الثورة أون لاين – عادل عبد الله:
أكدت مديرة برنامج مكافحة التدخين في وزارة الصحة الدكتورة عبير عبيد لـ “الثورة” أن تدخين الأركيلة بالتجمعات والأماكن العامة يجعل منها بيئة خصبة لانتشار فيروس كورونا المستجد كوفيد- 19ويزيد من خطر انتقال الأمراض، لافتة إلى أن تدخينها بالأماكن المغلقة يجعل مستوى الخطر أعلى.
وبينت أن تدخين النرجيلة نشاط جماعي، بمعنى أن الأشخاص عادةً يتشاركون في استعمال فوهة واحدة وخرطوم واحد، وخاصةً في التجمعات والمناسبات الاجتماعية. بالإضافة إلى ذلك، قد توفِّر النراجيل نفسها (بما في ذلك الخرطوم والتجويف) بيئةً مواتية لبقاء الكائنات الحية الدقيقة خارج الجسم.
وذكرت الدكتورة عبيد أن البيِّنات أظهرت أن تدخين النرجيلة مرتبط بزيادة خطر انتقال العوامل الـمُعْدية، ومنها فيروسات الجهاز التنفسي، وفيروس التهاب الكبد سي، وفيروس إيبِشتاين- بار، وفيروس الهربس البسيط، والسُّل، والجرثومة المَلْوِيَّة البَوَّابية، وفطر الرشاشية (الأسبيرجيللا). منوهة إلى أن مكونات دخان التبغ تضعف الجهاز المناعي، مما يعرض المدخنين لخطر الإصابة بحالات العدوى الرئوية، حيث يقلل تدخين التبغ من وصول الأوكسجين إلى أنسجة الجسم.
وأوضحت أن المكوِّن الرئيسي المستخدَم في النرجيلة (الشيشة) هو التبغ، وتدخينه له آثار ضارة حادة وطويلة الأجل على الجهاز التنفسي والجهاز القلبي الوعائي، وهو ما قد يزيد من خطر الإصابة بالأمراض، ومنها مرض الشريان التاجي ومرض الانسداد الرئوي المزمن.
وأشارت إلى أن الذين يدخنون التبغ طيلة حياتهم، يفقدون ما لا يقل، في المتوسط، عن عشر سنوات من أعمارهم، وأنه مع كل نفخة من السيجارة، تنتقل سموم ومواد مسرطنة إلى الجسم. ومعروف أن هناك ما لا يقل عن 70 مادة كيميائية تسبب السرطان، ويكون خطر الإصابة بالسكري أعلى لدى المدخنين ،كما ويعد التدخين عامل خطر للإصابة بالخرف، وهو مجموعة من الاضطرابات التي تقود إلى التدهور العقلي، ويعد مرض الزهايمر أكثر أشكال الخرف شيوعا، وأن ما يقدر بـ 14% من حالاته ، على مستوى العالم، يمكن أن تُعزى إلى التدخين.
وأشارت إلى أن المدخنين ممن لديهم استعداد وراثي للإصابة باضطرابات المناعة الذاتية، معرضون بشكل متزايد لخطر الإصابة بالعديد من الأمراض، بما في ذلك الالتهاب المفصلي الروماتويدي، ومرض كرون، والالتهاب السحائي الجرثومي، والعدوى التالية للجراحة، والأمراض السرطانية، والتدخين يجعل أيضا الأشخاص منقوصي المناعة، كالمتعايشين مع التليف الكيسي، أو التصلب المتعدد، أو السرطان، معرضين بشكل أكبر لخطر الإصابة بالأمراض المصاحبة ذات الصلة بهذه الأمراض، والوفاة المبكرة.