الثورة أون لاين- ظلال غصون :
بعد الصفعة القوية التي تلقتها الولايات المتحدة في مجلس الأمن الدولي الذي رفض مشروع قرارها بشأن تمديد حظر تصدير السلاح لإيران، وهو ما وضع أميركا في عزلة دولية غير مسبوقة، يحاول الرئيس دونالد ترامب اليوم الالتفاف على القرار الدولي، من خلال محاولة تفعيل آلية قانونية مثيرة للجدل على أمل أن تفرض على مجلس الأمن إعادة كل العقوبات ضد إيران، الأمر الذي من شأنه القضاء نهائيا على الاتفاق النووي الموقع في 2015 مع طهران.
ترامب قال في هذا السياق أنه طلب من وزير الخارجية مايك بومبيو “إبلاغ مجلس الأمن الدولي بأن الأمم المتحدة تنوي إعادة فرض كل عقوبات الأمم المتحدة على إيران عمليا”.
وبعد ذلك أكد بومبيو أنه سيتوجه بعد ظهر اليوم الخميس إلى نيويورك لنقل “هذا التبليغ” في مرحلة أولى من إجراءات معقدة يمكن أن تسبب انقساما طويل الأمد بين القوى الكبرى وعزل واشنطن.
ويهدد بومبيو باللجوء إلى آلية إعادة فرض العقوبات تلقائيا على إيران التي تسمى “سناب-باك”، إذا لم يتم تمديد حظر تسليم طهران أسلحة تقليدية بعد انتهائه في تشرين الأول المقبل.
وكان ترامب قد أعلن في 2018 انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق الموقع قبل ثلاث سنوات بين طهران وواشنطن وقوى كبرى أخرى (روسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا).
وأعاد ترامب فرض العقوبات الأميركية على إيران وحتى تعزيزها على أمل إخضاع طهران. وهو يريد أن يفرض على الأسرة الدولية أن تقوم بالخطوة نفسها، علما أن الحجة التي تقول أن واشنطن “مشارك” في اتفاق انسحبت منه وسط ضجة إعلامية كبيرة، غير مقبولة بما في ذلك لدى لحلفاء الأوروبيين لواشنطن الذين يحاولون إنقاذ الاتفاق.
وقال مصدر دبلوماسي فرنسي “لا نعتبر الولايات المتحدة تعتمد على أساس قانوني لتفعيل” آلية إعادة فرض العقوبات، محذرا من أن هذه الحيلة ستواجه رفض كل الدول الأعضاء في مجلس الأمن تقريبا.
قال هذا المصدر: “سيضغطون على الزناد ولن تخرج أي رصاصة”. وأضاف أن النتيجة ستكون كما يلي: لا إعادة لفرض العقوبات أو الحظر لكن “الكثير من الفوضى” و”قطيعة بين ضفتي الأطلسي” و”ضعف في سلطة مجلس الأمن”.
أما في موسكو فقد أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغى ريابكوف أن بلاده مستمرة بالتعاون مع إيران رغم التهديدات الأمريكية ضد روسيا والصين بشأن عواقب هذا التعاون.
ونقلت وكالة سبوتنيك عن ريابكوف قوله اليوم: لا توجد تهديدات تم سماعها بالفعل من واشنطن، بالطريقة الأمريكية المعتادة، بأن على روسيا والصين التفكير في العواقب.. ستغير موقفنا.
وأضاف ريابكوف: هذا لن يؤثر على تعاوننا مع إيران ولا يمكن أن تقودنا الولايات المتحدة في كل مناسبة ونحن نسترشد حصريا بمصالحنا الخاصة كما نفهمها في مختلف المجالات ونسترشد بالتزاماتنا والقانون الدولي.
وشدد ريابكوف على انه من المؤسف أن يغرق مجلس الأمن الدولي في أزمة خطيرة للغاية نتيجة لتصرفات واشنطن غير المسؤولة