية من مادة المازوت سيؤدي إلى انخفاض المساحات المزروعة وكذلك ارتفاع أسعار مستلزمات الإنتاج سيؤدي إلى عزوف المزارعين عن زراعة أراضيهم مشيراً إلى أن سعر طن بذار البطاطا المستوردة في الوقت الحالي يتجاوز 750 ألف ليرة في السوق السوداء ما يحمل المزارعين تكاليف إضافية تثقل كاهلهم مؤكداً أنه زرع في مشاتله حالياً كميات بذار تقدر قيمتها بنحو 500 ألف ليرة وفي حال عدم توافر مادة المازوت فإن مصيرها سيكون اليباس مطالباً بتأمين المادة للفلاحين في الأوقات المناسبة وتعزيز الرقابة الزراعية على مراكز بيع الأسمدة للتأكد من تقيد أصحابها بالأسعار المحددة حيث يصل سعر الطن أكثر من 400 ألف ليرة بالسوق السوداء.. وأشار حريري إلى أنه سيقوم بتأجير أرضه لعدة سنوات لمزارعين من أصحاب رؤوس الأموال مقابل تركيب طاقة شمسية لتوليد الكهرباء لاستخراج مياه الري وسقاية محصوله وذلك بسبب قلة المحروقات وارتفاع سعرها…
وأشار المزارع علي أحمد إلى أن الصورة الواضحة في بداية هذا الموسم تتمثل بارتفاع ملحوظ بأجور الفلاحة والنقل واليد العاملة والمبيدات الحشرية والعشبية والأسمدة حيث ستصل تكلفة الدونم من البندورة إلى حوالي 150 ألف ليرة والبطاطا أكثر من 300 ألف ليرة والخيار 100 ألف وكذلك الكوسا والباذنجان والفليفلة الأمر الذي يحمل الفلاحين خسائر كبيرة في حال تم تسويق المنتج بأسعار قليلة..
وحول هذا الأمر والإجراءات المتخذة من قبل الجهات المعنية أوضح المهندس محمد فيصل الشحادات رئيس دائرة الإرشاد الزراعي بدرعا أن مديرية الزراعة تعمل بالتعاون مع الجهات المعنية على توفير جميع مستلزمات الإنتاج للفلاحين من خلال منح المزارعين وثيقة التنظيم الزراعي الذي يتم بموجبه الحصول على الأسمدة والبذار بأسعار مدعومة والاستفادة من الدعم الزراعي الذي يقدمه صندوق دعم الإنتاج الزراعي بما يسهم في تخفيف الأعباء المالية على الفلاحين.
وفي هذا المجال يؤكد محمد الجندي رئيس مكتب الشؤون الزراعية في اتحاد فلاحي درعا أن الاتحاد يتواصل مع كافة الجهات المعنية بالمحافظة وهناك اهتمام كبير من المحافظة والزراعة لتوفير مستلزمات العملية الإنتاجية والوقود اللازم في الأوقات والمواعيد المناسبة لافتاً إلى التعاون مع مديرية الزراعة لمتابعة ومراقبة مختلف المحاصيل الزراعية .
وأوضح مدير فرع إكثار البذار بدرعا المهندس غازي الناصيف أن عمليات الاكتتاب على بذار البطاطا شهدت إقبالاً كبيراً من المزارعين هذا العام وتم الاكتتاب حتى تاريخه على حوالي 1863 طناً ويتم بيعها للمزارعين بأسعار مدعومة من الدولة وأقل بكثير من أسعار السوق الخاص وهي من أصناف مضمونة وذات إنتاجية ممتازة…
ومن ناحية أخرى أكد مديرو فروع المصارف الزراعية بدرعا أن الفروع توزع مختلف أصناف الأسمدة على الفلاحين بموجب التنظيم الزراعي الصادر عن المديرية وفق كميات تحدد حسب جداول الاحتياج وطبيعة الأرض مروية كانت أم بعلية وحسب نوع كل محصول وبالسعر الرسمي وأقل من سعر السوق الخاص بكثير..
درعا – جهاد الزعبي:
التاريخ: الاثنين 26-8-2019
الرقم: 17056