الثورة – إخلاص علي:
إذا كانت بين السياسة والاقتصاد تُرسم الاتفاقيات والتفاهمات وتُبنى الجسور، ففي اللقاءات تزول العقبات وتُجنى الثمار. وهذا ما بدت ملامحه تظهر في زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة، إذ سجل الدولار انخفاضاً ملموساً، إلا أن الأنظار والتحليلات تذهب إلى أبعد من ذلك نحو الآثار الكبيرة المنتظرة في قضايا العقوبات والاستثمار ودور الجالية السورية في المشهد السياسي والاقتصادي.
وحول انعكاسات الزيارة في تقوية العلاقات الاقتصادية اعتبر الباحث الاقتصادي أنس الفيومي في حديثه لـ”الثورة” أن هذه الزيارة تمثل باباً مفتوحاً لعودة سوريا إلى الخريطة الاقتصادية العالمية، مبيناً أن وجود الرئيس في الولايات المتحدة يعزز من فرص رفع العقوبات وعقد اتفاقيات تعاون جديدة، ما يُمهد الطريق لجذب الاستثمارات الخارجية، وخاصة من الجاليات السورية التي تمتلك المال والخبرات التقنية المتقدمة.
تفعيل دور الجالية- بحسب الفيومي، لا يقتصر فقط على ضخ الأموال، بل يتعدى ذلك إلى نقل التقنية وإدارة المشاريع الحديثة التي يحتاجها السوق، فالجالية السورية في الولايات المتحدة تجمع بين المهارات العالية في مجالات التكنولوجيا والهندسة والمالية، ورؤوس أموال كبيرة كانت لا تُستغل بالشكل الأمثل داخل سوريا. وعليه- حسب الفيومي، فإن الزيارة الحالية قد تفتح المجال للحوار المباشر والتخطيط المشترك لتوجيه هذه القدرات نحو مشاريع تنموية حقيقية، مشيراً إلى أن بناء جسور تواصل مستدامة مع الجالية، من شأنه أن يضع أساساً لشراكات طويلة الأمد يستفيد منها كلا الطرفين.
وفيما يخص التحديات التي تواجه استثمار رؤوس الأموال والخبرات، حذر الفيومي من أن هذه الفرص الاستثمارية لن تتحقق من دون وجود بيئة مؤسساتية واضحة، وإطار قانوني شفاف واستقرار سياسي نسبي، إضافة إلى إجراءات تحفيزية للمستثمرين من داخل وخارج سوريا.
وأضاف: إن الجهود الحالية يجب أن تركز على إصلاحات ملموسة تسهل دخول رؤوس الأموال وتُشجع الجالية على المساهمة الفعلية، مشدداً على ضرورة تسهيل تحويلات الأموال وتوفير ضمانات أمنية ومالية للمشاريع الاستثمارية.
ولفت الفيومي إلى أن هذه الزيارة قد تفتح آفاقاً واعدة أمام المشاريع التنموية التي من شأنها أن تُغير وجه الاقتصاد السوري، بشرط أن تواكبها سياسات دعم واضحة وإصلاحات عملية تشجع على الشراكة الجادة.. الفرصة الآن بين يدي السوريين في الداخل والمهجر لكتابة فصل جديد من التعاون من أجل مستقبل زاهر ومستدام.