الثورة – نيفين أحمد:
في تحرك دبلوماسي مكثف على هامش الدورة الثمانين للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، التقى السيد الرئيس أحمد الشرع عدداً من كبار المسؤولين الأمريكيين في زيارة هي الأولى لزعيم سوري للمنظمة الدولية منذ ما يقارب من ستة عقود، وقد تركزت هذه اللقاءات على مستقبل العقوبات المفروضة على سوريا وخاصة قانون قيصر بالإضافة إلى سبل تحقيق الاستقرار السياسي وحماية حقوق الإنسان في البلاد.
وخلال لقائه وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، في فندق لوتي نيويورك بالاس، جدد الرئيس الشرع دعوته لواشنطن لرفع العقوبات الأمريكية المفروضة بموجب قانون قيصر لعام 2019 رسمياً. وأكد الوزير روبيو في بيان لوزارة الخارجية الأمريكية حول الاجتماع، على الفرصة المتاحة لبناء “دولة مستقرة وذات سيادة” في سوريا بعد إعلان الرئيس ترامب عن تخفيف العقوبات. وفق ما ذكرته وكالة رويترز.
وفي كلمة ألقاها خلال قمة على هامش الجمعية العامة أكد الرئيس الشرع أن العقوبات التي فرضت على القيادة السورية السابقة لم تعد مبررة وبات ينظر إليها السوريون بشكل متزايد على أنها إجراءات تستهدفهم بشكل مباشر. وقال الشرع: “لدينا مهمة كبيرة وهي بناء الاقتصاد، والشعب السوري يُحب العمل فهو أمر متأصل في جيناته لذا لا داعي للقلق فقط ارفعوا العقوبات وسترون النتائج”. من جانبه، ذكر الموقع الرسمي للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأمريكي foreign أن السيناتور الأمريكية جين شاهين العضو البارز في لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ، التقت الرئيس الشرع برفقة النائب غريغوري دبليو ميكس. وشددت السيناتور شاهين على ضرورة موافقة الكونغرس الأمريكي على إلغاء قانون قيصر بالكامل، مشيرة إلى أن هذا التشريع الذي يفرض عقوبات مشددة على سوريا قد انتفت أسبابه بعد التغيرات السياسية الأخيرة في البلاد، وأوضحت أن تشريعها المقترح والذي يحظى بدعم الحزبين الديمقراطي والجمهوري يهدف إلى رفع هذه العقوبات المفروضة منذ عهد النظام السابق. وأكدت شاهين على أهمية حماية حقوق الإنسان ودفع عجلة الإصلاحات السياسية في سوريا بالإضافة إلى تعميق مشاركة دمشق مع المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن هذه الخطوات ضرورية لـ”منع الجهات التي تسعى لزعزعة الاستقرار من استغلال الوضع الراهن”. وأضافت أن “المشاركة الفعّالة لمختلف المكونات العرقية والدينية في سوريا تعد حجر الزاوية لضمان استقرار دائم” معربة عن استعداد الولايات المتحدة لدعم رؤية تهدف إلى بناء سوريا مزدهرة وسلمية وقادرة على الصمود”.
من جانبه صرح وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني بأن الاجتماع تناول “قضايا تخدم الشعب السوري وتعزز العلاقات السورية-الأمريكية” معرباً عن سعادته باستضافة السيناتور شاهين في بعثة سوريا لدى الأمم المتحدة. وتمثل هذه اللقاءات رفيعة المستوى تحولاً مهماً في مسار العلاقات السورية-الأمريكية وتفتح الباب أمام تساؤلات حول مستقبل هذه العلاقات في ظل التقارير التي تشير إلى محادثات مع إسرائيل تهدف إلى الحفاظ على سيادة سوريا.
وبينما يُنظر إلى هذه التحركات الدبلوماسية على أنها خطوة نحو تخفيف عزلة سوريا الدولية فإن الطريق لا يزال محفوفاً بالتحديات. فمستقبل رفع العقوبات بشكل كامل مرهون بمدى التقدم في ملفات الإصلاح السياسي وحقوق الإنسان وهو ما يجعل المرحلة المقبلة مرحلة اختبار حقيقية للالتزامات من جميع الأطراف.