ثورة أون لاين:
أكدت مجموعة من العلماء والشخصيات البارزة ضرورة استعادة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية مصداقيتها ونزاهتها بعد التلاعب الذي قامت به بعثة تقصي الحقائق حول الاستخدام المزعوم لأسلحة كيميائية في مدينة دوما عام 2018 معربين عن مخاوفهم حيال مستقبل المنظمة بسبب النتائج المضللة التي توصلت إليها البعثة ومحاولات المنظمة التشهير بخبراء وعلماء تحدثوا عن المخالفات التي ترتكبها.
وفي بيان وجهوه إلى مدير منظمة الحظر فرناندو ارياس أوضح 18 عالماً وشخصية بارزة في (مؤسسة الشجاعة) وفي مقدمتهم خوسيه بستاني المدير العام الأول للمنظمة والمفكر الأمريكي نعوم تشومسكي أنه منذ قيام منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بنشر تقريرها النهائي في آذار 2019 حول حادثة دوما حدثت سلسلة تطورات أثارت مخاوف جوهرية وخطيرة بشأن الطريقة التي أجري بها التحقيق ومن بين تلك التطورات ظهور حالات أثبت فيها محققو المنظمة المعنيون بالتحقيق وجود مخالفات إجرائية وعلمية جسيمة إضافة إلى حدوث تسريب لعدد كبير من وثائق الإسناد وصدور تصريحات دامغة في اجتماعات مجلس الأمن الدولي بهذا الشأن.
وأشاروا إلى أنه أصبح ثابتاً أن رفض عدد من المحققين المنخرطين في التحقيق ومن بينهم شخصية محورية الكيفية التي توصل فيها التحقيق إلى النتائج وضع إدارة المنظمة في موقع المتهم بقبول نتائج لا تستند إلى معطيات أو نتائج قد يكون تم التلاعب بها وذات آثار أمنية وجيوسياسية على درجة عالية من الخطورة لافتين إلى أنه تم تجاهل دعوات المحققين المتكررة لمنحهم فرصة مناقشة المسائل التي تقلقهم في المنظمة كما تم تعطيل دعوات بعض أعضاء المجلس التنفيذي في المنظمة للاستماع إلى جميع المحققين.
وأوضح العلماء والشخصيات في بيانهم أن المنظمة فشلت حتى الآن في الرد على الاتهامات الموجهة إليها ولم تسمح نهائيا بالاستماع لآراء ومخاوف أعضاء فريق التحقيق على الرغم من إصدارها بيانات تدعي غير ذلك لكن في الحقيقة لم تجتمع الإدارة العليا للمنظمة مع الجزء الأكبر من أعضاء فريق التحقيق وقامت عوضاً عن ذلك بالالتفاف على المسألة من خلال إجراء تحقيق في تسريب وثيقة عن حادثة دوما ومن خلال الإدانة العلنية لأكثر محققيها جرأة لأنه تحدث في هذا الشأن.
وتساءل العلماء والشخصيات عن سبب منع عدد من أعضاء مجلس الأمن المدير الأسبق لمنظمة الحظر خوسيه بستاني من المشاركة في جلسة استماع في المجلس حول ملف الكيميائي في سورية مشيرين إلى أن بستاني قال في نداء وجهه إلى مدير المنظمة الحالي إذا كانت المنظمة واثقة من طريقة التحقيق في دوما فلن تجد صعوبة في معالجة مخاوف المحققين.
ولفتوا إلى أنه جرى مؤخراً تطور آخر مقلق هو تسريب ما ادعي كذباً أنه مسودة رسالة من المدير العام إلى أحد المحققين المستقيلين نشرت على موقع للتحقيقات على شبكة الانترنت (مفتوح المصدر) وذلك في محاولة لوصم العالم السابق المرموق في المنظمة وكشف هويته وفي تطور آخر مقلق بدرجة أكبر قام مصدر مجهول قيل إنه على صلة بتحقيق المنظمة بشأن حادثة دوما بخرق تعليمات المنظمة وإجراء مقابلة مع برنامج إذاعي في قناة (بي بي سي4) قام فيها بتشويه سمعة المحققين المستقيلين والإساءة للسفير بستاني مبينين أن الأهم من ذلك ما أكدته تسريبات تمت في كانون الأول الماضي أن هذه المخاوف موجودة أيضاً لدى مسؤولين رفيعين في المنظمة كانوا يدعمون المحقق الذي تحدث صراحة عن الإهمال الوظيفي الذي حصل.
وأكد العلماء والشخصيات أن هذه القضية تهدد بإلحاق ضرر بالغ بسمعة ومصداقية المنظمة وتقويض دورها الحيوي في السعي للسلم والأمن الدوليين وأنه من غير المقبول أن ترفض منظمة علمية مثل منظمة حظر الأسلحة الكيميائية الرد العلني على الانتقادات والقلق الذي يساور علماءها من مساعي وصمهم وتشويه سمعتهم إضافة إلى ذلك فإن الجدل المستمر بشأن تقرير دوما يثير القلق أيضاً حول ما إذا كان بالإمكان الوثوق بالتقارير السابقة لفريق تقصي الحقائق بما في ذلك التقرير حول حادثة خان شيخون عام 2017.
وشدد العلماء والشخصيات على أن أفضل طريقة لخدمة مصالح المنظمة هي من خلال تأمين مديرها العام منبراً شفافاً ومحايداً يمكن فيه الاستماع لمخاوف جميع المحققين إضافة إلى قيامه بضمان إجراء تحقيق موضوعي وعلمي بشكل كامل داعين إياه لأن يجد الشجاعة لمواجهة المشكلات الموجودة ضمن منظمته وذات الصلة بهذا التحقيق ومن ثم إبلاغ الدول الأطراف والأمم المتحدة وبهذه الطريقة يمكن استعادة مصداقية المنظمة ونزاهتها.
الموقعون على البيان:
ـ خوسيه بستاني: سفير البرازيل المدير العام الأول لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية والسفير السابق في المملكة المتحدة وفرنسا.
ـ البروفسور نعوم تشومسكي بروفسور في اريزونا وفي معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.
ـ دانييل الزبرغ مسؤول سابق في وزارة الدفاع وفي وزارة الخارجية الأميركية.
ـ البروفسور ريتشارد فولك بروفسور في القانون الدولي جامعة بريلستون.
ـ البروفسور اولريخ غوتستين بالنيابة عن الفيزيائيين الدوليين لمنع الحرب النووية في ألمانيا.
ـ دنيس هاليداي المساعد السابق للأمين العام للأمم المتحدة 1994ـ1998.
ـ البروفسور بيرفيز هودبهوي من جامعة كويد غرام.
ـ د.سابين كرونمر محللة كيميائية ومفتشة سابقة في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية 1997ـ2009.
ـ راي ماكفوفرن المعد السابق لملخصات وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي إي) للرئيس الأمريكي.
ـ البروفسور غوتس نيونك مجلس باغواش ورئيس باغواش ـ ألمانيا.
ـ جون بيلغز صحفي وصانع أفلام حائز على جوائز إيمي وبافتا.
ـ ديك فان نيكرك رئيس فريق تفتيش تابع لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية رئيس البعثة الخاصة للمنظمة في العراق.
ـ البروفسور ثيودور بوستول بروفسور في العلوم والتكنولوجيا وسياسات الأمن الوطني في معهد ماساتشوستس.
ـ د. انتونبوس روف رئيس فريق تفتيش في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية ورئيس التفتيش الصناعي.
ـ البروفسور جون ايفري سكيلز بروفسور مجلس باغواش ورئيس باغواش الدنمارك.
ـ هانس فون سبونك مساعد الأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الانسانية في العراق.
ـ آلان ستيدمان الاختصاصي في ذخائر الأسلحة الكيميائية ومفتش في اونسكوم.
ـ الكولونيل المتقاعد لورانس ويلكرسون الجيش الأمريكي بروفسور زائر في كلية وليام وماري وكبير موظفي وزير الخارجية الأمريكي الأسبق في عهد كولن باول.