على تخوم “كورونا”.. حرب باردة أيضاً! – المصدر: Information Clearing House

الثورة أون لاين – ترجمة ميساء وسوف:

تكثّف الصين إمداداتها من لقاحات فيروس كورونا إلى البرازيل ودول أميركا اللاتينية الأخرى حيث يهدد انتشار عدوى هذا الوباء خدمات الصحة العامة فيها، فقد أصبحت البرازيل نقطة عالمية ساخنة جديدة للمتغيرات القاتلة لفيروس كورونا، ومع ما يقرب من 280000 حالة وفاة، فإن الدولة الأكثر اكتظاظاً بالسكان في أميركا اللاتينية (البرازيل) لديها ثاني أعلى حصيلة عالمية بعد الولايات المتحدة (533000).
في غضون ذلك يُقال إن العديد من الدول الأوروبية تجري مناقشات لإنتاج لقاح Sputnik V الروسي بعد صفقة “اختراق” الأسبوع الماضي مع إيطاليا، وهي أول عضو في الاتحاد الأوروبي، لبدء الإنتاج المحلي للقاح الروسي، وتُعتبر ألمانيا وفرنسا وإسبانيا من بين دول الاتحاد الأوروبي الأخرى التي تدرس ترتيبات تصنيع محلية مماثلة للقاح Sputnik V.
أصبحت الحاجة الأوروبية للقاح كورونا أكثر إلحاحاً بسبب الطرح البطيء للقاحات المعتمدة، بالإضافة إلى أنه تم مؤخراً توقف لقاح AstraZeneca من قبل العديد من الدول بسبب مخاوف من الآثار الجانبية القاتلة المحتملة من تخثر الدم.
إلا أنه في الوقت ذاته ثبت أن لقاحات الصين وروسيا فعالة ضد أعراض Covid-19 وآمنة، ويتم إنتاجها بسهولة بكميات كبيرة وبتكلفة معقولة مقارنة مع نظرائهم الغربيين. وقد أكدت كل من الصين وروسيا أنهما على استعداد لتقديم اتفاقيات ترخيص للإنتاج المحلي من شأنها تسريع الإمداد اللوجستي للقاحات، ويوجد في الصين حوالي 17 لقاحاً آخر يخضع للتجربة حتى الآن، ومن الواضح أيضاً أنه لا توجد آثار سيئة من إعطائه للبشر.
فالنتائج العالمية لهذه اللقاحات تتحدث عن نفسها، وقد اتخذت عشرات الدول أوامر شراء اللقاحات الصينية والروسية، كما أن بكين تبرعت بلقاحات لأكثر من 50 دولة ذات دخل منخفض.
كيف تغيرت مواقف الدول تجاه اللقاحات الصينية والروسية؟.
بالعودة إلى شهر كانون الأول، كانت إحدى عناوين بلومبيرغ: “الصين تكافح لجعل العالم يثق في لقاحات Covid الخاصة بها”.
وكان من بين الذين عبروا عن الازدراء للقاح الصيني في السابق، الرئيس البرازيلي اليميني جايير بولسونارو، الذي قال إن البشر الذين يخضعون لتجارب اللقاح الصيني هم “خنازير غينيا”، وهذا يعني أنه غير آمن، حسب زعمه.
ونظراً للأزمة التي تجد البرازيل نفسها فيها مع ارتفاع حالات الإصابة بفيروس Covid-19، والتي عزاها النقاد إلى إهمال السياسات الصحية للحكومة الفيدرالية، كان بولسونارو وحكومته سعداء للغاية لاستفادة البلاد من ملايين جرعات اللقاح الصيني، لدرجة أن الرئيس البرازيلي تخلى عن الخطاب العدائي السابق تجاه عملاق الاتصالات الصيني هواوي، والذي تبناه احتراماً لسياسة واشنطن العدائية تجاه الصين، في الواقع، ومن منطلق الامتنان للصين بسبب إنقاذها من كوفيد-19، تبحث الحكومة البرازيلية الآن في Huawei لتحديث شبكة اتصالاتها من الجيل الخامس 5G.
وبالمثل، كانت أوروبا متشددة إلى حد ما في موقفها تجاه اللقاح الروسي Sputnik V ، وقد ألمحت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس المجلس الأوروبي تشارلز ميشيل إلى أن الصين وروسيا تحركهما “أهداف دعائية” فوق المصالح الطبية والصحية العامة.
والجدير بالذكر أن Sputnik V كان أول لقاح مسجل من قبل روسيا في أي مكان في العالم منذ آب الماضي، ومع ذلك فإنه لا يزال ينتظر الموافقة الرسمية من وكالة الأدوية الأوروبية على الرغم من أنه ثبت في التجارب أنه فعال للغاية وآمن لإعطائه بين جميع الفئات العمرية.
على أي حال، وبغض النظر عن الموافقة الرسمية في بروكسل، فقد مضت العديد من الدول الأوروبية في اتفاقيات ثنائية لطلب اللقاحات الروسية والصينية. وهي تشمل المجر وسلوفاكيا وجمهورية التشيك بالإضافة إلى صربيا، وهي دولة غير عضو في الاتحاد الأوروبي، ودول البلقان الأخرى.
وبفضل إدارتها المبكرة السريعة والصارمة للوباء، ومن خلال تطبيقها للإغلاق والحجر الصحي، نجحت الصين في القضاء على هذا الوباء الخطير. فقد عادت الحياة بين سكانها البالغ عددهم 1.4 مليار نسمة إلى طبيعتها قبل انتشار الوباء، حيث يبلغ عدد الوفيات في الصين حوالي 4600 ،أقل من عدد الوفيات في الولايات المتحدة أو أوروبا بحوالي 100 ضعف.
تؤكّد بكين باستمرار بأنها تريد إعادة بناء الاقتصاد العالمي بالتركيز المتجدد على التجارة والاستثمار والشراكات التعاونية كجزء من مبادرة الحزام والطريق لطرق الحرير الجديدة. حيث يتوقف نجاح تحقيق هذه الرؤية وفي الدرجة الأولى على هزيمة جائحة Covid-19 بشكل جماعي وضرورة التعاون بين جميع بلدان العالم.
تتناقض النظرة المستقبلية للصين وروسيا مع “قومية اللقاح” في الولايات المتحدة وأوروبا التي شهدت تخزين هذه الدول للملايين من الجرعات الفائضة أو غير المستخدمة. تدرك كل من الصين وروسيا أن السبيل الوحيد لكوكب الأرض للتعافي من هذا الوباء، الذي يتكرر مرة كل قرن، هو أن تتحد جميع الدول وتتبادل الإنجازات العلمية، فالصحة العامة قبل الربح الخاص هي مفتاح النجاح للقضاء على الأوبئة.

في هذه الحالة، تعتبر عقلية الحرب الباردة المتمثلة في النظر إلى الآخرين كأعداء عقبة بغيضة أمام التقدم، إنها لعبة شريرة وعقيمة للنخب الأيديولوجية التي تهيمن على العالم، فقد أصبح من الواضح أن الدول ووسائل الإعلام والسياسيين المصابين بهذا الفيروس السياسي هم بلا شك مفارقة تاريخية، حيث من المفروض أن تكون الحاجة والمصلحة الإنسانية المشتركة هي الدافع وراء علاقات التضامن الدولية، فمثلاً قد يستنكر المتشائمون في الغرب عندما تتمكن كل من الصين وروسيا من تحقيق نجاح “دبلوماسية اللقاح”، ولكن بنفس الوقت قد يكون هناك آخرون يفكرون بمنطقية أكثر بأن هاتين الدولتين تظهران قيادة مسؤولة وأخلاقية لإخراج البشرية من أزمة عالمية خطيرة.
المصدر: Information Clearing House

آخر الأخبار
بقيمة 2.9مليون دولار.. اUNDP توقع اتفاقية مع 4 بنوك للتمويل الأصغر في سوريا حمص.. حملة شفاء مستمرة في تقديم خدماتها الطبية د. خلوف: نعاني نقصاً في الاختصاصات والأجهزة الطبية ا... إزالة مخالفات مياه في جبلة وصيانة محطات الضخ  الألغام تهدد عمال الإعمار والمدنيين في سوريا شهادة مروعة توثق إجرام النظام الأسدي  " حفار القبور " :  وحشية يفوق استيعابها طاقة البشر  تفقد واقع واحتياجات محطات المياه بريف دير الزور الشرقي درعا.. إنارة طرقات بالطاقة الشمسية اللاذقية.. تأهيل شبكات كهرباء وتركيب محولات تفعيل خدمة التنظير في مستشفى طرطوس الوطني طرطوس.. صيانة وإزالة إشغالات مخالفة ومتابعة الخدمات بيان خاص لحفظ الأمن في بصرى الشام سفير فلسطين لدى سوريا: عباس يزور دمشق غدا ويلتقي الشرع تأهيل المستشفى الجامعي في حماة درعا.. مكافحة حشرة "السونة" حمص.. تعزيز دور لجان الأحياء في خدمة أحيائهم "فني صيانة" يوفر 10 ملايين ليرة على مستشفى جاسم الوطني جاهزية صحة القنيطرة لحملة تعزيز اللقاح الروتيني للأطفال فيدان: الاعتداءات الإسرائيلية على سوريا تزعزع الاستقرار الإقليمي الجنائية الدولية" تطالب المجر بتقديم توضيح حول فشلها باعتقال نتنياهو قبول طلبات التقدم إلى مفاضلة خريجي الكليات الطبية