الثورة أون لاين – راغب العطيه :
بعد مفاوضات شاقة ومضنية، وخلافات حادة بين مصر والسودان وإثيوبيا بشأن سد النهضة، كشفت السلطات الإثيوبية، اليوم الخميس تاريخ بدء المرحلة الثانية من ملء السد ،وذلك غداة توافق بين الدول الثلاث على مستوى وزراء الري، حول الخطوات التنفيذية لعملية التفاوض.
وكانت إثيوبيا أعلنت في وقت سابق عن إتمام عملية الملء الأولى لسد النهضة، دون التوصل لاتفاق مع مصر والسودان، ما أثار حفيظة دولتي المصب.
رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد قال :إن المرحلة الثانية من ملء بحيرة السد ستكون في آب المقبل عند موسم الأمطار، حيث يتوقع أن يتم تعبئة 18.4 مليار متر مكعب من المياه.
وأوضح أحمد أن الأعمال التي سيتم تنفيذها من أيلول، وحتى آب المقبل ستكون حاسمة في اكتمال بناء سد النهضة بحلول 2023″.
من جانبه قال المدير العام لمشروع سد النهضة، كيفلي هورو، إن الأعمال الكلية في بناء المشروع وصلت إلى 78% فيما وصلت أعمال الإنشاءات المنفذة إلى 75%.
وأشار هورو، خلال اجتماع للجنة متابعة مشروع السد الذي يتوقع أن يكون أضخم المشاريع الكهربائية في إفريقيا، بحضور رئيس الوزراء، ووزراء الخارجية والري، إلى أن الأعمال الكلية في السد وصلت إلى 78%، فيما وصلت الأعمال الكهروميكانيكية إلى 46.5%، مشيرا إلى أن الأعمال المدنية وصلت إلى 88.8%.
وأوضح أن إجمالي المبلغ الذي أنفق في بناء السد حتى الآن 120 مليار بر إثيوبي أي قرابة 3 مليارات و287 مليونا و671 ألف دولار.
وكانت مفاوضات سد النهضة قد شهدت أمس الأربعاء توافقا بين مصر والسودان وإثيوبيا على مستوى وزراء الري، حول الخطوات التنفيذية لعملية التفاوض وبدأت لجنة مصغرة في تجميع المقترحات لعرضها على وزراء الري في الدول الثلاث.
وتم الاجتماع بحضور مراقبين من الدول الأعضاء بهيئة مكتب الاتحاد الأفريقي والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، وخبراء مفوضية الاتحاد الإفريقي، وذلك استكمالا للمفاوضات بهدف الوصول إلى اتفاق ملزم بخصوص ملء وتشغيل سد النهضة الإثيوبي.
وبحسب البيان الصادر عن وزارة الري المصرية فقد توافق الوزراء على الخطوات التنفيذية لعملية التفاوض الحالية، حيث بدأت لجنة مصغرة مكونة من عضو فني وعضو قانوني من كل دولة، وبحضور المراقبين والخبراء في تجميع المقترحات في مسودة واحدة على أن تواصل عملها وعرض المسودة على السادة وزراء المياه في الدول الثلاث يوم الجمعة المقبل”.
وتجري المفاوضات الحالية بهدف التوصل لتوافق حول النقاط الخلافية، وإعداد تقرير لعرضه على رئيس جنوب أفريقيا بوصفه الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي يوم 28 آب الجاري.
وانتهت قمة أفريقية مصغرة ضمت كلا من مصر والسودان وإثيوبيا، وجنوب أفريقيا، إلى استمرار المفاوضات تحت مظلة الاتحاد الأفريقي.
من جهة أخرى قال مصدر سوداني رفيع اليوم الخميس: إن اللجان الفنية في السودان ومصر وإثيوبيا ستنخرط في وقت لاحق في مناقشات بهدف دمج مقترحات الدول الثلاث في مسوّدة واحدة.
وأضاف المصدر الذي فضّل عدم الكشف عن اسمه أن هذه المقترحات سيتم صياغتها في اتفاق، على أن يتم عرضه على الاتحاد الأفريقي، نهاية الأسبوع المقبل.
وبدأت إثيوبيا في تشييد سد النهضة على النيل الأزرق منذ عام 2011، بهدف توليد الكهرباء، وتخشى مصر من تأثير السد على حصتها من المياه، والتي تتجاوز 55 مليار متر مكعب سنويا، تحصل على أغلبها من النيل الأزرق.
وتتمسك مصر بحقوقها التاريخية في مياه نهر النيل، وبالقرارات والقوانين الدولية في هذا الشان، وترفض أي إجراءات أحادية تمضي فيها أديس أبابا، وتطالب إثيوبيا بضرورة الالتزام بمبادئ القانون الدولي