الثورة-منهل إبراهيم:
أثار الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية ردود أفعال مؤيدة ومعارضة في الداخل البريطاني وعلى مستوى العالم.
وأكدت الحكومة البريطانية أن الاعتراف بالدولة الفلسطينية يأتي كخطوة “تهدف إلى دعم حل الدولتين وتعزيز فرص السلام في الشرق الأوسط”.
وشددت المملكة المتحدة على أن الاعتراف البريطاني لن يكون “رمزياً فقط”، بل جزءاً من استراتيجية أوسع لدفع الأطراف نحو تسوية سياسية عادلة.
واعتبرت صحيفة الإندبندنت البريطانية أن هذه الخطوة “تاريخية في ضوء ما توصل إليه وزراء بريطانيا من أن الوضع الإنساني في القطاع المحاصر يزداد تدهوراً وسط الحرب الدائرة في غزة”.
وبينما يرى كثيرون أن اعتراف بريطانيا بالدولة الفلسطينية خطوة تاريخية ومحقة، هناك من يرى أنها “خذلان وخيانة” لإسرائيل.
إلى ذلك أشارت صحيفة التلغراف البريطانية في افتتاحيتها بعنوان: “خيانة ستارمر لإسرائيل تُخجل بريطانيا” أن هذه الخطوة، رغم رمزيتها، قد “تُمكن حركة حماس من التأكيد على أن هناك نتيجة ملموسة لحملتها العنيفة ضد إسرائيل، وقد تدعي أيضاً أن أساليبها نجحت في تحقيق أهداف سياسية”.
وأضافت التلغراف أن هذا الاعتراف قد “يخلف انطباعاً بأن اللجوء إلى العنف يؤتي ثماره ويُشجع على استمرار تلك التكتيكات ويُضعف فرص التوصل إلى حل سلمي”.
ووصفت الصحيفة هذه الخطوة بأنها “خيانة لإسرائيل” و”وصمة عار لبريطانيا”، معتبرة أنها تمثل انحرافاً خطيراً في السياسة الخارجية البريطانية، حسب زعم التلغراف.
وشددت الصحيفة على أن هذه الخطوة لا تعكس رؤية استراتيجية أو موقفاً مبدئياً، بل تمثل انحرافاً سياسياً ستكون له تبعات طويلة الأمد على علاقات بريطانيا الدولية، وعلى مكانتها كوسيط في قضايا الشرق الأوسط.
وفي هذا الصدد نشرت شبكة “سي إن إن” الإخبارية الأميركية مقالا ناقش ما يمكن أن يترتب على الاعتراف البريطاني بالدولة الفلسطينية من نتائج على أرض الواقع.
وقالت الشبكة إنه “من المتوقع أن تشهد المساعي الفلسطينية للاستقلال دفعة قوية، إذ تستعد عدة دول ذات ثقل دبلوماسي، للاعتراف الرسمي بدولة فلسطينية قبيل انعقاد الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
وأضافت أن “هذه الخطوة تمثل تحولاً مهماً في الموقف الدولي، وقد تعزز من شرعية المطالب الفلسطينية على الساحة العالمية، وتفتح المجال أمام تحركات دبلوماسية جديدة لدعم قيام دولة فلسطينية مستقلة”.
وأشارت “سي إن إن” إلى أنه في ظل تصاعد التوترات في غزة والضفة الغربية، عاد ملف الاعتراف الدولي بدولة فلسطينية إلى الواجهة، مع إعلان عدد من الدول، بينها بريطانيا، نيتها دعم هذا التوجه في الجمعية العامة للأمم المتحدة.
لكن الشبكة الإخبارية الأميركية تساءلت: “هل يمثل هذا الاعتراف تحولاً حقيقياً على أرض الواقع، أم مجرد خطوة رمزية لا تغير من الواقع السياسي القائم؟”، مشيرة إلى أن الاعتراف بدولة فلسطينية من قبل دول غربية كبرى يُعد تطوراً سياسياً مهماً، لكنه لا يعني بالضرورة قيام دولة ذات سيادة فعلية.
فالمؤسسات الفلسطينية تعاني من انقسام داخلي، والسلطة محدودة في مناطقها، بينما تسيطر حركة حماس على قطاع غزة، وسط حصار وصراع مستمر مع إسرائيل.
وذكرت الشبكة الإخبارية الأميركية أن مؤيدي هذا الاعتراف يرجحون أن هذه الخطوة قد تعيد الزخم إلى حل الدولتين، وتعزز من مكانة فلسطين في المؤسسات الدولية، مما يفتح المجال أمام تحركات قانونية ودبلوماسية جديدة.
وتعهد حزب العمال البريطاني في برنامجه الانتخابي قبل الانتخابات العامة الأخيرة بالاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، وفي وقت سابق من هذا العام، استجاب رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر لضغوط متزايدة من نواب حزبه لوضع خطة واضحة لتنفيذ هذه الخطوة.