الثورة أون لاين – منذر عيد:
تلملم السنة العاشرة من الحرب الإرهابية على سورية أحداثها، كاشفة الكثير من الحقائق، حول زيف ادعاء الاحتلال الأميركي خاصة، والغرب الاستعماري عامة، بمحاربة الإرهاب، وهي حقيقة كانت بادية للقيادة السورية منذ اللحظات الأولى، فكان اليقين أن تنظيم داعش الإرهابي صنيعة أميركية صهيونية، وأن ما تلاها من تنظيمات أخرى لم تكن سوى أدوات لذاك المحتل، لتحقيق مشروعه بتفتيت سورية، وأخذها إلى الحظيرة الصهيونية، بعيداً عن محور المقاومة، الأمر الذي فشلوا في تحقيقه.
كثيرة هي التقارير الاستخبارية والإعلامية التي كشفت حجم التناغم والتعامل بين المجموعات الإرهابية والاحتلال الأميركي، عبر توفير الأخير الغطاء العسكري لمرتزقته، ما يمدهم بأسباب البقاء، واليوم تتكشف المزيد من الحقائق عن ذاك الدور الوظيفي الذي يلعبه الإرهابيون، عند مشغلهم الأميركي والغربي.
ففي الوقت الذي يدعي الأميركي والبريطاني والفرنسي محاربة الإرهاب، كشفت مصادر مطلعة عن إجراء ممثلين لأجهزة أمنية غربية سلسلة لقاءات مع متزعمين ميدانيين لتنظيم داعش الإرهابي في سورية، وأن اللقاءات التي بدأت منذ بداية العام الجاري في منطقة التنف التي يحتلها جيش الاحتلال الأميركي، كانت بين ممثلي أجهزة كل من الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وعدد من دول المنطقة، إضافة إلى متزعمين ميدانيين لتنظيم “داعش” وجماعات إرهابية أخرى.
تلك اللقاءات تضاف إلى سلسلة من الأعمال الأخرى التي قام بها الاحتلال التركي عبر نقل إرهابيين من داعش من سجون ميليشيا” قسد” والعراق إلى البادية السورية، بهدف شن هجمات إرهابية ضد الجيش العربي السوري، ومنعه من انجاز النصر التام، بهدف إجباره على القبول بالشروط الاستعمارية.
مع بسط الجيش السوري سيطرته على معظم الجغرافيا السورية، وحشر الإرهابيين في زوايا محددة، يسعى الاحتلال الأميركي لفرض واقع جديد في البادية السورية، وعلى طول الحدود السورية العراقية، محولاً قاعدته غير الشرعية في منطقة التنف إلى قاعدة تجميع وتدريب لفلول إرهابيي داعش، لقطع الطريق بين الجنوب والشرق السوري، وقطع شريان محور المقاومة الممتد من طهران إلى بغداد ودمشق وبيروت.
يشكل إحياء داعش الإرهابي، إحدى مهام الاحتلال الأميركي الجديدة، بهدف إعادة المنطقة إلى المربع الأول، قبل عشرة سنوات، ليقينه أن بقاءه في سورية والعراق محتلاً، لن يكون إلا بذريعة وجود “داعش”، فالارتباط الوجودي بين الاحتلال والإرهاب، كان جلياً منذ بداية الحرب الإرهابية على سورية، فالحديث عن اندحار الإرهاب، يسحب الورقة الحجة من يد الأميركي بخصوص تواجده في المنطقة.
من المؤكد أن جميع حجج المحتل الأميركي، قريباً إلى زوال، فما يقوم به الجيش العربي السوري من إنجازات، وما يحققه من انتصارات، ستفضي حتماً إلى دحر الإرهاب ومشغليه، ولن يكون السيد على الأرض السورية إلا أبطال الجيش العربي السوري، ولا راية خفاقة إلا راية الجمهورية العربية السورية.