الثورة أون لاين – عبدالله صبح:
“ما بقي من الحرب أخطر من الحرب”..بهذه الكلمات التي تدلُّ على جوهر وماهية أخطار الحروب وتركتها القذرة، كانت بداية ندوة فرع الهلال الأحمر العربي السوري بدرعا في قاعة المحاضرات بفندق “الوايت روز” في مدينة درعا.
على هامش الندوة أقيم معرض للصور الفوتوغرافية ضم عشرات اللوحات المعبرة عن مخلفات الحرب غير المتفجرة من الالغام والعبوات والأجسام الغريبة التي خصصت للدمار من قبل أصحاب الفكر الأسود ومشغليهم دون أدنى حساب أنها مشاريع قتل مؤجلة لأطفالنا أبناء الوطن.
الثورة شاركت بالندوة بدعوة خاصة واستمعت لآراء العديد من الزملاء ومداخلاتهم من خلال المؤتمر الصحفي الذي تخلل الفعالية والتي تطرقت معظمها إلى مخاطر الألغام غير المتفجرة وضرورة التشاركية بين المنظمات والمؤسسة الإعلامية من خلال تسليط الضوء على أنواعها واشكالها وتوعية الأهالي لعدم اقتراب أبنائهم منها ومن كل الأجسام الغريبة حفاظاً على حياتهم.
الدكتور أحمد المسالمة رئيس فرع الهلال الأحمر بدرعا أكدَّ وأثنى على مداخلات الزملاء من الاعلام الرسمي ولدورهم الفاعل من خلال توعية الجيل من الأطفال والبالغين من خلال منابرهم الإعلامية وصفحات التواصل الاجتماعي، معقباً أنه من خلال التشاركية والتعاون بين مؤسسات الدولة والمنظمات الإنسانية الدولية بهذا الصدد تأتي النتائج بأقل الخسائر.. والمتابع لخسائر الدول التي نشبت بها الحروب يجد أن حصيلة ما خلفته الألغام غير المتفجرة بتلك الدول عشرات آلاف الضحايا من الأطفال والبالغين، بينما في سورية العدد قليل، إذ بلغ مجموع اصابات الألغام غير المتفجرة في أرجاء محافظة درعا من خلال إحصائية للعامين السابقين 498 إصابة من بينها 174 حالة من الأطفال والبالغين فارقوا الحياة.
الثورة التقت العديد من زوار المعرض من بينهم ضحايا “ما بقي من الحرب ” التي أرخت بظلالها على سورية طيلة عشرة أعوام مضت بمرها وصبرها، منهم من فقد ساقه ومنهم من فقد بصره وآخر ذراعه،جميع المشاركين أبدوا استحسانهم لمثل هذه الندوات التوعوية حول الألغام و مخلفات الحروب التي من خلالها يصبح المواطن ملماً بمخاطرها وكيفية التعامل بخطرها المحدق التي يتربص بالإنسان، مؤكدين بضرورة التعاون بين المجتمع الأهلي ومختلف الجهات لتحري أماكن تلك المخلفات ومعالجتها من خلال برنامج هدفه إسدال الستار على تراجيديا مأساة الألغام غير المتفجرة وإبطال فتيلها.
تخلل المؤتمر الصحفي عرض مقطع فيديو من مدينة الشيخ مسكين التي كان لها نصيب مؤلم يحكي عن آثار ومخاطر الألغام غير المتفجرة وما تتركه من كوارث أسرية تخطف الكثير من حياة أرواح الأطفال الذين خرجوا من منازلهم بغية اللعب دون أن يدركوا ما ينتظرهم من مصيرٍ قاسٍ ومؤلم.
يذكر أن الهلال الأحمر بدرعا استهدف 31 بلدة وقرية بندوات توعوية في مختلف أرجاء المحافظة بنفس هذا اليوم الموافق ل 4/4/2021 من قبل فرقه المتخصصة ، حول مخاطر الألغام ومخلفات الحرب غير المتفجرة.