قرار يُغيّر قواعد اللعبة في “الإسكان التعاوني”

الثورة – إخلاص علي:

أصدرت وزارة الأشغال العامة والإسكان قراراً يقضي بإلغاء التنازل لكل مراحل (الاكتتاب، الانتساب، والتخليص) في الجمعيات السكنية بهدف ضبط حركة نقل الحقوق داخل الجمعيات السكنية والتأثير على سوق العقارات.

هذا القرار خلق حالة من الجدل بين المكتتبين والخبراء الاقتصاديين حول تأثيره على المستثمرين والأفراد على حد سواء، كما أثار العديد من التساؤلات على ديناميكية السوق العقارية، في ظل حاجة السوريين الملحة للسكن وإمكانات التمويل المحدودة.

فهل سيكون القرار حماية حقيقية لحقوق المكتتبين، أم سيشكل عائقاً أمام حركة البيع والشراء داخل هذا القطاع الحيوي؟

يحمي الحقوق

الخبير الاقتصادي فادي ديب، يرى أن هذا القرار يهدف بالأساس إلى منع الممارسات غير القانونية وحماية حقوق المكتتبين الذين قد يتعرضون للاحتيال في عمليات التنازل، ما يعزز من استقرار السوق العقارية، ويؤدي إلى تنظيم أدق للإجراءات في المرحلة الحالية التي تشهد تحولات كبيرة.

وحول آثار القرار على المكتتبين والجمعيات، أوضح ديب خلال حديثه لـ”الثورة” أن القرار يمنح فرصة للمكتتبين لمراجعة أوضاعهم المالية عبر مهل تسديد وتعزيز المساءلة، ما يقلل من حالات الإلغاء والتشريد السكني وفق تصريحات وزارة الأشغال.

أما الجمعيات السكنية بحسب ديب ستواجه تحدياً في إدارة الأوراق والمعاملات، إذ يتطلب القرار منها ضبط العمليات والتأكد من عدم انتقال الحقوق إلا بعد الالتزام الكامل بشروط المؤسسة، ما قد يرفع من كفاءة التنظيم الداخلي، لكنه قد يشكل عبئاً إدارياً إضافياً.

يُقيد حركة الأصول

وفيما يتعلق بأثره على السوق العقارية، فإن القرار وفقاً للمختص قد يُقيد حركة بيع وشراء الوحدات المكتتبة مسبقاً، ما قد يحد من تنشيط السوق في الأجل القصير، لكنه يعود بالفائدة على وضوح الملكيات وتقليل النزاعات القانونية، ما يعزز الاستقرار على المدى المتوسط.

في المقابل، لم يُخفِ ديب قلقه من أن إلغاء التنازل قد يحد من سيولة السوق ويقيد قدرة المكتتبين على التصرف بأصولهم بحرية، خاصة في ظل ظروف اقتصادية يصعب فيها استمرار الالتزامات المالية، كما أنه قد يؤخر تسوية ملفات الاكتتاب ويزيد من أعباء الجمعيات السكنية التي تعتمد على تداول الحقوق لتسهيل عمليات التمويل.

توازن مطلوب

يُعد قرار إلغاء التنازل في كل مراحله خطوة تنظيمية هامة لإعادة هيكلة عمليات الجمعيات السكنية وضبط السوق العقارية، لكنه يحتاج سياسات دعم وتسهيلات مالية للمكتتبين لتلافي أي آثار سلبية على سيولة السوق وقدرة المواطنين على التملك والتصرف، أما التحدي فيكمن في إيجاد توازن بين حماية حقوق المكتتبين وضمان استمرارية الحركة في سوق الإسكان، لضمان استقرار قطاع يشكل رافعة أساسية في جهود إعادة الإعمار والتنمية الوطنية.

آخر الأخبار
المغتربون السوريون يسجلون نجاحات في ألمانيا   تامر غزال.. أول سوري يترشح لبرلمان آوغسبورغ لاند محاور لإصلاح التعليم الطبي السوري محافظ حلب يبحث مع وفد ألماني دعم مشاريع التعافي المبكر والتنمية ابن مدينة حلب مرشحاً عن حزب الخضر الألماني خاص لـ "الثورة": السوري تامر غزال يكتب التاريخ في بافاريا.. "أنا الحلبي وابنكم في المغترب" سوريا تفتح نوافذ التعاون العربي عبر "معرض النسيج الدولي 2026"  رفع العقوبات إنجاز دبلوماسي يعيد لسوريا مكانتها ودورها الإقليمي دعماً للإعمار.. نقابة المهندسين تؤجل زيادة تكاليف البناء من التهميش إلى التأثير.. الدبلوماسية السورية تنتصر  متبرع يقدم جهازي "حاقن آلي" وتنفس اصطناعي لمستشفى الصنمين بدرعا  حملة شاملة لترحيل القمامة من مكب "عين العصافير"  بحلب بين دعم واشنطن وامتناع بكين.. الرحلة الاستراتيجية لسوريا بعد القرار "2799" ما بعد القرار "2799".. كيف قلب "مجلس الأمن" صفحة علاقة العالم مع سوريا؟  خبير اقتصادي ينبه من تداعيات التّحول إلى "الريعية"  قرار مجلس الأمن وفتح أبواب "البيت الأبيض".. تحول استراتيجي في الدبلوماسية السورية  كيف حول الرئيس الشرع رؤية واشنطن من فرض العقوبات إلى المطالبة برفعها؟ ٥ آلاف ميغا واط كهرباء تعزز الإنتاج وتحفز النمو  المعرض الدولي لقطع غيار السيارات.. رسالة نحو المنافسة باستخدام أحدث التقنيات   "صحة وضحكة" .. مبادرة توعوية لتعزيز النظافة الشخصية عند الأطفال من رماد الصراع إلى أفق المناخ.. فلسفة العودة السورية للمحافل الدولية