الثورة – رسام محمد:
أكد نائب رئيس غرفة تجارة ريف دمشق الصناعي عماد النن، أن زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأميركية تأتي في ظرف استثنائي يمر به العالم وسوريا على حد سواء. ورأى أنها ليست مجرد زيارة عادية، بل حدث له رمزية خاصة بالنظر إلى مكانة الولايات المتحدة كقوة سياسية واقتصادية كبرى، ولما تحمله هذه الزيارة من رسائل على المستويين الداخلي والخارجي.وأشار إلى أن الحضور السوري اليوم في أميركا يعكس انفتاحاً على الحوار مع أبنائها في مختلف أصقاع الأرض، وتأكيد على أن الدولة السورية تنظر إلى جالياتها في الخارج كشريك استراتيجي في مسيرة البناء، وهذا في حد ذاته تطور استثنائي، لأن الجالية السورية في الولايات المتحدة تُعد من أكثر الجاليات تنظيماً ونجاحاً على المستويين العلمي والاقتصادي.
مشاريع على الأرض
وأوضح أنّ تركيز السيد الرئيس خلال هذه الزيارة على توظيف خبرات الجالية السورية ورؤوس أموالها في مشاريع تنموية داخل سوريا، تعد خطوة تحمل في طياتها عدة أبعاد، ففي المجال الاقتصادي، تجذب استثمارات نوعية تسهم في تحريك عجلة الاقتصاد وخلق فرص عمل وفي المجال العلمي والتقني، ستساهم في نقل المعرفة والخبرات المتراكمة في بيئة أميركية متقدمة، أما اجتماعياً ففيها تعزيز انتماء الجالية وإعادة ربطها بجذورها الوطنية. وشدد على أنّ الأهم هو ما تحمله من رسالة سياسية واضحة تقول إنّ سوريا رغم التحديات قادرة على التواصل مع كبرى الدول عبر بوابة جالياتها، وتحويل التحديات إلى فرص للتنمية والانفتاح. ولفت نائب رئيس غرفة تجارة ريف دمشق إلى أن هذه الزيارة تمثل منعطفاً جديداً في العلاقة بين الداخل والخارج، وتفتح الباب أمام حقبة يمكن أن تُترجم فيها ثقة المغتربين إلى مشاريع حقيقية على الأرض. وإذا ما ترافقت هذه الخطوة مع بيئة تشريعية مرنة وحوافز استثمارية مدروسة- بحسب النن، فإننا سنكون أمام فرصة استثنائية لتسريع التعافي الاقتصادي وتحقيق التنمية المستدامة.
تخفيض الرسوم الجمركية
بدوره قال المستشار والخبير الاقتصادي د. مازن ديروان: إن زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى الولايات المتحدة الأميركية محطة سياسية واقتصادية بالغة الأهمية، نظراً لكونها القوة العظمى والسوق الأكبر في العالم، وما يمكن أن تحمله من نتائج إيجابية على مستقبل سوريا، فالزيارة في حال نجاحها المتوقع قد تساهم في رفع المستويات المعيشية للسوريين عبر فتح الباب أمام تعاون أوسع مع الجانب الأميركي. وأضاف: من المنتظر أن يسهم توطيد العلاقات الثنائية في التبادل التجاري وتخفيض الرسوم الجمركية المرتفعة على الصادرات السورية التي وصلت مؤخراً إلى 41 بالمئة، وهو ما سيمنح المنتجات السورية قدرة تنافسية أكبر. كما أنه من المتوقع- بحسب ديروان، أن تُحقق الزيارة انعكاسات مباشرة على صعيد الاستقرار الإقليمي من خلال الاتفاقية الجديدة البديلة لاتفاقية عام 1974 بما يضمن تهدئة أوسع على الحدود مع الكيان.
وعلى الصعيد الاقتصادي، قال: تعزز الزيارة ثقة المستثمرين في البيئة الاستثمارية السورية وتسرّع اعتماد نظام “سويفت” في الولايات المتحدة بما يجعل التحويلات بالدولار أكثر سرعة وسهولة ويدعم الحركة التجارية. وفي السياق ذاته، أشار إلى أن باب الانفتاح بات واسعاً أمام الشركات والاستثمارات الأميركية، إضافة إلى تشجيع المغتربين السوريين في الولايات المتحدة وسواها على الاستثمار في وطنهم وزيارته باطمئنان، وبذلك، تحمل الزيارة آفاقاً واعدة لمرحلة جديدة من الانفتاح السياسي والاقتصادي تعزز مكانة سوريا وتعود بفوائد ملموسة على المواطن السوري.