الثورة – ميساء السليمان:
تُعَد البطاطا من أهم المحاصيل الاستراتيجية في سوريا، ما جعل مشروع إنتاج بذار البطاطا محلياً واحداً من أبرز المشاريع الوطنية التي تستهدف تحقيق الاكتفاء الذاتي، وتقليل الاعتماد على الاستيراد، وضمان استقرار أسعار السوق.
رئيس قسم المشاريع الإنتاجية في المؤسسة العامة لإكثار البذار المهندس معن الناصر بيّن لـ”الثورة” أن المشروع يساهم في تأمين قاعدة مادية وبنية تحتية متكاملة لإنتاج بذار البطاطا عالي الجودة، بما يضمن تغطية متطلبات العملية الزراعية، ويفتح آفاقاً جديدة للبحث العلمي وبناء خبرات محلية قادرة على مواكبة المعايير العالمية, ويشكل خط دفاع حيوي لحماية القطاع الزراعي من الأمراض والآفات المحمولة عبر البذار المستورد، فضلاً عن دوره في كسر احتكار الشركات الأجنبية وتوفير فرص عمل جديدة للمزارعين. وأشار إلى أهداف المشروع , لجهة تغطية الطلب المتزايد على بذار البطاطا وتخفيض أسعاره في السوق, ورفع إنتاجية القطاع الزراعي وضمان الأمن الغذائي, وتحسين دخل المزارعين والمتعاقدين على زراعة بذار البطاطا, وإدخال تقنيات حديثة لإدارة الجودة وضمان خلو البذار من الأمراض, ودعم الاقتصاد الوطني عبر زيادة الإنتاج المحلي وتوفير القطع الأجنبي.
وأضاف م. الناصر: بعد سنوات من التحديات والدمار، ومع تحرير المناطق من سيطرة النظام المجرم، أعادت المؤسسة إطلاق برنامج شامل لإحياء المشروع الوطني شمل ترميم المخابر والمباني, وصيانة البيوت الشبكية والزجاجية, وإعادة تأهيل غرف تبريد البذار, مؤكداً أن الخطة الحالية تستهدف تغطية أكثر من 70بالمئة من حاجة السوق المحلية خلال خمس سنوات، مع رفع الطاقة الإنتاجية تدريجياً حتى تأمين كافة احتياجات المزارعين.
وأشار إلى أن المشروع أصبح اليوم ركيزة أساسية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من بذار البطاطا، ونموذجاً لقدرة القطاع الزراعي السوري على التعافي والنهوض مجدداً، مبرزاً الاستمرار في تطويره حتى تحقيق الاكتفاء الذاتي الكامل وضمان استقرار الإمدادات للمستهلك.
الجدير ذكره أن المشروع ساهم منذ انطلاقه عام 2005 بدعم مباشر من منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة (الفاو) في مضاعفة إنتاج بذار البطاطا من 262 طناً عام 2005 إلى أكثر من 4238 طناً عام 2011، الأمر الذي انعكس إيجاباً على تخفيض الأسعار ورفع الإنتاجية, كما وفر فرص عمل لمئات الأسر الريفية، وأسهم في مكافحة البطالة ودعم الاقتصاد الوطني.
